Перейти к основному содержанию
«القدس قبل الإسلام..» كتاب جديد لـ«كفافي» يتأمل تاريخ المدينة المقدسة بين النصوص التوراتية والمصادر التاريخية والآثار

صدر عن دار الشروق بعمّان، وبدعم من وزارة الثقافة كتاب بعنوان «القدس قبل الإسلام بين النصوص التوراتية والمصادر التاريخية والآثار» لأستاذ الآثار والأنثروبولوجيا د. زيدان عبدالكافي كفافي.

يتحدث الفصل الأول عن جغرافية القدس، والثاني الدراسات الأثرية الميدانية التي جرت في القدس ابتداء من النصف الثاني للقرن التاسع عشر وحتى الوقت الحاضر. ويذكر المؤلف على الصفحة 34 من الكتاب «يظهر أنه وبعد ظهور نتائج حفريات الأنفاق التي لم تخدم وجهة النظر الاحتلال الصهيوني بشكل خاص، وعلماء اللاهوت بشكل عام، أن بعضاً من الآثاريين الصهاينة قد اقتنعوا الآن بعدم وجود لبقايا مدينة من القرن العاشر قبل الميلاد في منطقة الحرم الشريف فانتقلوا باحثين عنها في منطقة «الظهورة».

ويتحدث الفصل الثالث حول الخطوات الأولى للإنسان على تراب القدس وتعود لحوالي 250 ألف سنة من الحاضر، إذ عثر على أدوات صوانية في منطقة الشيخ جراح بالقدس تعود للإنسان المتنقل والجامع للقوت.

أما الفصل الرابع فيتحدث حول القدس في المصادر التاريخية المكتوبة والتي عثر عليها في مصر وبلاد الرافدين.

يتعرض الفصل الخامس للنصوص التوراتية والتي بنصوص من سفر التكوين وتتحدث حول ارتحال «أبرام» من جنوبي العراق الحالي وانتهائه في بلاد كنعان، ومن ثم مناقشة آراء بعض العلماء لهذا النص التوراتي.

وتشتمل القصة التوراتية أيضاً على قصة يوسف ورحلته وإقامته في مصر. تكتمل القصة التوراتية بخروج اليهود من مصر متوجهين لأرض كنعان، ودخولهم لأرض فلسطين وتوزيع الأرض على القبائل الاثنتي عشرة، ومن ثم تأسيس الدولة الموحدة خلال القرن العاشر قبل الميلاد، وانتهائها قبل أن تتم القرن من عمرها.

كما يضيف المؤلف معلومات حول سكان القدس «اليبوسيون»، وأنهم لم يخرجوا من القدس على الرغم من زعم التوراة من أن داود قد احتلها. وحيث إن الصهاينة يبحثون في الوقت الحاضرعن بقايا أثرية لم يعثروا عليها في منطقة الحرم الشريف، لأنهم تحولوا بالبحث في المناطق المجاورة له، ومنها بلدة سلوان. ومن هنا فإن هذا الفصل يقدم معلومات وافية حول آثار هذه البلدة. يقول الصهاينة واعتماداً على النص التوراتي أن إلههم وعدهم بالأرض المقدسة، لذا يناقش الفصل السادس من الكتاب وتحت عنوان «التوراة والأرض الموعودة» هذه المقولة.

ويذكر المؤلف أن بني (اسرائيل) تقلبوا في العقيدة، فمن هو الإله الذي وهبهم هذه الأرض، هل هو «يهوه»؟ كذلك تمت مناقشة حدود الأرض التي وعدها الرب للإسرائيليين. وذكر الكاتب أن القصص التوراتية تركز على المكان وتتجاهل الزمان. ومن هنا يتساءل المؤلف: هل فلسطين الجغرافية هي بلاد كنعان التوراتية؟ ويخلص المؤلف إلى أن النصوص التوراتية لا تقطع بحدود الأرض الموعودة جغرافياً، ولا حتى الأرض المقدسة محددة بشكل دقيق.

حاول الباحثون الغربيون أن ينسجوا من المرويات التوراتية حقائق تاريخية ودينية أي محاولة تحويل روايات التوراة إلى تاريخ. ولتحقيق هذا الغرض اتبعوا عدة مناهج وطرق بحثية، ناقشها المؤلف في الفصل السابع. حيث جاب البلاد العربية عدد من المستكشفين والرحالة ومن ثم حفريات أثرية إن لم تكن جميعها، بل معظمها، في مواقع ذكرتها النصوص التوراتية.

وتتوالى فصول الكتاب ليقدم الفصل الثاني عشر دراسة حول دور الروم في إعادة بناء أورشليم، خاصة في زمن الملك هيرود حيث بلغت المدينة قمة ازدهارها. يعالج الفصل الثالث عشر تاريخ وآثار «إيليا كابيتولينا» في الفترة بين 135- 324 ميلادي التي بنيت حسب مخططات المدن اليونانية-الرومية.

وتشير خاتمة الكتاب إلى أن الناس لم ينقطعوا عن السكنى في القدس منذ الألف الرابع قبل الميلاد، وتطورت كغيرها من المدن الكنعانية حتى وصلت إلى ما وصلت إليه في الوقت الحاضر. كما وتعاقب على سكناها ووقعت تحت سيطرة قوى خارجية، لكنها كانت تنهض دائماً من تحت الركام لتبنى بأيدي أبنائها من جديد.

 

 

المصدر: الدستور

27 июл, 2021 10:38:33 AM
0