العلاقات التركية – الايرانية
حظيت دراسة موضوع العلاقات التركية – الايرانية بأهمية كبيرة بسبب الثقل الكبير الذي تمثله الدولتان من خلال موقعهما الاستراتيجي، ومقوماتهما السكانية، وقدراتهما العسكرية، فضلاً عن تأثيرهما السياسي في مجريات أحداث منطقة الشرق الأوسط، مما جعل منهما إحدى محددات الحركة في النظام الإقليمي لهذه المنطقة. كما أنّها تُظهِر صورة واضحة للسياسة الخارجية لكل من تركيا وايران، والمؤثرات التي دفعت البلدين لتعزيز علاقتهما بعد سلسلة طويلة من الحروب والصراعات التي تميزت بها علاقتهما طوال المرحلة التي سبقت الحرب العالمية الأُولى، إذ بدأت عوامل الانفراج والتطور في مجرى العلاقات بين تركيا وايران تتضح بعد انهيار الدولة العثمانية وقيام مصطفى كمال اتاتورك بتأسيس الدولة التركية الحديثة عام 1923 ، ومجيء رضا شاه للحكم في ايران عام 1925 ، ومهّدت تلك الظروف والمعطيات الدولية لعهد جديد من الصداقة والتعاون بينهما، والتي ارتكزت على المصالح المشتركة والمنافع المتبادلة التي وضعت تلك العلاقات فيما بعد في إطار التحالف الغربي، مما عززها ودفعها باتجاه التنسيق والتعاون المشترك لتحقيق أهداف واستراتيجيات الدول الكبرى.