Перейти к основному содержанию
نبذه عن الكتاب
تربية الأطفال في الإسلام أسسها، وتطبيقاتها
Голосов пока нет

الحمد لله وأتم الصلاة وأفضل السلام على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، المبعوث رحمة للعالمين،المربي الأول، منقذ البشرية من ظلمات الجهل والوهم إلى النور والسعادة في الدارين. ولقد اعتنى الإسلام بالطفولة أيما اعتناء، فتولاها بالرعاية والاهتمام، لأن المعالم الأساسية لشخصية الإنسان إنما تتكون في مرحلة طفولته، التي تعد أطول مرحلة طفولة مقارنة بباقي الكائنات الحية. ولذا لا يمكن أن يستحق تعليمنا وتربيتنا الجودة إلا بإزاحة سجل الجهل عن أطفال اليوم، ومساعدتهم في بناء فكر أسس بنيانه على التقوى، بعيدا عن سراب الحضارات المادية، التي أوصلت أطفالنا - وبمساعدتنا أحيانا - إلى تيه ثقافي وجزر منعزلة من المعرفة المشوهة، التي جعلت من بيوتات المسلمين ومؤسساتهم الفكرية حضانة ومرتعا خصبا للأفكار الغربية، وما لبث أن ظهر ذلك في سلوكيات كثير من أفراد المجتمعات الإسلامية. ولذا فإن التربية الإسلامية تلقي على عاتق المربين إنشاء جيل، يحمل صفات جيل مدرسة النبوة، هذا الجيل الذي يفهم حقيقة الدين والدنيا، فيتسامى عن صغائر الدنيا وملذاتها، ولا يختزل الدين بالشعائر، والتراث الفلكلوري، بل عليه أن يتيقن أن الإسلام منهج حياة، فيربي في أطفال اليوم، رجال الغد وحاملي لواء عزه ونصره، فمن يحسن تربية أولاده أو تلاميذه فإنه سيـعيش حياة مضاعفة، لا ينقطع أجرها، ولا يتوقف أثرها، لأن من يحسن التربية سيبقى حيا بعد موته. ومن هنا فلقد جاء هذا الكتاب ليكون في متناول المربين من الآباء والأمهات والمعلمين والمعلمات، ودليلا ومرشدا في البيت ورياض الأطفال والمدرسة والمؤسسات التربوية عامة، من أجل تربية الأبناء تربية إسلامية صحيحة، ليكونوا على بصيرة من تعاليم دينهم وثيقي الصلة بكتاب ربهم عز وجل وسنة رسولهم صلى الله عليه وسلم، فالهدف من تأليف هذا الكتاب توضيح أساليب تهذيب سلوك الطفل المسلم، وتوجيه طاقاته نحو خير الدراين، وحمايته من مبادئ الانحراف والهدم التي تعصف بالمجتمعات وتهدم القيم الإنسانية فيها. وقد قام هذا الكتاب على استقراء الأدبيات المتعلقة بتربية الأطفال في الإسلام، وتطلب هذا الأمر النظر في جزئيات هذا الموضوع، بغية تبصرها وتحليلها، للخروج برؤى ناقدة واستنتاجات دالة، وعلى هذا فإنه سِيرَ في هذا الكتاب وفق ملامح المنهج الوصفي التحليلي، مع محاولة التوفيق بين متطلبات الخطط الجامعية لمساق تربية الأطفال في الإسلام، وبين نظر المؤسسات التربوية وعلى رأسها الأسرة في إعداد وتنشئة الطفل وفق المنهج الإسلامي.