أضافت ثورة المعلومات والتقدم التقني، عبئاً كبيراً على الباحثين في مختلف مجالات المعرفة الانسانية، وكشفت عن تعقيدات الحياة الاجتماعية وتسارع وتأثير التغير الاجتماعي، الأمر الذي أدى بدوره إلى زيادة المشكلات الاجتماعية كماً ونوعاً. لقد استحث هذا الوضع الباحثين في العلوم الانسانية ومنها الخدمة الاجتماعية، على مسايرة تلك المستجدات على الصعيدين الفكري والمهني، سعياً لإحداث نقلة نوعية في مهنة الخدمة الاجتماعية، تتمكن بها من أداء دورها المتوخى على أفضل صورة. ويعد هذا الكتاب محاولة جادة لتبني تلك الأفكار التي تنادي بالتأمل في العلاقة بين الرعاية الاجتماعية والخدمة الاجتماعية، في الوقت الذي يحث فيه مجلس تعليم الخدمة الاجتماعية العالمي ، الباحثين لكي يطوروا من طرقهم النظرية وأبعادهم المبيريقية، التي تتسم بالتكاملية والشمولية. ويقدم هذا الكتاب اسهاماً آخر يتمثل في الدعوة إلى تأصيل الخدمة الاجتماعية وتوطينها، مقابل عدم الاعتماد على النموذج الغربي، الذي يفشل في طرح بعض القضايا ومعالجتها في مجتمعنا العربي، على الرغم من نجاح هذا النموذج في إثراء المعارف النظرية والمهارات المهنية إذ تختلف الثقافة الغربية عن الثقافة العربية الاسلامية في كثير من المناحي والأبعاد.
الخدمة الاجتماعية في المجتمع العربي المعاصر