دنيا وأديان
يَعرِض «نِقولا فيَّاض» في هذا الكتابِ لفلسفاتٍ وطَرائقَ مختلفةٍ للتَّعاطي مَعَ الحياة، وذلك مِن خِلالِ فَهْم ِمناهجَ وضَعَها مُفكِّرونَ وفلاسِفة، ورُبما مُحارِبونَ وآلهة، دانَ كلٌّ منهم بِدِينٍ ميَّزهُ عَنِ الآخَرين، ﻓ «بوذا» كان دِينُه الخَلاص، ودَيدَنُه حِرمانَ النَّفْسِ مِنَ المَلذَّات، و«كونفوشيوس» دِينُه الإصلاح، ودَيدَنُه تهذيبُ الجنسِ البشريِّ واحترامُ شرائعِ الطبيعة. أما «إبيقور» فيُمجِّدُ اللذَّة، و«تيمور لنك» يَتنفَّسُ بطشًا ويَغتَذِي على العُدْوان، و«روسكين» يُعلِي مِنَ الجَمال، ويَسبَحُ في الخَيال. وأمَّا «نيتشه» فالقوةُ عِندَه مَسألةُ وُجودٍ أو لا وُجود، والمَسألةُ عند «تولستوي» الرَّحمة. وبالتَّشويقِ ذَاتِهِ والتَّناوُلِ النَّقدِيِّ السَّلِسِ يَتحدَّثُ المُؤلِّفُ عن «غوته» و«رِنان» و«هربرت سبنسر»، ويَتطرَّق إلى قضايا فلسفيةٍ ما وَرائيَّةٍ شَغلَتِ الإنسانَ قديمًا وحديثًا كالأرضِ المجهولة، وجَزيرةِ الأبالِسة، وفكرةِ العُدْوانيةِ والعُنصُريةِ الروحية، وكيف تختلفُ مَوازينُ الأخلاقِ والأدبِ عَبْرَ العُصور.