منتدون يعاينون تطور مدينة عمان وتشكيلها الاجتماعي المعاصر على امتداد مئة عام
عاين منتدون تطور مدينة عمان وتشكيلها الاجتماعي المعاصر على امتداد مئة عام من عمر الدولة الأردنية في ندوة حوارية نظمها المنتدى الثقافي في مؤسسة عبد الحميد شومان، أخيرا بعنوان "مدينة عمان في مئوية الدولة".
ووفقا لبيان صحفي صادر عن المؤسسة اليوم الأربعاء، تحدث في الندوة وزير التعليم العالي والبحث العلمي السابق الدكتور محي الدين توق، ورئيس قسم التراث العمراني في أمانة عمان الكبرى المهندس فراس الربضي، وأدار الحوار الباحث والروائي المهندس محمد رفيع.
وتناولت الحوارية في ثلاثة محاور؛ النشأة الحديثة لعمّان، والمحطات الأبرز لتشكيلها الاجتماعي المعاصر، والنشأة العمرانية الحديثة لعمان ومراحل تخطيطها الحضري، وهويتها: اجتماعياً وثقافيا وسياسيا.
وأشار الدكتور توق إلى أن تاريخ عمان كمجتمع بشري حسب الباحثين والمؤرخين يعود من7ـ 12 ألف سنة تقريبا، مبينا أن التجمع البشري في منطقة عين غزال يعود الى ما قبل 10 الاف سنة.
وقال إن عدد سكان عمان عند تأسيس أول مجلس بلدي لها عام 1909، كان نحو 6 الاف نسمة، في حين تشير بعض الدراسات الى أن عدد سكانها لم يتجاوز الفي نسمة أنذاك، لافتا إلى أن عدد السكان في عمان آنذاك مقارنة مع عدد سكان المحافظات مثل البلقاء وعجلون والكرك كان قليلا جدا.
وأشار الى أن أول مجلس بلدي في عمان تأسس عام 1909 وكان أول من تولى رئاسته اسماعيل بابوق حتى 1911، وأن شارع فيصل كان يمثل قلب المدينة والمركز الرئيس لها حيث كان المقر للفنون والثقافة والمنتديات السياسية.
وبين أنه عندما وصل المغفور له الملك عبد الله الأول طيب الله ثراه في أوائل شهر آذار عام 1921 جاء معه العديد من الثوار العرب، كما توافد الى عمان سكان المحافظات الأخرى بسبب تأسيس الأمارة واعتماد عمان عاصمة لها، وبدأ التطور الحقيقي للمدينة بسبب تأسيس الأجهزة الإدارية والمدنية والعسكرية والأمنية وإنشاء البنى التحتية المختلفة.
ولفت إلى ان البنية التحتية لعمان في ذلك الزمن كانت بسيطة جدا لأن عدد السكان كان قليلا، مبينا ان طبيعة البناء آنذاك كان يمكن تمييزها بنوعين هما البناء الشركسي الذي كان يمتاز بأنه يبنى من الطوب الترابي، وكان يوجه نحو الجنوب للاستفادة من الشمس في الشتاء للتدفئة، وكانت سقوف المنزل من القصب والتراب، والبناء الشامي والذي يمتاز بالفناء الواسع، ثم بدأ بعد ذلك دخول الانماط المعمارية الاخرى من البناء ومنها الحجرية.
المهندس فراس الربضي بدوره أشار الى أن سكان عمان الذين توافدوا اليها في بداية تأسيسها كانت لهم ثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم التي انعكست على الحياة الاجتماعية والاقتصادية وكذلك على النواحي العمرانية للمدينة. وقال الربضي إن عمان في بداية تأسيسها، تشكلت من موقعين هما المدرج الروماني والجامع الحسيني، وبعد ذلك ساحة فيصل التي لها أهمية كبيرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بموضوع التطوير الحضري لمدينة عمان بسبب إنشاء الفنادق حولها والفعاليات الاقتصادية، مثلما أنها كانت نقطة انطلاق للعديد من المدن الرئيسة مثل السلط ووادي السير وغيرها.
وأشار الى أنه بعد حدوث الزلزال عام 1927، جرى تشجيع الناس على السكن في المناطق المرتفعة مثل جبل عمان وغيرها، وكان ذلك بمثابة أول تدخل في موضوع التطور في المدينة وتوسعها.
وكان الدكتور محمد رفيع قد لفت في بداية الحوارية الى أن الاحتفاء بمرور 100 عام على تأسيس الدولة الأردنية في 2021، لا يعني بأي حال من الأحوال أن الاستقرار البشري في البلاد الأردنية بدأ في ذلك العام، فالبلاد عامرة بأهلها وناسها أبد الدهر وطوال التاريخ المعروف للبشرية، موضحا أن تأسيس الدولة الأردنية الحديثة في البلاد الأردنية شيء والوجود الاجتماعي لأهلها شيء آخر.
المصدر: وكالة الأنباء الأردنية