منذر حدادين صدور كتاب «أثر في الطريق» للدكتور
صدر حديثا، عن دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، كتاب «أثر في الطريق»، وهو مذكرات للدكتور منذر حدادين.
استقى المؤلف علومه المدرسية في الأردن والجامعية في العراق ومصر والدراسات العليا في الولايات المتحدة الأميركية. وأمضى سنتين من حياته العملية في المملكة العربية السعودية وسنتين أخريين في الولايات المتحدة الأميركية، واستقر لممارسة مهام رئيسة في المملكة الأردنية الهاشمية منذ العام 1971.
عمل الدكتور حدادين في بناء المؤسسات وفي تنمية وادي الأردن تنمية اقتصادية واجتماعية متكاملة لعقد ونصف من الزمان، واشترك في عملية السلام في الشرق الأوسط (1991-1995) عضواً رئيساً في الوفد الأردني للمفاوضات الثنائية مع إسرائيل، ورئيساً للوفد الأردني إلى مجموعة عمل المياه في المؤتمر متعدد الأطراف . وتم اختياره وزيراً للمياه والري في الحكومة الأردنية التي ترأسها الدكتور عبد السلام المجالي عام 1997 .
ثم تولى تمثيل الحكومة في شركة مناجم الفوسفات الأردنية وترأس مجلس إدارة بعض الشركات المنبثقة عنها، وتولى في الوقت ذاته مسؤولية رئاسة مجلس إدارة مؤسسة موارد ومديرها العام ومثلها في مشروع العبدلي وشركاته باعتبارها شريكاً رئيساً في المشروع. ثم ما لبث أن ترأس مجلس إدارة شركات المشروع الثلاث والرئيس التنفيذي لها في الوقت ذاته.
ونشط الدكتور حدادين أكاديمياً في جامعات أميركية ثلاث وفي جامعتين حكوميتين أردنيتين كما نشط في البحوث وله نشرات عديدة في المجلات المهنية العالمية المحكمة ونشر كتباً أربعة بالإنجليزية وأربعة أخرى بالعربية غطى أربعة منها عملية السلام مناصفة باللغتين الإنجليزية والعربية والكتب الأخرى غطت أغراضاً مهنية هذا الكتاب أحدثها حتى العام 2020.
والدكتور حدادين متزوج منذ نصف قرن من الزمان وله وزوجته صبيٌ وابنتان وتسعة أحفاد منهم أكبرهم طالب في جامعة نيويورك وأصغرهم في حضانة الأطفال بالولايات المتحدة الأميركية.
ويقول المؤلف: «لقد جمعت في هذا الكتاب ما استطعت جمعه من الوثائق ومن الذاكرة ما استحق في نظري التوثيق لما عاينته وما شاركت به من شؤونٍ تتعلق بنماء الوطن وتطوره وما شاركت به من دفاع عنه في معركة السلام الذي لم تتوفر أسباب إرسائه كاملاً في منطقتنا.
اخترت عنواناً لهذا المجهود «أثر في الطريق»، والطريق طوله ثمانية عقود أو ثمانين عاما ولما ينته بكتابة مخطوط هذا الكتاب. كان مبتدأُ الطريق في قرية ماعين من أعمال البلقاء وكانت قرية وادعة قبل أن تنمو بأهلها إلى بلدة حلوة يانعة. ويبدو أن نهاية الطريق ستكون في عمّان موئل الطفولة والصبا والشباب، والمدينة التي يحلو إليها المآب.
شاركت في تأسيس مؤسسات في بلدي أذكر منها على التوالي الجمعية العلمية الملكية وعملت فيها سنتين عند التأسيسبدأتهما في حي الشميساني بعمان عام 1971 وانتقلت في شباط 1972 إلى مبانيها في الجبيهة، ثم هيئة وادي الأردن في أيار 1973 وعملت فيها طيلة سني نشاطها الأربع قبل أن تتحول إلى سلطة وادي الأردن عام 1977، ثم عملت مع زملاء آخرين عام 1974 في تأسيس كلية الهندسة بالجامعة الأردنية. وخلال سني عملي في تنمية وادي الأردن تشرفت في تمثيل الأردن في مفاوضات القروض السهلة لتمويل إنماء منطقة وادي الأردن من نهر اليرموك إلى حدود تنظيم مدينة العقبة جنوباً، كما حملت أعباء مفاوضة الشقيقة سورية حول اقتسام مياه نهر اليرموك المشتركة.
وارتأيت قبل أن تجور السنون، وقد بلغت من العمر ثمانين حولاً، أن أجمع حصادها في هذا الكتاب جمعت معظمه من ذاكرة فطين أمين قبل أن تذروها رياح النسيان وتطوي صفحاتها صعاب السنين. وأملي أن تفيد بفحواها الأولاد والأحفاد والأصدقاء والراغبين.
بدأت الكتاب من محطة الغربة في الولايات المتحدة الأميركية لأعود إلى سني الطفولة والصبا لدى عودتي من الغربة إلى الوطن عام 1971 واقتفيت آثر مساري في الطريق الذي امتد بي ثمانية عقود من السنين، وتساءلت وأنا أكتب عن ذلك المسار ما تساءله إيليا أبو ماضي في طلاسمه:
وطريقي ما طريقي؟ أطويلٌ أم قصيرُ؟
هل أنا أصعدُ أم أهبطُ فيه وأغورُ؟
أأنا السائرُ في الدربِ أم الدربُ يسيرُ؟
أم كلانا واقفٌ والدهرُ يجري؟
لست أدري».
المصدر: الدستور