«سأكتفي بعينيك قمحا للطريق» ديوان جديد لغدير حدادين
في ديوانها الجديد الصادر مؤخراً عن «الآن ناشرون وموزعون» في عمّان، تعلي الشاعرة غدير حدادين من قيمة ومكانة العيون، إذ ترى فيها الطاقة الكافية التي تحتاجها في طريق الحياة والسعادة، بل قد تمنح العيون الحياة. ولشدة عشقها للعيون منحتها عنوان كتابها: «سأكتفي بعينيك قمحا للطّريق».
ويتأكد أن العيون بالنسبة للشاعرة هي الحياة بكل ما فيها، ففي قصيدة» أكتب لعينيك...» تقول:
أكتب للوردة المغروسة في عنق الحياة،
أكتب للفراشات التي لونت شفاه الأحلام،
أكتب لراحلين عن قصائدنا،
للذين ضلوا في شواطئ الغيابْ ..
للمتعبينَ، للجرحى،
لمن خذلتهم يدُ الأمنياتْ ..
أكتب كي أتلمّسَ حدود داخلي
وآخرَ ميناءٍ يحضن كفي ..
أكتب كي ترتفع ضحكة الأطفال كالمآذن،
أكتب للصفحات المحناة بالقصائدِ
ومواويل الطيبين ..
أكتب للأسماء التي كبرت معنا ولنا،
أكتب لعينيكَ التي سافرتُ إليها سراً
ولم أعد حتى الآن!
تقول الشاعرة عن تجربتها الشعرية «الشعر حالة وجدانية إنسانية تثير في دواخلنا الرغبة بالبوح الشفيف والذي يبعدنا عن الواقع ليصنع واقعه الخاص. وأنا أكتب كي أتنفَّس، أقول بالكلمة هواجسي التي ترافقها صوَر شعرية أرسمها بالكلمات ونبض القلب».وتقول: «حين يتملّكني إحساس بالتعب أحتاج للكتابة، أحتاج لتفريغ ما في داخلي من مشاعر، وأرتاح حين تلامس فضاء الأبيض معلنةً ولادة قصيدة. أبتعد مع الشعر، مع كلماته التي تتسلَّق الروح كنبات الجداريات تاركةً خلفي ماضياً لا أعود إليه. فالكتابة برأيي تصريح واضح عن الأمل والاستمرار، تصريح أنّ بعد الحزن هناك أمل يتململ تحت الرماد».يذكر أن الشاعرة غدير حدادين من مواليد سنة 1977، حاصلة على ماجستير تربية رياضية من الجامعة الأردنية عام 2001، تعمل مديرة للتطوير والتسويق والإعلام في «مركز روح الشرق للتدريب والتطوير لذوي الاحتياجات الخاصة»، أطلقت مبادرة إنسانية اجتماعية «لوِّنها بالأمل» التي تعنى بالطفل المصاب بالسرطان وذوي الاحتياجات الخاصة.
وهي بالإضافة إلى كونها شاعرة وعضو رابطة الكتاب الأردنيين، فهي فنانة تشكيلية وعضو رابطة التشكيليين الأردنيين. صدر لها مجموعتان شعريتان : «أُشبهني»، 2014، و»أحلمُ كما أشاء»، 2012. كما أقامت العديد من المعارض الفنية الشخصية والجماعية.
الدستور