Ana içeriğe atla
بدرية الشامسي: نلون صفحات بيضاء حين نكتب للطفل

بدرية الشامسي كاتبة إماراتية شابة، أبدعت بخيالها في مجال أدب الطفل، ترسم بالحروف والكلمات ملامح الطفولة السعيدة، وترى العالم ببراءة وجمال تنسجه قصصها بامتياز، فقد استطاعت في فترة زمنية قصيرة أن تشقّ طريقها الإبداعي بخطى واثقة.

وقلم آسر خاطب الطفل فتقمّص شخصيته واقترب منه أكثر ففكّر بطريقته حتى استطاع أن يصل إلى عقله وقلبه، ومؤخراً فازت الشامسي بجائزة أفضل كتاب للأطفال في الدورة الـ24 من جائزة العويس للإبداع، عن مؤلفها «الماء يبحث عن لون»، تحدثت بدرية الشامسي لـ«البيان» عن فوزها بالجائزة، وآخر إصداراتها ومسارها الإبداعي في عالم أدب الطفل، الذي تراه نوعاً من تلوين الصفحات البيضاء.

الخيال والصورة

ما هي أهم مميزات قصص الأطفال؟

ما يميز قصص الأطفال هو الخيال، فالطفل صاحب مخيلة واسعة على الكاتب مجاراتها، وكتاب الطفل الجيد يتمتع به الصغار والكبار ويبقى شيقاً ومفيداً عبر الأجيال، وفي أغلب الأحيان يكون الكتاب مصوراً، فالصورة هي مكمل أساسي للنص.

وفي أحيان كثيرة تلغي جزءاً كبيراً منه، بالإضافة إلى الأسلوب البسيط والذي يتناغم مع عمق الفكرة، وعدد الكلمات المحددة، والتي ترتبط بالفئة العمرية للطفل، ومن أهم مميزاتها أيضاً قدرة الكاتب على تأمل التفاصيل العادية وإعادة اكتشاف الأشياء بطريقة خيالية.

رسالة

لماذا اخترت الطفل؟

مرحلة الطفولة هي المرحلة الأكثر أهمية وتأثيراً، فهي فترة غرس القيم والمبادئ، وفي رأيي إنه من الصعب تغيير قيم ومبادئ الإنسان الناضج أو إثارة أسئلة غير نمطية لديه تؤدي به إلى اكتساب قيم جديدة، وتجربتي الإنسانية كشفت لي نماذج عنيفة جداً تجاه المجتمع.

وقد نضطر أحياناً أنا وأنت والآخر بحكم الأدوار الوظيفية إلى التعامل معها، ومع فقرها المدقع في القيم الإنسانية، وأتمنى ألا يضطر الجيل القادم إلى عيش مثل هذه التجارب، ولهذا أكتب للطفولة.

ذكاء الأطفال

هل يختلف أدب الطفل عن غيره من الآداب؟ وأين تكمن صعوبته في نظرك؟

بالطبع الكتابة للأطفال مختلفة تماماً عن الكتابة للكبار، فالأطفال أذكياء جداً، حيث تؤكد الدراسات الحديثة أن نشاط عقل الطفل يبلغ ضعفي البالغ، فبالتأكيد مخاطبة طفل بهذا الذكاء أصعب من مخاطبة إنسان في أي مرحلة عمرية أخرى.

وهنا تكمن الصعوبة حين نكتب قصة شيقة متكاملة للأطفال بنص بسيط وممتع ورسوم ملونة وعدد محدود من الكلمات، وبأسلوب جذاب مع الحذر في كل كلمة بحيث يجب ألا تحتمل ثنائية التفسير، وفي رأيي أنت تلون صفحة بيضاء حين تكتب للطفل.

الماء يبحث عن لون

حدثينا عن كتابك «الماء يبحث عن لون» الفائز بجائزة العويس للإبداع كأفضل كتاب للطفل؟

الكتاب من بطولة قطرات ماء ترغب في لون جديد غير لونها الشفاف، فتبدأ مغامرة البحث برحلة إلى الغابة.

وهناك تكتشف أن ألوان الغابة تتغير حسب الفصول، فتذهب إلى الجبل، حيث تكتشف أن الماء يغير ألوان المعادن ويتفاعل معها، ثم تتجه إلى البركان، وهكذا حتى تيأس من الحصول على لون جديد، إلى أن تلاحظ جمال زرقة السماء، فتقرر أن تطلب منها عكس زرقتها على المسطحات المائية.

المرأة العربية

أين موقع المرأة العربية في أدب الطفل اليوم؟

أظنه موقعاً متقدماً، فالمرأة هي الأقرب إلى الطفل، وبرأيي هذا ما جعل معظم كتاب أدب الطفل من النساء، وأنا فخورة بأسماء لامعة في هذا المجال من الإمارات، فتجربة كل من الإماراتيتين ميثاء الخياط ونورة الخوري تعتبر نموذجاً مثالياً وجاداً يصل بأدب الطفل إلى العالمية.

ما قيمة الجائزة الأدبية في رأيك؟

باعتقادي الجوائز الأدبية لها تأثير إيجابي على تحسين مستوى أدب الطفل العربي و حافز يثير شهية الكتابة فهي تبعث بشيء من الطمأنينة تجاه مستوى كتابتك، وبشكل عام الجوائز تشجع على التنافس بين الكتاب والناشرين .

20 May, 2017 09:57:05 AM
0