Ana içeriğe atla

تأثير المشاكل الأسرية على حياة الأبناء وخياراتهم المستقبلية

الأسرة هي الملاذ الوحيد للعيش بأمان وراحة بال، ويتلقى فيها الطفل القيم والمبادئ العليا التي يستند عليها مستقبله، فالمواقف الحياتية التي يتعرض لها، والتي يظن الجميع انه لا يعيها ولا يتأثر بها تترك بصمات واضحة على شخصيته وطريقة تعامله مع الآخرين، لذا فإننا نجد الطبيب النفسي يبدأ معالجة المريض مبتدئا من طفولته البعيدة لفك وإصلاح العقد الموجودة في شخصيته.
لهذا ينصح الأطباء والاختصاصيون النفسيون الآباء والأمهات عند حدوث أي خلاف أو سوء فهم بينهم إبعاد الأطفال الصغار، ولا سيما إذا تطور الأمر الى صراخ وضجيج، فهذا يؤدي الى زرع الكراهية والعدوانية في نفسية الطفل فيتولد لديه اعتقاد بأنه السبب في الخلاف فيكون فريسة سهلة للأمراض والعقد النفسية والاجتماعية.
وتختلف درجات تأثيرها حسب عمر الطفل ونوعية الخلاف، فإذا كانت مؤقتة لمدة يوم أو يومين يكون أمرا عاديا وسهل التجاوز ولكن تكون خطيرة ومؤثرة وعواقبها وخيمة على الطفل إذا استمرت لفترات طويلة.
ما هي التأثيرات السلبية لمشاكل الوالدين على الطفل؟
1 - اضطرابات سلوكية واضحة وتتخللها توتر وقلق وعدم القدرة على التركيز وخاصة في المدرسة فتتراجع قدرته على الاستيعاب.
2 - ظهور الخلافات على شكل كوابيس مخيفة وبكاء قد نعتقد انه من دون سبب.
3 - التبول اللاإرادي وفقدان الشهية أو إفراط في الأكل وشعور الطفل بالهم والحزن الدائم.
4 - انعدام جو الألفة والمحبة بين أفراد الأسرة يشعر الأبناء بالضياع وعدم الثقة بالنفس.
5 - الهروب من البيئة المحيطة بهم الى محيط آخر مثل أصحاب السوء ظناً أنهم يبعثون الطمأنينة والراحة المفقودة.
6 - المراهق شديد التأثر بسلوك والديه في هذه المرحلة فيحتاج الى النصح والإرشاد والمحبة فيجد الطريق مسدودا ويرتكب المعاصي ويصبح عصبيا ويظن انه سيعاقب والديه اللذين سببا له المآسي، ويكون قاصراً عن التعامل مع شؤون الحياة المختلفة وشعوره بالإثم جراء نزاع الوالدين.
7 - مشاكل في النوم فالأولاد الذين يتعرضون لحدوث مشاكل بين والديهم أكثر عرضة للقلق وعدم النوم وساعات النوم قليلة عندهم مما يؤثر سلباً عليهم ويضعف همتهم ويزيد من توترهم ويقلص من قدرات التحكم في العواطف لديهم.
8 - فقدان الأمان العاطفي وهو؛ الجسر الذي يربط بين الطفل والعالم من حوله والاستقرار الأسري هو؛ صمام الأمان فكلما كانت العلاقة الزوجية أقوى كانت قدرات الطفل وعلاقاته الخارجية قوية وغير مهزوزة.
9 - إساءة الظن بالوالدين فقد يلجأ الأب للإساءة الى الأم ويحاول إقناع الطفل بأنه على حق في ذلك النزاع لكن هذا لا يعني أن الطفل سيتقبل وجهة نظر أبيه رغم سكوته الظاهري بل سيعد الأب مذنباً عندما يرى أمه تبكي ويتودد لها.
10 - ترسيخ فكرة أن الزواج سيئ وترتبط في ذهنه أفكار مشوشة ومشوهة لحياته الزوجية فيما بعد فنجده يتعامل مع زوجته بالطريقة نفسها التي تعامل معها والده أو العكس البنت تكون كما كانت الأم والسبب تراكمات منذ الطفولة تؤدي الى فشل في الزواج.
أساليب لتفادي الخلافات بين الزوجين أمام الأطفال:
1 - على الوالدين تعليم أطفالهما أن الخلاف العائلي أمر بناء وليس أمراً مدمراً أي من أجل الأبناء ومن أجل أنفسهم عبر وضع حلول عملية وإيجابية في مواجهة المشاكل الأسرية.
2 - يجب على الأم ان تتجنب الدخول في مناقشة قد تحتمل الاختلاف في الرأي مع الزوج أمام الأطفال خاصة إذا كانت تعلم ان الزوج عنيد ويتعمد مخالفتها في الرأي وتأجيلها الى وقت لا يوجد فيه الأطفال.
3 - الابتسامة والحنان والمحبة والرعاية هي؛ مفاتيح الطمأنينة والأمن في الأسرة على الوالدين استعمال هذه الأساليب؛ لأنها من حق الأطفال وليس الحقد والكراهية.
4 - هناك مواقف طارئة لا يستطيع الوالدان ان يتفقا على موقف واحد تجاهها مسبقاً فيستحسن ان لا يخالف أحد الوالدين الآخر في الأمر إلا بعد مغادرة الطفل خاصة إذا كان الموضوع يخصه ويتعلق به حتى لا تزيد المشاكل أمامه.
5 - الحرص على محاورة الأبناء بهدوء بدون هياج أو غضب وتنقلب الى مشاكل بين الأم والأب.
6 - عدم انتقاد أحد الزوجين للآخر على أسلوبه في التربية أو اتخاذ القرار أمام الأولاد واتهام كل واحد للآخر.
7 - مضاعفة التسامح بين الزوجين في الأوقات الحرجة والتغافل عن زلات بعضهما وعدم تتبع الأخطاء والمحاسبة على كل شاردة وواردة من قبل الزوجين ومدح الزوجين بعضهما أمام الطفل حتى ينمو نموا سليما ويخرج بشخصية سوية.
8 - لا ينسى الأبوان ان الفترة الأولى في حياة الطفل هي بناء ونمو فإذا نشأ على الحرمان من الحب والأمان فيقبل على الحياة بإنسان مضطرب شخصياً وصحياً ونفسياً وأخلاقيا مما يؤدي الى عدم نجاح في حياته الزوجية في الكبر. بمعنى (ما تزرع في الصغر تحصده في الكبر) فحافظوا على أطفالكم ولا تحملوهم أكبر من طاقتهم.
9 - عليكم أيها الأبوان بالصبر على ما يحصل والصمت في بعض الأحيان عندما تنعدم لغة الحوار بينكم؛ لأن هذا يخفف من المشاكل ويهدئ الأمور.
10 - الأولاد أمانة أعطاكم الله إياها فحافظوا عليها فأنتم المسؤولون أمام الله عنهم وعن تربيتهم وما زرعتم في أنفسهم من توتر وقلق ستحاسبون على ما فعلتم بهم "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم..." (6) سورة التحريم. 
إن جو الأسرة حينما يجتمع الأب والأم وحولهما الأبناء يملأون البيت بالحركة والمرح ويكون الأبوان متفقين ويسعيان جاهدين لكي يؤمنا لأودلاهما الراحة والرخاء والأمان والعطف والحنان. فالبيت المثالي صورة جميلة كلنا يتمنى ان يحصل عليه فما أكثرمن حرموا السعادة من وراء الخلافات الزوجية متجاهلين مشاعر أطفالهم مما يكون له التأثير الكبير على حياتهم في المستقبل. فعلى الآباء والأمهات ان يكونوا صورة جميلة لأولادهم وقدوة يفتخرون بها في المستقبل بدلاً من ان يحمل الأطفال عقدا نفسية تؤثر على حياتهم وتحرمهم العيش بسعادة وهناء.

17 Nis, 2018 03:23:07 PM
1