فن الكتابة والتعبير
إن العلاقة بين الفكر واللغة هي علاقة وطيدة، بل هما وجهان لعملة واحدة. فإذا سما الفكر سمت معه اللغة، وإذا انحطّ الفكر انحطّت معه اللغة.
ولقد منح الله الإنسان عقلاً به يفكر ويدبّر، وأودعه جهازاً يفصح به ويبين. إن تحديد الروابط بين الكلام المسموع وبين الفكرة الهائمة في آفاق النفس البشرية، ما يزال يعتبر من أشد مباحث علم اللغة تعقيداً وأكثرها طرافة في آن واحد.
ونحن نعلم أن اللغة رموز صامتة يحدد بها الإنسان تجاربه الحسيّة والمعنوية. ولما كانت اللغة هي الوسيلة التي يعبّر بها الإنسان عن أفكاره وما يدور بخلده، وهي الوسيلة للتفاهم والتعامل مع أفراد المجتمع ولما كان الفكر المعبر عنه بهذه اللغة في تغير مستمر نتيجة للمؤثرات الخارجية ونتيجة للتقدم العلمي والتقني، وتطور ورقي المجتمعات وظهور المخترعات فلا بد أن تساير اللغة تطور هذا الفكر الذي تعبر عنه، إذن فالعلاقة بين الفكر واللغة علاقة وطيدة.