تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
مناقشة رواية "أغويتُ أبي" للروائية الفلسطينية سهام أبو عواد في رابطة الكتّاب  - صحيفة الرأي http://alrai.com/article/10602971/ثقافة-وفنون/

أقامت رابطة الكتاب الأردنيين أمسيتها الروائية الثالثة في الفصل الأول من فصولها الثقافية، تناولت الحديث عن رواية "أغويتُ أبي" للروائية الفلسطينية سهام أبو عواد، شارك فيها الناقد الدكتور زياد أبو لبن رئيس جمعية النقاد الأردنيين سابقًا، والروائية سهام أبو عواد، وكانت إدارة الأمسية للقاصّة هديل الرحامنة.

افتتحت القاصّة هديل الرحامنة الأمسية بإلقاء الضوء على الرواية بأسلوب أدبي تناسب مع فكرة المكان، وقالت في بداية تقديمها للأمسية:

"أغويت أبي ... لغة هرميّة تحمل انزياحاتٍ قمرية، وصعودًا شمسيًا، إنه بناءٌ تكتيكي بالغٌ في الزوايا التي يعشعش فيها التوظيف السردي الذي يسير بخطىً واثقةٍ على النمط الحسيّ والانسياب الجمالي، بشغفٍ بلاغي ماكن الحيلة ومتمكن الوسيلة، عملٌ مغدِقٌ بالصورةِ السمعية، فالأذن ترى مالا تراه العين ... إنها الشعور الحقيقي، حاولتُ العثور على أميزِ ما كُتب فيها لأقرأه وأقدمَه لكني عجزت،فكلما عثرتُ على دهشةٍ اصطدمت بغيرها؛ فكنت أغار على اختيار واحدة عن الأخرى، لأن كثرة الاختيارات الجميلة التي تشبه بعضها تُمأزقكَ أكثرَ من غيابها".

كما قدّم الدكتور زياد أبو لبن قراءة نقدية للرواية، انطلق فيها من عنوان الرواية إلى سبر أغوار العمل حتى نهايته، وألقى الفكرة على ماهية العمل الروائي المحدد بإطار متعارف عليه وأن "أغويت أبي" عمل أدبي حديث ومن جملة قوله:

"مما يسجّل لرواية "أغويتُ أبي" أنها رواية جريئة تتناول التابو المحرّم، وتكسر ثقافة العيب التي تسود الرواية العربية في معظمها، وإن صرخة الكاتبة سهام أبو عواد في رواية "أغويتُ أبي"، تتشابه مع صرخة أرخميدس: "لقد وجدتها"، عندما اكتشف في لمحة متوهجة من الخيال والملاحظة القانون الذي فسّر ظاهرة طفو الأشياء، وسهام اكتشفت عنوانًا لروايتها "أغويتُ أبي"، فالعناوين اللافتة للنظر تُبقي القارئ متيقظًا في قراءة أحدثها، للكشف عن هذا المخبوء في العنوان، وأظن أصعب ما يواجه الكاتب هو اختيار عنوان لكتابه، ولا أظن أن هناك كاتبًا يضع العنوان قبل اكتمال عمله أو نصّه، وإذا فعل أشبه ما يكون بالذي يضع العربة أمام الحصان".

من ثم قدمت الروائية سهام أبو عواد شهادة إبداعية للرواية تتضمن محاور عديدة متفق عليها من باب التجديد في نمطية المتعارف عليه في الأمسيات الأدبية، من باب أن لا أحد يقدر على العمل إلا صاحبه وهو الأحق بسيرته والأولى بتقديم إبداعه كيفما يشاء، لتبدع سهام أبو عواد في اجتياز النص الإبداعي، ومن شهادتها:

"دخلتُ مغارَةَ النَّصِ، أحملُ في يدي عنوانَها، ويتبعُني أصحابي؛ وأقصدُ هنا أبطالَ روايَتي، فكلُّ واحدٍ منهم بطلٌ إذا تمكَّنَ مِنَ النَّجاةِ بطريقَتِه... ووجدتُني أخرُجُ مِنَ الرِّوايةِ مطرودةً، وأحيانًا كنتُ أسمعُ صوتَ "النّدّاهَةِ" وهي تناديني، وأخرُجُ لأُجيبَها، فينغلقُ خلفي بابُ الكلامِ.. فلا أعود. لكنْ لكلِّ روايةٍ أكتُبُها دهشةٌ لا يتذوَّقُها سواي، قبل أنْ أخوضَ حديثًا حولَ روايتي "أغويتُ أبي" أودُّ أنْ أوَضِّحَ لكم؛ كم كانت أصداءُ هذه الرِّواية متضاربةً عند القرّاء بمجرَّدِ قراءةِ العنوان، وأنا هنا أتحدَّثُ فقط عن عتَبَتِها، فبعضُهُم استحسَنَ العنوانَ، وبعضُهُم استاءَ، امتعضَ، تساءلَ، استنكَرَ، أحبَّ، و.. و.. و... أمّا أنا، فقد كتبتُ جملةً على شرفِ الرِّوايةِ، جُملةٌ احتسيتُ فيها دمعَ الضحيَّةِ وهي تقولُ على لساني: ماذا يرفعُ مبتورُ اليدينِ حين يستسلمُ؟ فكانَ الرَدُّ روايةً".

وفي الثلث الأخير من الأمسية فُتح باب الحوار مع الجمهور العريض الذي تابع باهتمام وتفاعل، وامتدت الأمسية على غير العادة إلى ما يقارب الساعتين دون ملل أو توقف وبكل حماسة واضحة بين الجذب والشد والأخذ والعطاء وتبادل الحوار البناء على دفة الرواية والعمل الأدبي.

وفي ختام الأمسية شكرت القاصّة الرحامنة المشاركين، والحضور، ورابطة الكتّاب، وهيئتها الإدارية، والروائي عبد السلام صالح مقرّر لجنة النشاطات المشرف على الأمسية.
 
 

 

المصدر: الرأي 

22 أغسطس, 2021 12:19:44 مساء
0