يكرّم معهد العالم العربي في باريس اليوم (الأربعاء) مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، نظير مساهماته الأدبية والفكرية والثقافية التي امتدت لأكثر من خمسة عقود، كما يُدشّن أعمال الدورة الثالثة لمنتدى الجوائز العربيّة، ويوقع ديوانه الجديد «أبيات» في معرض الرياض الدولي للكتاب، ويزور المكتبة الرقمية التفاعلية التي تجمع وتوثّق سيرته وإنتاجه الأدبي والفكري.

مبادرات وأوسمة

وبرزت اهتمامات الأمير خالد الفيصل في الشأن الثقافي منذ وقتٍ مُبكّر كما استشرفت أفكاره المستقبل حيث أطلق فكرة إقامة بطولة كأس الخليج لكرة القدم خلال إدارته «رعاية الشباب» في الفترة ما بين 1387 و1391هــ، كما نال خلال مسيرته العديد من الجوائز والأوسمة ويأتي في مقدمتها وشاح الملك عبدالعزيز الذي تقلده من يد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز نظير الجهود والخدمات الجليلة التي قدمها للوطن.

خدمة البشرية

ويشغل الأمير خالد الفيصل منصب رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية التي تحمل أهدافًا سامية لخدمة الإسلام والبشرية ودعم العلماء، وكرمت الجائزة على مدى 43 عاماً 275 فائزاً يمثلون 43 جنسية حول العالم في مختلف العلوم.

وخلال مسيرته تبنى وأنشأ العديد من المؤسسات الثقافية ومن أبرزها مؤسسة الفكر العربي التي انطلقت في العام 2000 وتعمل على تأصيل الهوية العربية الثقافية والاعتزاز بثوابت الأمّة ومبادئها وقيمها، وتعزيز التضامن العربي والهوية العربية، وجمع المفكرين تحت قبة جامعة الدول العربية لمناقشة قضايا الفكر في مكان لا يجتمع فيه إلا الساسة لمناقشة قضايا السياسة، وفي العام ذاته تحقق حُلمه وأصبح واقعاً بصدور صحيفة الوطن التي شكّلت نافذة سعودية إعلامية جديدة.

حضارة سوق عكاظ

وأعاد أمير منطقة مكة المكرمة إحياء سوق عكاظ في العام 1428، وانصبّ العمل على مدى 10 أعوام -فترة إشراف الإمارة قبل نقل السوق إلى وزارة السياحة- على تطويره ليكون معلماً ثقافياً وتراثياً وسياحياً، واستضاف السوق 11 بلداً عربيا من خلال منصة حي العرب وشاركت بموروثها الثقافي والاجتماعي، كما استضاف عدداً كبيراً من شعراء العالم العربي وكرّم الفائزين في جوانب الإبداع الفكري المختلفة.

العناية بالشعر العربي

ومن منطلق حرص الأمير خالد الفيصل على النهوض بالأدب والشعر العربي أطلق في العام 2018 جائزة الأمير عبدالله الفيصل لتنمية الإبداع الشعري ودعمه وتعزيز دور الشعر في الثقافة العربية،، وتنضوي الجائزة تحت مظلة أكاديمية الشعر العربي، المؤسسة التي بدأت أعمالها سنة 2016.

وفي جانب آخر يرتبط بالجانب الفكري أسس معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال الذي بدأ بمحاضرة عام 1430 لأمير منطقة مكة المكرمة في جامعة الملك عبدالعزيز حملت عنوان «منهج الاعتدال السعودي»، تلا ذلك إنشاء «كرسي الأمير خالد الفيصل للاعتدال»، الذي تحول عام 1437 إلى مركز ومن ثم إلى معهد أكاديمي يحمل اسم «معهد الأمير خالد الفيصل للاعتدال».

جائزة التميّز

وقبل 12 عاماً أطلق الأمير خالد الفيصل «جائزة مكة للتميّز» التي أخذت على عاتقها إبراز الإبداع الحضاري وتشجيع الاستعانة بالتقنية وتوظيفها لصالح التنمية والتطوير، وذلك أحد أهم مستهدفات إستراتيجية المنطقة المبنية على بناء الإنسان وتنمية المكان ويحقق في الوقت ذاته أحد أهداف رؤية 2030، وكرّمت منذ نشأتها أكثر 108 فائزين من الجهات والأفراد في أفرعها التسعة.

ملتقى مكة الثقافي

وأطلق عام 1438 ملتقى مكة الثقافي تحت شعار (كيف نكون قدوة)، ويمثل حراكاً ثقافياً مجتمعياً طموح الرؤى وخلال خمسة أعوام قدَم الملتقى مجموعة من الجوائز النوعية لدعم وتحفيز المبادرات والبرامج المقدمة ضمن موضوعات الملتقى المتجددة كل عام والتي استقبلت ما يزيد على 1275 مبادرة قدّمتها الجهات الحكومية والأهلية والأفراد في منطقة مكة المكرمة.