تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
دبي تُبدع «فسيفساء» فن التشكيل العالمي

أينما توجه ناظريك تسحرك «دانة الدنيا» بجمالها، الذي تلبسه كوشاح، وها هي ألوان إبداعات الفن التشكيلي بما يحمله من مدارس مختلفة بين ثناياه تتناثر في أرجائها، يضوع عبيرها ليروي حقيقة مكانتها ملتقى عالمياً ثرياً بألوان الجمال والثقافة ولقاء الحضارات. وبطبيعة الحال، كان لمناخ المدينة وثقافة الحياة فيها، كبير دور في تعزيز قدرات الفنانين التشكيليين الإماراتيين والمقيمين والزائرين لها من شتى الجنسيات، وتحفيزهم ليبدعوا لوحات تخط آفاقاً جديدة في عوالم الفن وترسم مقاربات فنية تحكي مزيج مدارس متنوعة وعصرية.

 

«البيان» أضاءت على دور دبي ومسارها وتوجهها الإبداعي العالمي، في تطوير مناهج الفن وقيمه لدى باقة من مبدعي العالم، حيث قالت الفنانة التشكيلية الإماراتية رولا شبير لـ«البيان»: قدمت دبي الكثير للفنانين التشكيليين، فمساحة الإبداع فيها كبيرة، وليست محدودة، حيث ساهمت في تعزيز قدرات الفنانين التشكيليين وحفزتهم ليبدعوا في صنع أعمالهم الفنية.

 

وأضافت شبير: تسهل دبي عرض القطع الفنية في حدائقها وشوارعها وأماكنها العامة طيلة أيام السنة، وإقامة معارض مجانية لتشجع الفكر الإبداعي والفني، ما أسهم في جذب أصحاب المواهب والمبدعين من داخل الإمارات وخارجها، ليكونوا جزءاً من سيمفونية الفن التشكيلي العالمي.

دور مهم

من جهته، ذكر الفنان التشكيلي البريطاني مات رايدر أن دبي لعبت على مدار الـ 14 عاماً الماضية، دوراً كبيراً في تطوير مسيرته كفنان تشكيلي، وقال: تجذبني المناظر الطبيعية الجميلة التي تحيط بالمدينة، ما يغريني بإضافة شيء ما إلى لوحاتي الفنية فتغدو أكثر رونقاً وجمالاً. وأضاف: توفر دبي العديد من المعارض الفنية لتشكيليين من كافة الدول، مما يمنح فرصة الاحتكاك مع فنانين من مختلف المدارس. تتركز لوحاتي الآن على توثيق الحياة البرية لهذه الأرض المفعمة بالحياة، والتي لطالما كانت الداعم الرئيس لأعمالي الفنية.

مصدر إلهام

بدورها، ترى الفنانة التشكيلية المصرية رباب طنطاوي، أن دبي مكان مثالي لتطور الفنانين، وتضيف: أتاحت دبي لي العديد من الفرص لعرض أعمالي من خلال المعارض والمساحات لعرض التركيبات الفنية التي أسهمت في تطور مهاراتي، ما جعل لوحاتي استثنائية. كل ما تراه في دبي مصدر إلهام لكل فنان، فهي تعلمك أن لا مستحيل مع الحياة، كل شيء فيها يدفعك إلى أن تكون مبدعاً في أعمالك، فاختلاف الثقافات والجنسيات فيها يلهمني شخصياً أعمالاً فنية ولوحات مميزة.

بحر إبداع

«لعبت دبي دوراً محورياً في نجاحي وتطور خبرتي الفنية، من خلال بيئتها المحفزة والمشجعة على الإبداع». هذا ما قالته الفنانة التشكيلية الهندية كانديدا ميراندا، وأضافت: تعدد الجنسيات والتعرف على مختلف حضارات العالم في دبي، إضافة إلى ما تقدمه من معارض ومهرجانات فنية عالمية ومنها «معرض فنون دبي»، كل تلك الأمور تؤدي إلى تعزيز مهارات الفنان وزيادة قدرته على الإبداع.

وتابعت ميراندا: تضم دبي العديد من المنصات والمراكز الثقافية والفنية، وهذا يعطي الفنانين المجال ليبحروا في محيط الإبداع، وينجزوا أجمل اللوحات الفنية.

حراك فني

وأشار الفنان التشكيلي السوري إسماعيل الرفاعي، إلى أن دبي استطاعت أن تطور بنية تحتية قادرة على بناء منظومة متكاملة تشمل جميع مكوناتها الحياتية، وتلبي في الوقت نفسه مختلف تطلعاتها الحضارية، ولعل الرهان على المشروع الإبداعي كان في مقدمة اهتماماتها وعليه فقد حفلت الخارطة الفنية في دبي بكافة احتياجاتها الأساسية، من مؤسسات رسمية وغير رسمية، ومن أسواق فنية وغاليريهات ومزادات عالمية، وبالتالي استطاعت تقديم العديد من التجارب الفنية من مختلف أنحاء العالم، ما أسهم في إغناء الحراك الفني المحلي والإقليمي. وأضاف الرفاعي: إن الغنى والتنوع الذي تقدمه دبي عبر المعارض والتجارب الإبداعية التي تستضيفها في كافة فعالياتها ومواسمها الفنية، يشكلان إضافة لمخزون الفنان البصري وبالتالي تسهم في تطوير عمله وتعميق تجربته.

بوتقة

وقال الفنان التشكيلي النيوزلندي غاري يونغ، والمعروف بـ Enforce one: أعيش وأعمل في دبي التي منحتني فرصة ممارسة أعمالي الفنية، وأسهمت بشكل فعال في تنميتها وتطويرها، إنها بوتقة انصهار ثقافات وحضارات العالم، وهذا يلهمني كفنان، ومقابلة فنانين آخرين من شتى أصقاع الأرض في دبي، وتبادل الأفكار والخبرات، تجعل الفنان يبتكر أروع الأعمال الفنية. وأضاف يونغ: توفر دبي مجموعة واسعة من المشاريع التجارية والحكومية، ما يؤدي إلى الاستدامة وهي جزء مهم للحصول على عمل في المجال الفني، الذي يسهم في تطوير الممارسة الشخصية للفن.

 

 

 

المصدر: البيان 

31 أكتوبر, 2021 10:04:35 صباحا
0