Skip to main content
معركة الكرامة.. أغنية هادرة على شفاه المجد وصفحة ناصعة في كتاب الكبرياء الوطنير

معركة الكرامة.. أغنية هادرة على شفاه المجد وصفحة ناصعة في كتاب الكبرياء الوطني

 

 

تظل ذكرى معركة الكرامة، التي تصادف ذكراها السنوية اليوم، خالدة ومتجددة في وجدان الأردنيين جميعا، بوصفها مناسبة تجسد بطولات الجيش العربي الأردني، وصفحة ناصعة من صفحات الكبرياء الوطني. إضافة إلى كونها «رمزاً من رموز التضحية والفداء، ومفصلاً هاماً في تاريخ الوطن والأمة»، حيث أعاد رجال جيشنا العربي أمجاد الأمة وتاريخها الحافل بالبطولة والتضحيات، بعد أن حملوا همّ الأمة وكرامتها، وهم ينازلون الأعداء.

«الدستور» استطلعت آراء مجموعة من المبدعين بمناسبة ذكرى معركة الكرامة الخالدة، فكانت هذه الآراء: نايف النوايسة

لا يُخفي العدو الصهيوني وجهه القبيح وأهدافه الظالمة عن اجتياح الأردن وضمه إلى دولته الغريبة، ونجد تأكيد هذا في تاريخه الأسود الذي ولغ فيه من دماء الشعب الفلسطيني وأزهق أرواح الكثيرين منهم.. ولم يتوان قادته عن التصريح بذلك في مذكراتهم وتصرفاتهم..

لذلك أصبح من الواجب المقدس مقاومة هذا العدو بشتى السبل.. فكانت الحروب العربية الإسرائيلية وآخرها حرب الأيام الستة سنة 1967 التي انتهت إلى هزيمة كارثية للجيوش العربية إذ احتل هذا العدو كامل التراب الفلسطيني..

ولم يسكت الشعب الفلسطيني ويهدأ بل بدأ مرحلة من النضال والمقاومة سطّر من خلالها أنصع الصفحات وكان الأردن العمق الاستراتيجي الداعم والمساند للمقاومة الفلسطينية وارتفع التلاحم بين الجندي الأردني والفدائي الفلسطيني إلى أعلى مستوياته.

لم يُعجب العدو الصهيوني ذلك، فدفعته غطرسته إلى الدخول في حماقة جسيمة حين حمله صلفه وجبروته على اجتياح الأردن صبيحة الحادي والعشرين من سنة 1968 واشتبك مع الجيش الأردني ورجال المقاومة الفلسطينية.. وحاول أن يستغل ميزة المباغتة كما فعل في حرب 1967، لكنه فوجئ بالجاهزية العالية واليقظة منقطعة النظير فانهزم شر هزيمة وجر ذيول الخيبة وهو يجمع أشلاء جنوده وهشيم آلته العسكرية..

إن معركة الكرامة درس كبير في التضحية وتلاحم القوة العربية من جيش ومقاومين، وقد أعادت للعرب ثقتهم بأنفسهم بعد سلسلة الهزائم التي لحقت بهم من هذا العدو طوال صراعهم معه..

لقد كسروا أسطورة الجيش الذي لا يقهر وهزّوه من الداخل بهزيمته الساحقة..

معركة الكرامة نقطة مضيئة في تاريخ العرب ولن ينساها العدو أبدا.

 الباحث محمود رحال:

الكرامة معركة خالدة فيها رسالة الكرامة، صامدة شامخة تتحدى هؤلاء الغزاة مسجلة بذلك أروع ملاحم البطولة وأنبل صور التضحية وأقوى صور الصمود، أبطالها قصص المسيرات الطويلة، في فؤادهم روح مندفعة على مواجهة الموت، هم حراب باسلة بعد أن انصهروا في بوتقة الإيمان،لا يعلمون ما هو الموت، من أجل إيمانهم دافعوا عن وطنهم،هم نبلاء لا يملكون شيئا سوى الغنى الروحي، هم في وجدان العروبة والتاريخ باقون

الكرامة يوم خالد في تاريخ أمتنا و تاريخ مشرف ونصر وشهادة وفصل راسخ في سفر البطولات وصفحات لاستذكار التاريخ الوطني العسكري، بقلم البسالة والبطولة والشهادة والقتال والصمود والثبات والرجولة والتضحية والقوة والإيثار والعزيمة ومعركة الكرامة نقشت بطولة جنود الجيش العربي على صفحات التاريخ وعانقت أمجاد أجدادنا في حطين واليرموك وعين جالوت.

الكرامة يوم من أيام الله تجلت فيه مواقف التضحية والفداء في أسمى معانيها وسجل أبطالنا صفحات مشرقة من أمجاد التاريخ.

الكرامة هوية الأردنيين بوفائهم لدماء الشهداء ولتاريخ الأمة وإرثها العظيم وهي النموذج الأردني في التضحية والصمود والصبر والنصر والشهادة

الكرامة يوم رجال الحمية والشهامة، وارثو رسالة الثورة العربية الكبرى، الذين امتشقوا سيوف المجد بكل شجاعة وسطروا أروع ملاحم البطولة والتضحية، جعلوا قلوبهم ألغاما وسواطير ورماحا ورصاصات وديناميت، أمروا أنفسهم بالانفجار، وبأن يتحولوا إلى شظايا القذائف المتطايرة في كل جنب، في قلوب الأعداء، فحطموا أسطورته وغروره، فزرعوا في أرض الكرامة نصرا ورفعوا رايات المجد عاليا، ونسجوا بالبطولة خيوط النصر، تمتعوا بهزيمة العدو النكراء.

الكرامة يوم الاندفاع في وجه الموت على تراب سقاه عرق أجدادنا، حيث صنع الجندي الأردني ملحمة بطولية نسج فيها أروع قصة انتصار، كان موته من اختياره، لم يترك فرصة لأعدائه على ميدان خصب للبطولة والفداء، من أجل إسقاط ومجابهة الأطماع الدموية.

الكرامة أغنية هادرة على شفاه المجد، لجنود غنوا قبل الفجر، أنشدوا قائلين: لنسقط الطغيان، زحفوا إلى حلم العدو، سمحوا أن تسقى الأرض بدمائهم الساخنة يا لها من دماء ممزوجة بالطهارة.

الكرامة كان للشهادة معناها، ولشرف التضحية بالغالي والنفيس قيمته المستمدة من العقيدة والروح الوطنية الصادقة التي امتاز بها رجال الجيش العربي والذين احترفوا الجندية وامتلؤوا بالشجاعة والإقدام، هم قصة كبرياء وشموخ فكان عناق الشهادة مع أرض الشهداء امتدادا للمعارك الخالدة، وامتزج مسك الفتح الأول حيث ساروا بطيب الدم الزكي لرجال هم الرسالة والشهادة.

 الناقد محمد المشايخ:

تعتبر معركة الكرامة التي سطرها نشامى الجيش العربي، صفحة من صفحات الكبرياء الأردني، ورمزاً من رموز التضحية والفداء، ومفصلاً هاماً في تاريخ الوطن والأمة، فقد كان جيشنا العربي على موعد مع النصر، وكان فجر الحادي والعشرين من آذار1968، زاهراً بالمجد والبطولة، و فجراً جديداً نسجت خيوط شمسه، نزالات الأبطال في ساحات الوغى، فبددوا بهذا النور البهي ظلمة النكسة، وتجاوزوا عقدة الهزيمة والخوف .

لقد تنادى نشامى قواتنا المسلحة للواجب، والمؤذن يعلن عبر فضاءات الكون، ولادة يوم من أيام مؤتة، وعين جالوت وحطين، ليتردد صداها عبر السهول والجبال، وتنهض الأسود من خنادقها زائرة وملبية للنداء، وكانت النفوس التي تشوقت لبلوغ المعالي، والعيون اليقظة على حدود الوطن، وكرامة أهله، وقلوب مؤمنة بقضاء الله ونصره، وأعناق تطاول عنان السماء لا تنحني إلا لله عز وجل.

في الكرامة، أعاد رجال جيشنا العربي أمجاد الأمة وتاريخها الحافل بالبطولة والتضحيات، بعد أن حملوا هم الأمة وكرامتها، وهم ينازلون الأعداء، وصوت الحسين رحمه الله يجلجل عالياً في المكان وعبر الزمان، يمدهم بالعزم والمعنويات ويشد على أيديهم، وهو العالم بهم، وبما تربوا عليه من الشهامة والنخوة والشجاعة، فشيدوا للأمة وللأجيال من بعدهم جسراً يعبرون من خلاله الى غد مشرق عابق بالمجد والتضحية وياخذوا من تاريخ الآباء والاجداد الخالد القدوة والمثل في العزم والتضحية على تحقيق الغايات النبيلة والاهداف العظيمة.

في الكرامة ارتفعت راية عز ومجد وفخار، وعنوان كبرياء وغنوة انتصار، أحيت آمال العرب وقدمت لهم القناعة الأكيدة بأن النصر وتحقيق الفوز ليس ضرباً من المستحيل.

واليوم ونحن نعيش مناسبة الكرامة، الكرامة المعركة، والكرامة الأرض، والكرامة الإنسان، نجدد العهد لجلالة القائد الأعلى عبد الله الثاني ابن الحسين على مواصلة تحقيق الأهداف والغايات النبيلة للأردن، والارتقاء به نحو معارج التقدم والازدهار، ونحن أكثر اعتزازاً واخلص ولاءً وانتماءً لقيادتنا وانجازاتنا.

 الدكتور زياد أبولبن:

تمر ذكرى معركة الكرامة في يوم وقعه على العرب ثقيل، وهم يشهدون تهويد (إسرائيل) للمكان، والزحف السرطاني الاستيطاني على الأرض الفلسطينية، وتمدد (إسرائيل) في المنطقة العربية. وفي ظل ما يُحاك من مؤامرات يبقى لنا بصيص أمل على المستقبل المحمّل بإرادة قوية لتحرير الأرض والإنسان من الاحتلال الصهيوني، وإن إحياء ذكرى معركة الكرامة يشدّ من عزيمة المرابطين في الأرض المقدّسة، ويبعث في نفوس الناس النصر عاجلاً أم أجلاً، وإن زوال المحتل حتمية تاريخية نؤمن بها، وإن الاحتفاء بذكرى معركة الكرامة يُعدّ انتصاراً حقيقياً لإرادة الشعوب في التحرر من الاحتلال والتبعية، وقد سجّلت «الكرامة» بطولات الجيش العربي الأردني من جانب، كما سجّلت بطولات الفدائيين الفلسطينيين من جانب آخر، وإنه انتصار قد تحقق عام 1968 على غطرسة العدو الصهيوني، وتحقق النّصر بتلاحم الشعبين الأردني والفلسطيني، وإن دلّ على شيء فإنما يدلّ على العمق التاريخي والمصير المشترك لكلا الشعبين، وسوف تبقى أسماء شهدائنا مشاعل نور تهتدي بها الأجيال.

كانت معركة الكرامة تحدياً صعباً أمام الجيش الأردني خاصة أنها تأتي بعد هزيمتين مُنيت بها الجيوش العربية أمام (الجيش الإسرائيلي)، وهذا التحدّي كسر الحاجز النفسي، وحطّم أسطورة جيش العدو الذي لا يقهر، وأفشل كل مخططاته، وألحق به هزيمة استردت جانبا مهما من كرامة العربي.

 الشاعر سعد الدين شاهين:

لأن الكرامة نهج وامتثال للمبادئ وليست مجرد ذكرى لمعركة سطر فيها أبناء الوطن من جيش عربي ومقاومة شعبية وفدائية أسمى آيات الفداء والبطولة والتضحية لردع محتل آثم جاء غازيا ليستوطن فرد على أعقابه مدحورا مهزوما تاركا خلفه معداته وآلياته وجنوده المحترقين والمقيدين بالسلاسل والأقفال داخل دبابتهم الغازية والمحترقة.

ولأن الكرامة نهج وإيمان بمعنى التضحية كانت معركة الكرامة على أرض الكرامة في اخفض بقعة على الأرض لتسجل أعلى مثل في حب تراب هذه الأرض والاستبسال في سبيلها لتحقيق هزيمة جيش العدو الصهيوني الذي كان يقال انه لا يهزم.

ولأن الكرامة نهج وقيمة للإرادة والتلاحم بين القوى الوطنية الإنسان المواطن والجندي والعامل والفلاح والمقاوم وإيمانهم جميعا بأن الهزيمة مذلة وهدر للكرامة و ضياع للوطن وموت بالحياة في الوطن فيما لو انتصر المحتل كان الاستبسال وكانت الكرامة لنا في أبهى صورها

ولأن الأرض هي الأم الأولى كانت الكرامة ومعركتها في عيد الأم 21 آذار وكيف لا يكون النصر محلى بزغاريد الأمهات المطلات على المعركة من خلف الجند والمستبسلين.

 

 

 

المصدر: الدستور

21 Mar, 2021 10:32:37 AM
0

لمشاركة الخبر