Skip to main content
لقمان محمود: ليس للمثقف دور فاعل في الواقع

لقمان محمود، شاعر كردي يكتب بالعربية ويراها جسراً للتواصل بين ثقافتين، وقد أصدر فيها نحو 14 كتاباً ما بين النقد والشعر، ومنها دواوينه: «أفراح حزينة - القمر البعيد من حريتي من السراب إلى الماء البهجة السرية»، كما أصدر عدة كتب نقدية منها «ترويض المصادفة مراتب الجمال»، إنه شاعر يسعى لفهم الوطن فيكتب ديوانه «وسيلة لفهم المنافي» فإلى تفاصيل الحوار.

} ماذا عن ديوانك «وسيلة لفهم المنافي» وهل فهمت المنافي الآن؟

عندما كنتُ أكتب قصائد هذا الديوان، كنتُ أفكر بالعودة نهائيا إلى مسقط رأسي، لكني وجدت الحرب والخراب قد طال كل شيء هناك أيضاً، أي أنني أردت من «وسيلة لفهم المنافي»، فهم الوطن بالدرجة الأولى، بالاقتراب منه، والعيش في جحيمه أكثر، لكن كل شيء بدأ من الوطن، وانتهى بالمنفى من جديد.

نعم فهمتُ المنافي في بعض معانيها المتعلقة بالإبداع، وهي الوسيلة الوحيدة التي تجعلني قادراً على فهم نفسي أولاً وأخيراً، فمن لا يفهم المنافي بكل معانيها عليه أن يكون بين المنتحرين، لا بين الصابرين.

} ماذا عن كتابك الذي صدر العام الماضي عن الشاعر الكردي «شيركو بيكس» ولماذا كان اختيارك له؟

من جنون الشعر، أن هناك حالة فريدة اسمها شيركو بيكس، وهذا ليس خياراً أو اختياراً للملمة جرح كي ينطق بدمك، وإنما هو عربون دمع سال من القلب، كتابي جاء بعنوان «أسطورة شيركو بيكس الشعرية: بين أغنية الوطن وصوت الحرية»، وفي هذا السياق يمكننا القول إن الشاعر الكبير شيركو بيكس، حالة أدبية وإبداعية فذة لا مثيل لها، ويصعب تكرارها، ولا مهرب من الاعتراف به في عصرنا الحديث، كأسطورة شعرية نادرة، فهو صاحب ميراث كبير من الأعمال الإبداعية التي تعتبر جزءاً أصيلاً من الأدب الإنساني العالمي، إنه باختصار شديد، من أكثر التجارب الشعرية ترجمة وفرادة وتأثيراً وتميزاً في تاريخ الشعر الكردي، كان بيكس صديقاً رائعاً، معاً أصدرنا أهم مجلة في كردستان وفي الوطن العربي، وهي مجلة «سردم العربي».

} تقول إن المنفى مرافق للنص أينما كنت، وإن كان بدرجات متفاوتة، عشت المنفى في سوريا، وعشته في ألمانيا، وتعيشه منذ أعوام وأنت بين أهلك وأصدقائك في كردستان العراق، ما تأثير المنفى عليك وعلى نصك الإبداعي؟

تعبتُ من المنافي، لم أعش حياة سليمة بقلب وجسد معاً، دائماً أحس بأن جسدي في مكان وقلبي في مكان آخر، حتى اللحظة لا أستطيع فرض نظام واحد على حياتي المقسّمة بين هنا وهناك، ليس بالضرورة أن يكون النص الإبداعي بمثابة الأمل كي يكون المنفى بمثابة اليأس، أو العكس، النص هو النص، إذ لا فرق بين قلق المنفى وطمأنينة الوطن، لكل منفى تأثير خاص على نصي، فالنص الذي كتبته في سوريا يختلف عن النص الذي كتبته في ألمانيا أو السويد أو في كردستان العراق، فأنا كأي منفي أبدأ حياتي الجديدة - دائماً - من الأنقاض.

} «نحن في زمن لا مكان فيه للمثقف».. هل ترى أن الحريات ما زالت تعاني من القيود؟

حين نقول المثقف نعني أنه ذلك الإنسان الذي ينتج الثقافة، وهو إذ ينتج الثقافة فإنه بالضرورة، يتصف بمعرفة شمولية واسعة، قد تكون في فرع من فروع المعرفة أو في فروع متعددة. بناء على هذا التعريف البسيط، نستطيع القول إن حال الثقافة يرثى له كحال الإنسان الشرقي عموماً.

} هل ثمة دور للمثقف في الراهن والمعيش؟

لا أعتقد أن للمثقف دوراً فاعلاً أو مؤثراً في الواقع، اليوم يبدو أن صورة المثقف قد انكسرت في مجتمعنا، إنه يتلقى كباقي الناس سيل الأحداث التي تمضي بالجميع إلى الأفق الذي يرسمه السياسي والاقتصادي.

الخليج.

14 Mar, 2017 04:26:17 PM
0

لمشاركة الخبر