تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
حضارة بلاد الرافدين في قلوب السعوديين

نثر العراقيون، أدباء ومثقفين وضيوفا، البهجة والمحبة وحضارة بلاد الرافدين العريقة في معرض الرياض الدولي للكتاب ٢٠٢١، الذي يحل فيه عراق العروبة والثقافة ضيف شرف، معرفا بمنهل الأدب والعلم الذي عاش نبع من أرضه منذ أمد العصور.


كان العراقيون محط حفاوة السعوديين، الذين أقبلوا على الكتاب العراقي بحب، في حين استذكر العراقيون في زيارتهم للمعرض صورة لكتاب "العراق الحديث"، الذي أوصى به الملك فهد رحمه الله، وكتب على صفحته الأولى بخط يده عبارة: "خاص بفهد بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود .. لا يعار ولا يهدى أبدا".


وامتدادا لمحبة العراقيين للشعب السعودي، ومكانة أدب الجزيرة العربية في ثقافة بلاد الرافدين، أوضح القاص الروائي والأكاديمي العراقي الدكتور لؤي حمزة عباس أن الأدب السعودي معروف من قبل إقامة معارض الكتب في الرياض، لأنه جزء حي وحيوي وفاعل من الثقافة العراقية، وذكر أن البعد الجوهري بين الثقافتين السعودية والعراقية اللغة، وهي نسب يمتد بين الثقافتين، وليس ثمة حاجز بين حدود الأدب واللغة العربية.


وأضاف عباس "عادة تشكل الأوبئة تحولات في التاريخ الإنساني على مستوى عام وليس على شعب محدد، وبقدر ما تكون تحولاتها وآثارها متسللة للشعوب، وما خلفته كورونا في السعودية وجدنا مثيله في العراق ومصر وكل الدول العربية وغير العربية، لأن آثار الوباء شملت كل المفاصل والأنشطة الإنسانية والفنية والاقتصادية والثقافية، إلا أن الحياة بدأت تعاود النبض من جديد".


وأوضح أن استعادة العقل العراقي من براثن الإرهاب مهمة كبرى لن يتحمل تبعاتها وثقلها ركن واحد من أركان النشاط الإنساني، سواء كان مثقفا أو ناشرا أو مؤرخا، وإنما يحتاج إلى بناء حقيقي يبدأ من أول مراحل التعليم وانتهاء بآخر مراحل التعليم العالي في الجامعة.


وذكر أن بناء العقل مهمة أساسية، فهو جوهرة الإنسان خاصة أن العراق تعرض على مدى ٣٠ عاما لكثير من المآسي والسرقات والهجمات، لذلك يحتاج منا إلى التكاتف في مجال التعليم والثقافة للمحافظة على البعد الجوهري للإنسان العراقي لأنه أهم ما يملكه.



مسرحية لسرقة آثارنا


في أجواء المعرض، كشف الدكتور ليث مجيد حسن رئيس هيئة الآثار والتراث العراقية أن آثار بلاده تضررت منذ عام ٢٠٠٣، بداية من عمليات النهب العشوائي لبعض المواقع الأثرية وتهريب الآثار إلى خارج العراق وبيعها، إلى جانب الأضرار التي ألحقها تنظيم داعش الإرهابي بتفجير بعض المواقع الأثرية مثل نسف الثيران المجنحة، وتدمير مواقع أثرية كاملة منها النمرود، والجامع النوري، الذي حطموه وتناثرت أجزاؤه في كل مكان، وهناك مدينة الحضر، التي تضررت بشكل كبير من الأعمال الإرهابية.

 


وأوضح خلال زيارته للعاصمة الرياض أن هذه الأعمال الإرهابية ما هي إلا مسرحية للتغطية على عملية نهب وسرقة الآثار العراقية وتهريبها للخارج ليحصلوا على الأموال، ثم يخرجوا ببيانات تبين أنهم ضد التماثيل والآثار ليبرروا تفجيرها، لكنهم في الحقيقة يغطون على سرقاتهم، وهذا ما فعلوه في سورية أيضا.


وبين أن ظهور بعض الآثار العراقية في المزادات الدولية أكبر دليل على مسرحية التفجيرات الإرهابية التي تستهدف المواقع الأثرية، لذلك تتضافر اليوم جهود العالم كله لاستعادة آثار الدولة، معلقا "أخيرا استعاد العراق أكثر من ١٧ ألف قطعة من الولايات المتحدة، منها لوح حلم جلجامش الذي بيع بأكثر من مليون و600 دولار".

 

 

 

المصدر: الأقتصادية 

17 أكتوبر, 2021 04:27:45 مساء
0