Skip to main content
"تذوق الهارموني النغمي" إصدار جديد لسكرية بدعم من "الثقافة"‏

يقول المؤلف وقائد أوركسترا الأردني هيثم سكرية إن علم الهارموني من أهم علوم الموسيقا الغربية، وهو ركن أساسي في بناء الموسيقا الآلية والغنائية، ويعتمد على تراكيب الأصوات العمودية التي تؤدى في آنٍ واحد Vertical Structure؛ إذ تتوافق النغمات معًا وتتنافر أحيانًا بهدف إضفاء رنين صوتي يثري العمل الموسيقي ويجذب المتلقي.
ويرى سكرية أن هذا العلم له أصول ونظريات تهدف إلى إثراء اللحن الأساسي للعمل الموسيقي بتآلفات نغمية Chords يتم استخدامها وتوظيفها بطرق متنوعة Function، وبأساليب مصاحبات مختلفة Accompaniment  تتناسب مع رؤية المؤلف.
ويبين سكرية، في مقدمة كتابه “تذوق الهارموني النغمي” الصادر بدعم من وزارة الثقافة، أن تأليف هذا الكتاب استغرق معه ثلاث سنوات؛ حيث قام بشرح علم الهارموني بلغة بسيطة وميسرة، مع الاهتمام بالمصطلحات الموسيقية المتعارف عليها عالميا في نظريات الموسيقا بلغتها الأم.
يشير سكرية الى أن الكتاب يحتوي على جميع ما يلزم لدارسي الموسيقا بشكلٍ عام، وللمتخصصين في مجال التأليف الموسيقي بشكلٍ خاص؛ إذ يعد الخلاصة المستوحاة من أهم مناهج علم الهارموني في أهم المدارس والمعاهد الموسيقية العالمية، وذلك من خلال الاطلاع على أهم الكتب الأجنبية المتخصصة في علم الهارموني، ويضم كل ما يلزم لوضع هارموني مناسب للحن مبتكر بخياراتٍ متعددة، كما يغطي متطلب مادة الهارموني لجميع تخصصات الموسيقا المختلفة كالأداء والغناء والتربية الموسيقية، التي غالبا ما تكون على مدى فصلين دراسيين، كما يغطي أيضا دراسة الهارموني المتقدم للمتخصصين في مجال التأليف الموسيقي.
ويتحدث الكتاب، كما يقول المؤلف، عن مجموعة من أهم المؤلفين، كنماذج تخدم المواضيع المطروحة، إضافة إلى تمارين متدرجة في المستوى بهدف الارتقاء بمستوى دارسي الموسيقا، التي من خلالها يصل الطالب إلى مستوى يؤهله إلى خلق وابتكار هارموني مناسب لمؤلفاته الموسيقية وبأساليب مختلفة وتنويعات تناسب ذوقه وحسه الموسيقي.
ويجمع الكتاب أنواع التآلفات الموسيقية في العصور المختلفة: الباروك، الكلاسيك، والرومانتيك، وحتى الموسيقا المعاصرة؛ إذ يتم التركيز على الهارموني النغمي Tonal Harmony الذي استُخدم في الفترة ما بين 1600 و1900 التي تضم أهم المؤلفين الموسيقيين أمثال باخ، هاندل، هايدن، موزارت، بيتهوفن، شوبرت، شومان، فاجنر، برامز، تشايكوفسكي، ومعاصريهم، إضافة إلى جميع التآلفات المستخدمة في موسيقى القرن العشرين، التي تضم نغمات معدّلة Alteration ونغمات مضافة إلى التآلفات Added Tune Chords.
ويعرض سكرية، في كتابه، الأساليب التقليدية والحديثة في كتابة التآلفات، سواء بالترقيم الروماني أو بكتابة أسماء التآلفات برموزها المختلفة بشكل احترافي، ويستعرض أيضا جميع أنواع التحولات المقامية في الموسيقا الغربية Modulation التي من شأنها إشباع رغبات المواهب الموسيقية في خلق عمل موسيقي جاد على مستوى متقدم من ثراء الهارمونية والمقامية وتنويعات المصاحبات المناسبة لطبيعة الألحان الرئيسة.
ويشير المؤلف الى أنه هدف من هذا الكتاب إلى تحقيق الفائدة للجميع، وقد استعرض وشرح أهم نظريات الموسيقا العالمية التي ترتبط ارتباطا وثيقا بعلم الهارموني، كالمسافات Intervals ودليل السلالم Key Signature  والمفاتيح المختلفة Clefs والأصوات المختلفة Bass, Tenor, Alto Soprano، من أجل الوصول إلى نتاجات تعلم طموحة تحقق الغاية من دراسة علم الهارموني.
ويقول سكرية إنه اعتمد على التمارين النظرية والعملية من خلال أداء جميع التآلفات المدروسة وتصريفاتها المختلفة؛ إذ إن علم الهارموني هو علم تطبيقي وليس نظريا فقط، الكتاب يهم جميع متذوقي الموسيقا والهواة والمحترفين، والطلبة والأكاديميين، كما يهم مدرسي النظريات والهارموني من خلال أسلوب الطرح والربط، والنماذج المتنوعة سواء من الموسيقا العالمية أو التمارين المبتكرة.
جاء الكتاب في أربعة عشر فصلا؛ الأول: تمهيد يستعرض أهم النظريات الموسيقا العالمية المرتبطة بعالم الهارموني، ويتحدث الفصل الثاني عن التآلفات الثلاثية، يشير الفصل الثالث الى التآلفات الأساسية وتصريفها، أما الفصل الرابع فيتحدث عن انقلاب التآلفات الثلاثية، بينما يتناول الفصل الخامس تآلف الدرجة الخامسة بالسابعة، والفصل السادس التآلفات الثانوية، والفصل السابع التآلفات بالسابعة.
ويتحدث الفصل الثامن عن مشتقات تآلف الدرجة الخامسة بالسابعة، ويشرح الفصل التاسع النغمات الدخيلة على التآلف، ويتحدث الفصل العاشر عن التآلفات المعلقة، أما الفصل الحادي عشر فهو عن تآلف السادسة والزائدة، والفصل الثاني عشر تآلف النابوليتان، ويتحدث الفصل الثالث عشر عن المصاحبة الهارمونية، والفصل الرابع عشر يتحدث عن فيزياء الصوت.
ويذكر أن هيثم سكرية هو مؤلف موسيقي وقائد أوركسترا، تخرج في المعهد العالي للموسيقى العام 1992 في قسم التأليف والنظريات، أنهى دبلوم الدراسات العليا، قسم التأليف والقيادة- تخصص تأليف، العام 2005، نال درجة الماجستير في الفنون، قسم تأليف وقيادة من المعهد العالي للموسيقى أكاديمية الفنون بالقاهرة، العام 2007.
وعمل سكرية أستاذاً للتأليف الموسيقي في الأكاديمية الأردنية للموسيقى، وهو مايسترو الأوركسترا الوطنية الأردنية التي أسسها العام 1997 من خلال نقابة الفنانين الأردنيين، قاد الأوركسترا في العديد من الاحتفالات الوطنية والمهرجانات المحلية، من مثل: مهرجان الأغنية الأردني (الأول والثاني والثالث والرابع)، مهرجان جرش للثقافة والفنون (أكثر من دورة).
تنوع نشاطه الفني بين التأليف الموسيقي للمسرح والتلفزيون، والتلحين وتوزيع الأغاني، إضافة إلى قيادة الأوركسترا، كما حاز على العديد من الجوائز والتكريمات، أبرزها: جائزة أفضل موسيقى تصويرية في مهرجان بترا العربي عن مسرحية “سالومي”، جائزة أفضل عمل متكامل في مهرجان الأغنية الأردني الذي أقامته رابطة الفنانين الأردنيين، جائزة الملك عبدالله الثاني للإبداع (الجائزتان الثانية والثالثة) في مهرجان الأغنية الأردنية الثاني، الجائزة الكبرى (جائزة الميكروفون الذهبي) في مهرجان الأغنية العربية في تونس العام 2007 عن أغنية “انتظار الماضي” من كلمات علي البتيري وغناء غادة العباسي، الجوائز الأولى الثلاث في مهرجان أغنية الطفل العربي وهي: الجائزة الأولى لأفضل عمل عربي، والجائزة الأولى لأفضل عمل محلي، والجائزة الأولى لأفضل عمل من خلال تصويت الجمهور، كرمته الملكة رانيا العبدالله ضمن مبدعي العام 2001 في مجالات الآداب والثقافة والفنون.

 

 

المصدر:وزارة الثقافة

14 Sep, 2020 03:03:57 PM
0

لمشاركة الخبر