استيقظت.. إنها السابعة من صباح يوم ثلاثاء عادي لا يمكن أن يحدث فيه ما قد يتحول لاحقا لذكرى نأسف عليها.. الوجوه مكررة في وسائط النقل العام كما تركتها.. والأيام متشابهة وقصص العشاق والمنغصات اليومية والأغنيات والمشكلات وحتى الحلول المقترحة.

اجتمعنا بالأمس لعرض المشكلات التي تواجهنا في العمل قدمت ورقة للمدير كنت قد احتفظت فيها من وقت الاجتماع الذي عقد قبل سنتين، ذلك لأن المشكلات ذاتها.. تخيل! والأمراض أيضا.. ستضحك لو أخبرتك أنني صادفت مريضا يدخن بأسى على باب المستشفى وحين سألته عن مرضه أجاب: سرطان.. كالعادة!

لم يفتك ماهو جدير بالاهتمام يا رفيق.. ما زال النمل يجمع القمح والبلدية تخطط لبناء المزيد من الجدران الاستنادية/ سأتقدم بطلب بناء جدار استنادي لهذا العمر الذي ينهار..! الطيور لم تزل على أشكالها تقع والزيتون يأتي في موسمه تماما والطبقة الكادحة تواضب على التآكل..

صرت قادرا على انتزاع أوراق الروزنامة دفعة واحدة لا فرق بين الاثنين أو الثلاثاء أو الجمعة.. «عبود» كبر، ووقع في حب واحدة من بنات هذه الأيام، و»منال» حصلت على الطلاق للمرة الثالثة بجدارة، وتعتقد أن السفر سيحل جزءًا من مشاكلها.. شجرة الخروب هرمت.. لطالما قلت لك إنها ما دامت معزولة في تلك الزاوية ومحاطة بسور فإن روحها من الداخل ستذوي، ذلك لأنها بعيدة عن العالم الحي.. المتوتر.. الذي لا يهدأ.. قلت لي إن خلاصة الأمر هنا.. خلاصة ما ينجم عن معمل الحياة هناك ستلمسه هنا وكذبتك لأن أملا غامضا كان يتعربشني.

لم أزرك.. مضى وقت طويل.. وليس لدي حجة مقنعة لتغيبي عن زيارتك.. لكن الشيء الجيد أنني أحتفظ بذكراك.. باستطاعتك أن تعول على ذلك.

سأزورك مطلع الشهر الجاري.. أعلم أن الحشائش الآن تنمو بغزارة عند صدر القبر والشاهدة.. سأزيلها في زيارتي القادمة..

كن بخير.. دائما!

عامر علي الشقيري