ديوان الهريس الثقافي قصائد تفتخر بالذات الجمعية وتتغنى بجماليات البتراء
بين التحليق في فضاءات الأنوثة، وبين الفخر بالذات الجمعية والاعتداد بها، وبين تأمل جماليات البتراء المدينة الوردية، جاءت مشاركات الشعراء في اللقاء الذي أقامه ديوان الهريس الثقافي، عبر تطبيق (زووم)، يوم الاثنين الماضي، بحضور كوكبة من رواد الأدب والنقد، من مشرق الوطن العربي ومغربه.
أولى المشاركات كانت للشاعرة عفاف غنيم، وقرأت قصيدة بعنوان «أدمنتُ حُبكْ»، وفيها تقول:
«يا من سَكَبْتُ لها الأشواقَ من مُقلي
إني لمحتكِ طيفا في مدى بصري
إنْ أمْعَنَتْ مقلتي السمراء بالنظرِ
جادت بكلّ حنين لاهفٍ وَثَري
وإن نثَرْتُ حروف الحب أحفظها
كثوبِ حالمةٍ يختال بالدررِ
أنا الذي ريشة الألوان تهمسني
اشتاقَ حبري سطور البوح في سهري..».
وتحت عنوان «عقدنا العزم» جاءت قصيدة الشاعر شفيق العطاونة، وفيها يقول:
«عقدنا العزمَ أن نحيا كِراما
ونرفعَ في سبيلِ المجدِ هاما
ونُسرجَ من خيوطِ الشّمسِ فخرا
ونفترشَ الكواكبَ والغماما
ولا نرضى سوى النّجماتِ خِدنا
نسامرُها ونُهديها الوئاما
ولا كونٌ يضيقُ بذي طموحٍ
إذا اتخذ الإباءَ له خِطاما..».
وتحت عنوان «كنتُ مدللة» جاءت قصيدة الدكتور أكرم جميل قنبس، وفيها يقول:
«على قلبك الميمون كنتُ مدللةْ
فمن يا ترى بعد المودة أقفلهْ؟
أما عاد نهر الحب يروي مودتي
وأنت الذي أجريتني فيه مذهلةْ؟
وقد كنتَ لي بشرى وفجرا مرفرفا
أعانقه في لحظة الوجد سنبلةْ
وحين دنا قلبي من الحلم لم أجد
سوى رعدة فيها رموشي مجندلةْ..».
وفي رحاب الأنوثة حطّ الشاعر نايف الهريس ركابه، فقرأ قصيدة بعنوان «غرامي ظلها»، وفيها يقول:
«غرامي بظل الليل سكرانا
وصبحي بشهق الفجر وسنانا
جموحي دخان العشق ينشره
برقص الندى يجتر تحنانا
لمن نفحها يختار مؤنسها
بجمع الهوى سرا وإعلانا
جوى الورد لماح بطلعتها
لتسقي الشباب الغض والبانا
كما الحسن أرخى ثوب لابسه
سقت من عيون العشق عطشانا..».
الشاعر عبد الرحمن المبيضين قرأ قصيدة تأملت جماليات البتراء، وفيها يقول:
«صالوا هنا بين الصخور وجالوا
نحتوا بيوتا في الجبال.. وزالوا
كانوا يحبون البلاد فأخلصوا
في فنهم ما بالغوا أو غالوا
وتوحدوا في أرضهم واستبسلوا
لم يتبعهم طامع محتال..».
وقرأ الشاعر محمود العرابي حملت عنوان «أحتاج امرأةً»، وفيها يقول:
«تنسيني كلَّ الأحزان..
لامرأةٍ تُروي حرماني
حُبا وحناناً لامرأةٍ
تتحدّى أعتى الفرسانِ
لامرأةٍ ناضجةٍ عزفت
بل تعزفُ كلَّ الألحانِ
إن جئت إليها ضمّتني
واعتصرَ وريدي شرياني..».
أما الشاعر حسين الجمرة فقرأ قصيدة بعنوان «لا تقربوها»، وفيها يقول:
«لا تقربوها ففي وجدانها رجل
هيمان من حبها والطين منجبل
يحيا بداخلها قد مات خارجها
كالقرش في البحر بل في البر ينقتل
مثبت في ثنايا قلبها وتدا
وموقد في غياب الروح مشتعل
لم تحي يوما إذا ما طيفه احتضنت
لم يأت يوم إليها ليس يرتحل..».
وقرأت الشاعرة حياة دراغمة بقصيدة بعنوان «رأيته ماشيا»، وفيها تقول:
«ماشيا، يرتب خطواته التائهة/ رأيته يتعثر/ بغصن هارب فوق الطريق/ ليته انتبه../ حوار صامت/ ظل يداعب فكري/ ولم يهدأ:/ ربما يتعثر شخص آخر/ يحمل الفكرة ذاتها/ وأنا غارقة في التأويل/ أطرد عن قلبي/ فكرة التأنيب/ ماذا لو صرخت؟/ ربما لم يسقط الرجل/ لكن اللحظات الشاردة/ ساومت الواقع/ فتعثرنا جميعا».
وقرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة بعنوان «شمس المواقف» من أشعار الشاعر نايف الهريس، ومطلعها:
«يا من سهرت مفكرا ترعى الذمم
كل اليقين بشعرك الباني علم..».
وكان عقّب على نصوص اللقاء الناقد الدكتور عمر عبد العزيز، كما توقف عند أهمية الشعار الجديد الذي اتخذه الديوان في الآونة الأخيرة، وهو: «رسالة أهل الضاد في العالم».
كما شارك في اللقاء الفنان الموسيقار عمر القصاص بمقطوعات موسيقية وغنائية من روائع الطرب الأصيل.
المصدر: الدستور