تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
أفضل عشر روايات عربية

نشأة الرواية العربية

تمثّلت البدايات الأولى لفنّ الرواية العربية فيما ظهر من أساطير خرافية اعتمدت في تشكيلها على حوادث خارقة وأبطال خياليين كألف ليلة وليلة وقصة عنترة وقصة الملك سيف بن ذي يزن، وحمزة البهلوان، وقد بدأ ظهور فن الرواية بملامحها الأساسية المعروفة بين القرن الرابع الهجري إلى نهاية القرن العاشر، وذلك عدا عن حركات الترجمة التي كان يقوم بها الكثيرون فينقلون آداب الأمم الأخرى إلى العربية تمامًا، كما هو الحال في رواية ألف ليلة وليلة التي تمت ترجمتها من الفارسية في القرن الثالث الهجريّ من كتاب هزار أفسانه، وظلت الرواية تمر بمراحل تطورها حتى بلغت صورتها المعروفة في الأدب الحديث كثلاثية نجيب محفوظ التي عدت من بين أفضل عشر روايات عربية.

أفضل عشر روايات عربية

تغلغل فنّ الرواية في الأوساط العربية مستميلًا جماهيرَه بعد ما لقيه من نقد في بداية نشأته، فبرز الكثير من رواد الرواية العربية الذين ساروا بها على نحو متكامل من حيث الفنية والتقنيات الروائية والسردية المتبعة، ومن أبرز هؤلاء الروائيين: نجيب محفوظ، وغادة السمان و غسان كنفاني، وأحلام مستغانمي وغيرهم كثير ممن كتبوا أفضل عشر روايات عربية، وبرزت في الأدب العربي كثير من الروايات العربية المبدعة التي امتازت بتقنياتها السردية والفنية الحديثة التي يتلاعب فيها الكاتب بتقنيات تشكيل الحبكة وتوجيه القارئ وتفعيل دوره للمشاركة في ابتكار حلول للحبكة، إضافة لطرق السرد الحديث التي تتجاوز حدود السرد الروائي الاعتيادية فيلجأ الكاتب للاسترجاع الفني والمونولوج والحوارية.

ولعلّ أوضح ما يكون التطور الذي لامسته أفضل عشر روايات عربية يتمثل في المضامين التي تطرقت لها مشكلة بذلك مرآة تعكس الواقع الحي للواقع العربي وأوضاعه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، حيث انغمس الروائيون المعاصرون في التعبير عن الثورة النضال والتحرير وتحرير المرأة والاغتراب والتمرد، ولم يكتفوا بعرض تلك الموضوعات من خلال الأحداث والوقائع الحية من خلال رواياتهم بل سعوا لإحداث تغيير وتبديل في مسار ذلك الواقع واضعين بذلك بصماتهم الفكرية والعملية من خلال محاولاتهم لمعالجة ذلك الواقع ومحاولة تحسينه وتبديله بخلق واقعهم الذاتي الذي يكشف عن رغباتهم وطموحاتهم بتأسيس مستقل فكري واجتماعي جديد.

وقد احتلّت كثير من الروايات العربية مكانة رفيعة بين الآداب العالمية، ومن بينها صنّفت الروايات الآتية الذِّكر كأفضل عشر روايات عربية وهي: ثلاثية نجيب محفوظ، ورجال في الشمس لغسان كنفاني، ورواية موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح، ورواية الخبز الحافي لمحمد شكري، ورواية ذاكرة الجسد للكاتبة أحلام مستغانمي، ورواية عزازيل ليوسف زيدان، ورواية رامة والتنين لإدوار الخراط، ورواية الزمن الموحش لحيدر حيدر، ورواية كوابيس بيروت لغادة السمان، ورواية الوشم لعبد الرحمن الربيعي.

ثلاثية نجيب محفوظ

وهي سلسلة مكوّنة من ثلاث روايات: قصر الشوق وبين القصرين والسكرية، ألفها الكاتب المصري نجيب محفوظ، وتُعدّ من بين أفضل عشر روايات عربية في تاريخ الأدب العربي وفقًا لحكم اتحاد كتاب العرب، وقد شكلت هذه الرواية سلسلة روائية بطلها الرّئيس هو السيد أحمد عبد الجواد، وتتبع الروايات الثلاثة حياة ابنه كمال فتشمل فترة الطفولة والمراهقة والشباب والرشد، وقد بدا نجيب محفوظ مهتمًا بالمكان بشكل أساسي حيث تبدّى ذلك في رواياته الثلاثة من خلال العناوين ليكشف عن عمق انتمائه المكاني لأحياء القاهرة وتعلقه بها كما تجعل الرواية على اتصال مباشر بالواقع الذي يحرص الكاتب على معالجة حيثياته ومحاولة تغييره وتبديله، وتصف هذه الرواية أحداثًا تاريخية مهمّة في النصف الأول من القرن العشرين في مصر تحديدًا، ويصف لنا نجيب محفوظ من خلالها كفاح الشعب المصري من أجل حريته واستقلاله، كما يرسم نجيب محفوظ من خلالها أحداث ثورة 1919، المناهضة للإنجليز، وكفاح الجماهير المصرية ضد الحكم الملكي والسيادة الإنجليزيّة، وبالتالي فهو يعمل على إعادة تفعيل دور القارئ في خلق النص وتشكيله العاطفي فيثير فيه همة النضال من أجل استقلال بلده، ولعل هذه الشحنة التفاعلية التي أوقدها نجيب محفوظ في ثلاثته قد أهلتها لتكون من بين أفضل عشر روايات عربية.

رجال في الشمس

تُعدّّ رواية رجال في الشمس من بين أفضل عشر روايات عربية هي أول رواية للكاتب الفلسطيني غسان كنفاني، نشرت سنة 1963، صَوَّرَ من خلالها المأساة التي عاشها الفلسطينيون إثر نكبة 1948، وذلك من خلال أربع شخصيات من أجيال مختلفة بدت كنموذج مصغر لشعب بأسره، وقد عمد غسان كنفاني من خلال هذه الرواية إلى ملامسة الواقع المعيش، وإبراز تفاصيله الشعورية من خلال تشكيله للأحداث التي يمتزج فيها الواقع المجتمعي بالواقع الداخلي لغسان كنفاني، وقد رسم لها نهاية مأساوية تعكس واقع الحال حيث مات أبطال الرواية الثلاثة خنقًا في خزان ماء تواروا فيه بينما يعبرون الحدود هربًا، وتختتم القصة بسؤال مفتوح يطرحه بطلها الرابع ويحاول غسان كنفاني من خلاله الكشف عن وضع العرب وموتهم جراء صمتهم و سكوتهم على الواقع الأليم وعدم المحاولة للسعي في تغييره وتبديله، وهو ينفذ من خلال ذلك لنقد الواقع ومحاولة تحسينه من خلال الارتكاز على الجانب العاطفي والوطنيي للقارئ.

موسم الهجرة إلى الشمال

رواية موسم الهجرة إلى الشمال كتبها الطيب صالح ونشرت سنة 1966 في مجلة الحوار ثم نشرت بعد ذلك في كتاب مستقل، وعدت من بين أفضل مئة رواية في القرن العشرين، واختيرت في هذه الدراسة لتكون من مبين أفضل عشر روايات عربية، كما تم تحويلها إلى فيلم سينمائي، وهي من الروايات التي عمدت إلى الكشف عن رؤية الذات من خلال النظير، فهي تعرض للعلاقة بين الشرق والغرب من خلال بطلها السوداني الذي يذهب للدراسة في لندن فيضيف إلى جانب ذكائه وثقافته الواسعه وتفوقه في تحصيله العلمي مهارات اجتماعية في التعامل مع نساء بريطانيا، ويحاول الطيب صالح من خلال هذه الرواية الكشف عن طبيعة الإنسان الريفي السوداني من خلال خلق مقارنة بينه وبين أشخاص من مجتمع آخر يخالفه في الدين والعادات والتقاليد والطبيعة البيئية، ويعكس من خلال ذلك صورة ساحرة للمجتمع الريفي في السودان.

الخبز الحافي

تُعدّ رواية الخبز الحافي من أشهر روايات محمد شكري، صدرت سنة 1972، وهي من بين أفضل عشر روايات عربية، إذ اتبع الكاتب في سردها تقنية خاصة جعلتها محط خلاف في تحديد جنسها الأدبي الذي تنتمي إليه، فهي تقع بين الرواية والسيرة الذاتية، حيث يسرد محمد شكري من خلالها أحداثًا تتعلق ببطل الرواية وهو شاب أمي يكابد مع أسرته شقاء الفقر وعناء الحياة، وقد اضطره فقره للتنقل بين طنجة وسائر مدن المغرب بحثًا عن لقمة الخبز، وعلى الرغم من أن بطل الرواية شخصية مختلقة إلا أن القارئ ليستشف من ورائها شخصية محمد شكري نفسه حيث مر بظروف مشابهة لتلك الظروف التي أحاطت ببطل الرواية، وهي من هذا المنظور تعكس ذاتية الكاتب التي سرعان ما تمتزج بروح الجماعة لتنصهر فيها من خلال ما تصوره من آلام الإنسان العربي ومعاناته فيما يعيشه من قيود الاستعمار والفقر والقهر الاجتماعي والاقتصادي.

ذاكرة الجسد

رواية ذاكرة الجسد وهي أول عمل روائي للكاتبة أحلام مستغانمي، وأول عمل روائي نسائي يصدر في الجزائر باللغة العربية سنة 1993، وقد حازت هذه الرواية على جائزة نجيب محفوظ سنة 1998، وصنفت في هذه الدراسة من بين أفضل عشر روايات عربية، وتتناول قصة شاب يدعى خالد شارك في الحرب الجزائرية ضد الاستعمار وفقد ذراعه، يتعرف بفتاة جزائرية ويقع في غرامها إلا أن الظروف تَحُول بين هذا الغرام فتتزوج الفتاة برجل ذي سلطة ورياسة في الحكومة بينما يتهالك خالد شيئًا فشيئًا حتى يلقى حتفه في النهاية، وقد اهتم بها الأدباء والنقاد لما تحمله من خصائص ومميزات فهي تحتوي على طاقة شعرية هائلة لا سيما أن نصها اللغوي يمزج بين اللغة الشعرية واللغة النثرية وذلك من حيث الجانب الفني، أما من حيث الجانب المضموني فقد ارتكزت أحلام مستغانمي على تصوير فترة من فترات تاريخ المقاومة الجزائرية.

عزازيل

وهي رواية فلسفية اجتماعية للكاتب يوسف زيدان، صدرت سنة 2008، وفازت بالجائزة العالمية للرواية العربية، وتُعدّ من بين أفضل عشر روايات عربية، ويعكس اسم هذه الرواية عزازيل مضمونها الديني حيث أن عزازيل هو اسم الشيطان قبل لعنه وإخراجه من الجنة، وتدور أحداثها حول الديانة المسيحية في القرن الخامس الميلادي، كما عرضت للخلافات اللاهوتية المسيحية القديمة حول طبيعة المسيح وولادة العذراء وغيرها، صيغت هذه الرواية على هيئة مغامرة سردية قديمة يمتزج فيها الواقع بالخيال من جهة وبالفلسفة الدينية من جهة أخرى.

وتبدو الرواية لوهلة كإعادة صياغة للإنجيل في قالب روائي جاذب، فقد نحت منحى الكتاب المقدس في مضمونها وتقسيم أبوابها، ولعل قيمتها الأدبية قد اكتسبت بفعل ما أثارته من جدل في الأوساط الأدبية والنقدية لما تحتويه من مضامين دينية كانت ولازالت عرضة للخلاف الفكري الإنساني، وعلى الرغم من الموضوع النقلي الذي تناولته هذه الرواية، إلّا أن يوسف زيدان قد تمكن من إبراز ذاته والتلويح بجانبه الفكري الخاص وسط لجة المنقولات القدسية من خلال معارضته للكنيسة القبطية ومبادئهاولعل هذا اللون السردي الجديد الذي اتبعه يوسف زيدان في هذه الرواية قد أهلها لتكون من بين أفضل عشر روايات عربية.

رامة والتنين

وهي رواية عالمية للكاتب إدوار الخراط، كتبها سنة 1980، ونُشرت بعد ست عشرة سنة من كتابتها، وتُعدّ من بين أفضل عشر روايات عربية، وتبدو هذه الرواية شبيهة بثلاثية نجيب محفوظ من حيث البنية السردية فقد توزعت في ثلاثة أجزاء بعد أن أضاف إليها إدوار الخراط جزأين آخرين: الزمن الآخر ويقين العطش، وقد احتلت هذه الرواية المرتبة الثامنة من بين أفضل مئة وخمسين رواية عربية وذلك لما تمتعت به من تقنيات سردية وحوارات روائية مبدعة إضافة إلى اشتمالها على النكهة المحلية وتفردها من حيث نظرتها إلى الحب، تدور هذه الرواية حول تجربة الحب الضائع التي يعيشها مثقف مصري قبطي يدعى ميخائيل، تكونت ثقافته تبعًا لمنظور فهمه الخاص لتاريخه الذاتي، فقد أحب فتاة تدعى رامة كادت أن تكون رمزًا لملكوت الإنسان الذي أراده ميخائيل لنفسه، ثم أصبحت حين خانته جحيم عاشقها الذي لم يمقته أبدًا.

الزمن الموحش

تُعدّّ رواية الزمن الموحش لحيدر حيدر من بين أفضل عشر روايات عربية، وصنفت في المرتبة السابعة في قائمة أفضل مئة رواية عربية، نشرت هذه الرواية سنة 1973، ونسبت إلى تيار الوعي بعد أحداث حزيران سنة 1967، وشكلت هذه الرواية جدلية فكرية بسبب ما تضمه من أفكار تدعو للعلمانية، حيث مثلت الشخصيات المثقفة فيها الموقف العلماني الرافض للتراث والذي يرى ضرورة قراء الحاضر في ضوء المستقبل فقط، وقد حرص حيدر حيدر على تقديم شخصيات روايته وأفكارها في شكلها الواقعي العشوائي وهي تقنية تكشف عن المعاني والأحاسيس من دون اعتبار للسياق المنطقي للشخصيات بطريقة تقلد حركة التفكير التلقائية، وقد اعتمد حيدر حيدر سرد روايته بطريقة الأنا عبر تداعي الذكريات والحلم في تقنية رصد تيار الوعي لتجارب الشخصية الرئيسية وتجارب ما يرافقها من الشخصيات الأخرى في واقع التسكع والضياع الذي يعيشونه بين التنظير الأيدلوجي والخمر والنساء.

كوابيس بيروت

تُعدّ رواية كوابيس بيروت من بين أفضل عشر روايات عربية، وهي من الروايات الواقعية التأريخية كتبتها الروائية السورية غادة السمان سنة 1976، وهي من الأجناس الأدبية المزدوجة حيث تقع بين السيرة الذاتية والرواية، إذ تدور أحداثها حول مذكرات الكاتبة خلال الحرب الأهلية في لبنان، وقد حرصت غادة السمان على عرض أحداث هذه الرواية الواقعية ومذكراتها الدامية في شكل سلسلة من الكوابيس المتلاحقة إذ كانت تبدأ كل مقطع فيها بعنوان كابوس مرفقًا برقم تسلسلي يعكس طبيعة الواقع المؤلم والمأساة السياسية التاريخية في أرض لبنان، وتختتم روايتها بعنوان حلم عوضًا عن الكابوس في محاولة منها لاستبدال عالمها الذاتي بذلك الواقع الذي لم يعد جديرًا بالحياة، وهذه الرواية بما تضمنته من تقنيات سردية وانفعالات عاطفية صادقة ووقائع تاريخية مباشرة بثتها الكاتبة في روايتها شيئًا فشيئًا هو ما أهلها لتكون من بين أفضل عشر روايات عربية.

الوشم

وهي رواية واقعية مبدعة صدرت سنة 1972، للكاتب العراقي عبد الرحمن مجيد الربيعي، تكمن قيمتها الأدبية فيما حظيت به من استقبال هام في الأوساط الأدبية والنقدية فهي تصنف بين أفضل عشر روايات عربية، إذ أجريت عليها الكثير من الدراسات والبحوث التي تجاوزت الستين بحثًا، ارتكز الكاتب على تقنية التلوين السردي في هذه الرواية حيث تُعدّدت شخصيات السارد بين السارد الكاتب كلي العلم والسارد الحواري المتمثل بالبطل، لذلك فقد عمد إلى خاصية التلوين البصري ف استخدم نوعين من الخط الرفيع والخط الغليظ للتمييز بين خطاب الساردين، وتدور أحداث الرواية حول شاب عراقي ينضم إلى الأحزاب السياسية خلال فترة الانقلاب على الحكم في العراق ثم ينتهي به المطاف في المعتقل حيث تتبلور شخصيته وتتبدل فيخرج من المعتقل يعيش صراعًا داخليًا بين شخصيتيه وقد تخلى عن مبادئه التي تقوم بالالتزام بالمثل والقيم، ولعل قدرة الكاتب على تجسيد انفعال جماعي من خلال ذات واحدة تعيش صراعات داخلية عميقة لا متناهية هو ما أهل هذه الرواية لتكون من بين أفضل عشر روايات عربية.

05 أغسطس, 2021 02:57:40 مساء
0