تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
بنات والحديدي في أمسية قصصية برابطة الكتّاب

نظّمت رابطة الكتّاب أمسية قصصية للقاص طارق بنات والقاصة فداء الحديدي أدارها القاص أحمد أبو حليوة، الذي تحدث عن دور الرابطة التاريخي والريادي والمهم رغم ما يمرّ عليها من تقدّم أو نكوص، ليعرّج بعد ذلك على أهمية القص في المجتمع وله، كوثيقة لحال الناس كأفراد وكجماعات، ورصدٍ لآلام الشعوب وأحلامهم في أحقاب زمنية مختلفة، وكنموذج على ذلك قرأ قصة قصيرة جداً من قصصه حملت عنوان (مفتاح عتيق).

 

القاص طارق بنات قرأ مجموعة من قصصه القصيرة جداً التي عبّرت عن بعض حالات الصراع المجتمعي، متوقفاً بكثرة عند موضوع الاغتراب النفسي في الذات ومحاولة تخطيه بشكل من الأشكال، وهو الكاتب الذي يميل إلى افتراض أنّ الإنسان متوحش وعنيف ومتغطرس في أعماقه الخفية، وكلّ ما يلزمه فرصة جيدة حتى يُظهِر أسوأ ما عنده، ولذا جاءت قصته التي تحمل عنوان (نقطة تحوّل) على النحو التالي: «ثم جفل قلبُه لمّا فـُتِحتْ النافذة، وصَفقتْ دفتاها الجدار، وتدفق منها هواء بارد، وتوهج فيها ضوء ساطع! حين رأى الرجل ذلك أرعبه ما حدث، وحين سمع صوتاً خفياً في أعماقه تراجع عن الانتحار.. فكّ الحبلَ عن عنقه، نزل عن الكرسي، عانق نفسه وبكى، ثم ضحك وقال: مَرحى للحياة! قرّر دعوة نفسه على العشاء، ارتدى أفضلَ ثيابه، لمّع حذاءه، ترنم بأغنيته الأثيرة، فتح باب الغرفة ليخرج، فوجد خلف الباب مرآة كبيرة تسدّ المخرج، وحين حدّق في المرآة.. رأى جثته تتدلى من السقف!».

 

وقرأت الحديدي أربع قصص، اثنتان منها تنتميان إلى فن القصة القصيرة جداً، بينما جاءت القصتان الأخريان من نوع القص الكلاسيكي الذي يرصد الحدث بشيء من التفصيل من خلال سرد متقن ووصف عميق للشخصيات ومحيطها الذي يؤثث للأحدث ويبني حبكتها شيئاً فشيئاً، وصولاً إلى ذروة التأزم ومن ثم مجيء الحل والنهاية التي لا تخلو من دهشة أليمة كما في قصة (عرائس غزة) التي رصدت لأحداث غزة المتكررة من حين لآخر، وما ينجم عنها من مشاهد موت تدمي القلب تطال حتى الأطفال والعرائس، وتؤكد غطرسة المحتل الصهيوني، وقد جسّدت الحديدي ذلك قصصياً من غير تنظير، وبشكل إنسانيّ من خلال قصتها هذه. لتنتقل بعد ذلك إلى قصة (قضبان بلا سجون) وفيها وصف لحالة الأنثى الطفلة حين تفقد عفتها ومن ثم يُلقى بها في أتون الرذيلة في المجتمع، لتُنتشَل بعد ذلك من خلال الزواج وتصبح سيدة عفيفة فاضلة، طارحة القاصة ذلك من خلال مجموعة من المشاهد التي عكست فيها حياة هذه الشخصية النامية والمتغيرة بين السلب والإيجاب.

 

 

المصدر: الدستور

11 أغسطس, 2021 01:08:55 مساء
0