"لوّنها بالأمل" تكرّم الروائي جلال برجس الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية
أقامت جمعية "لونها بالأمل" الثقافية الاجتماعية في مقرّها بعمّان مساء السبت الماضي، بحضور أدباء وكُتَّاب وإعلاميين وأكاديميين ومثقفين، احتفالية تكريمية للروائي والشاعر الأردني الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لهذا العام جلال برجس عن روايته "دفاتر الورّاق"، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمّان .
وتحدث الروائي جلال برجس في شهادته حول كتابة "دفاتر الورّاق"؛ مشيراً إلى أنه يعتبر قرّاء الرواية هم الفوز له، وأن ما كان يهمه في هذا العمل ليس التصنيف كرواية واقعية أو ما بعد حداثية أو تندرج في سياق الوجودية الفلسفية، أو حتى العبثية، وغيرها من تصنيفات، وإنما تركز عمله على التقاط صورة مكبّرة لظواهر من المعاناة في الواقع خلال هذه المرحلة تحديداً، ومحاولة التعبير عنها روائياً بما يشبه تقديم صورة مصغّرة لهذا الواقع .
وتناول برجس أصداء الرواية لدى القراء والنقاد معتبراً أن جزءاً كبيراً مما رمى إليه في هذه الرواية قد وصل إلى المتلقي، فيما ترك للنقاد مسألة التصنيف من خلال اشتغالهم على البنية الفنية الروائية ولغة الرواية ومحمولاتها المعرفية؛ مؤكداً في إجاباته خلال النقاش الموسع مع الحضور حول مضامين "دفاتر الوراق" أهمية دراسة قضايا عالجتها هذه الرواية وأثر التحولات المجتمعية المتلاحقة على بنية المجتمع وأفراده .
افتتح الحفل بكلمة من رئيسة الجمعية الشاعرة والفنانة التشكيلية غدير حدادين التي أشارت إلى أن الاحتفاء بمناسبة فوز هذه الرواية يمثل احتفاءً بمنجز أردني جديد يضيء في فضاء الإبداع، ويخاطب العرب والعالم بروحٍ من صميم هذا الوطن، ومن خلال رسالة المثقف الذي يلتحم وجدانياً بقضايا الإنسان، عدا حسّ الروائي والفنان الذي يخوض مواجهة الواقع بالإبداع وصوت الضمير من خلال جماليات السرد .
وأضافت حدادين : أن تكريم الإبداع والمبدعين في كل مجالات الأدب والفكر والفن والعلم والعمل والدرس هو جزء من تكريم الوطن المعطاء، ولمحة اعتزاز بكل معنى الانتماء، وتعزيز لتكامل الجهود والأفكار والعقول والمواهب لتحقيق الطموحات للأردن الغالي وطن الإبداع والفن والجمال عبر العصور .
وكان الكاتب كايد هاشم الذي أدار النقاش قدم إضاءة حول أبعاد فوز "دفاتر الوراق" بجائزة البوكر من حيث أنها تمثل إشراقة جديدة من التميز والانتشار للرواية الأردنية، بما في ذلك اجتياز عتبات العالمية عبر إمكانات ترجمةالرواية الفائزة إلى لغات مختلفة، واستكمال حلقات التجدد والتطور والتقدم على صعيد الإبداع الروائي الأردني في الثقافة العربية والعالمية . وقال هاشم : إن رواية جلال برجس أشبه برحلة في صميم الواقع المديني المعاصر والاغتراب والغرابة وصراع التناقضات؛ تحت وقع ضجيج التغيّرات وأزمات الحياة المعاصرة وظلالها على الإنسان والقيم والبنية الاجتماعية، لكنها ليست رواية عدمية ولا تخلو من البحث عن منافذ الضوء والانتصار للحياة كما تستحق أن تُعاش بمعنى الحياة الحقيقي كرامةً وأماناً وسلاماً .
وقدّمت رئيسة الجمعية غدير حدادين في ختام الاحتفالية درع "لونها بالأمل" إلى الروائي جلال برجس تقديراً لمسيرته الإبداعية المتميزة ودوره في تعزيز مساهمة الأردن في الإبداعالعربي والإنساني.
كما وقَّع برجس نسخاً من روايته لحضور الاحتفالية، وشارك الموسيقيان الشابان الأخوين علي وليث الشيخ في تقديم فقرات موسيقية وغنائية عربية خلال ذلك نالت استحسان الحضور .
المصدر: الدستور