حوارية حول كتاب الثقافة والحياة العربية بالمركز الثقافي الملكي
ناقشت ندوة حوارية مساء اليوم الاثنين في قاعة المؤتمرات بالمركز الثقافي الملكي التابع لوزارة الثقافة، كتاب "الثقافة والحياة العربية" للناقد الدكتور غسان عبدالخالق، نظمها المركز ضمن برنامجه الثقافي "كاتب وكتاب" وقدم فيها قراءة للكتاب الناقد الدكتور يوسف عبده، وأدار حواريتها الكاتب والصحفي الزميل حسين نشوان.
واشار عبده الى أن الكتاب الصادر عام 2006 سعى فيه المؤلف لتشخيص جوهر العلاقة بين الثقافة والحياة العربية المعاصرة حيث يميل للربط بين أهداف العولمة وموروث التقاطعات الأيديولوجية بما تحمله من مفارقات، مؤكدا أن استخلاص العبر والنتائج المنشودة يكون من خلال المعاينة الموضوعية لدور النقد الثقافي في ذروة تفاعله مع المشهد السياسي، وحجم التقلبات الاقتصادية، وما تفرزه من تباينات وتناقضات، تستدعي التحوّط بالاتجاه الذي يعزز التحصن الفكري والتماسك الاجتماعي.
واستعرض الدكتور عبده فصول الكتاب وعناوينها، لافتا الى ان الكتاب تركز على عناوين رئيسة هي؛ الثقافة، والحضارة العربية، وصدام الحضارات.
وقال في الندوة التي حضرها المؤلف الدكتور عبدالخالق وعدد من الكتاب والمثقفين، إن المؤلف في كتابه يدعو الى استحضار الروح الخلدونية (نسبة لابن خلدون) والتي انتجت المقدمة، مبينا ان الخلدونية برأي المؤلف محاولة لاستحضار القدرة على التحديق في الواقع بجرأة نقدية وتحليلية لا ترتهن لحالة الافول الحضاري والخراب البيئي والتشرذم السياسي، بل تتجاوزها لتشكل ما يشبه بيان احتجاج على الواقع وانماط التفكير الناظمة له والناتجة عنه في آن.
ورأى أن الكتاب طرح العديد من الافكار ومنها؛ دور وسائل الاعلام الفعالة في المجتمعات، وأزمة المصطلح قديما وحديثا، والتهديد الذي يواجه الفكر العربي، واثر العولمة على الحياة العربية، وتفعيل دور الشباب في المجتمع بشكل مؤسسي، واحياء المشروع الخلدوني بمدلولاته الحضارية، وتبني الدولة للثقافة والمثقفين ووضعهم في المكان المناسب، والبدء في انتاج ثقافة عربية معاصرة معبرة عن الاطار التاريخي السيادي الدستوري.
وقال الدكتور عبده إن الصراع بين الحضارات لم يعد ايدولوجيا بل ثقافيا، لافتا الى ان الثقافة مثلت جوهر ومضمون العصف الاعلامي الذي تم تسديده باتجاه العالم الاسلامي بوجه عام والوطن العربي بشكل خاص.
وبين ان الكتاب ارجع ارتباك ردود فعل المثقفين العرب وضآلة مساهمتهم إزاء الاحداث المتعاقبة مشيرا الى ان الدولة العربية تتعامل مع الثقافة على انها واقعة حكومية وليست واقعة تاريخية .
بدوره، قال نشوان إن الكتاب يتناول ثلاث مفردات هي الثقافة والحضارة العربية والولمة ولكل مفردة نسقها المعين والخاص بها.
وقدم نشوان عددا من المداخلات التي شكلت عتبات لاثارة الحوار مع الجمهور حول القراءة التي قدمها الدكتور عبده والكتاب وموضوعات الراهن العربي.
وكان في مستهل الندوة قال مدير المركز الدكتور سالم الدهام في تقديمه للمشاركين بالندوة، إن الثقافة كانت وستبقى الجهد الانساني في التحول نحو المدنية وفي ترميم البناء المعرفي والوجداني ليظل قادرا على التصالح مع القيم الانسانية السامية التي تؤمن بالانسان والتعايش المثمر على هذه الارض. وجرى نقاش وحوار بين الجمهور والدكتور عبده والزميل نشوان.
المصدر: وكالة الأنباء الأردنية