إسراء حيدر محمود: أترجم الوجد إلى الواقع من خلال حروفي وقصائدي
تقول الشاعرة إسراء حيدر محمود: «القراءة تمنحني اللغة والقوة والطريقة المثلى لأوصل إحساسي للناس من خلال الكتابة بلغة سليمة وجميلة». مبينة أن المشاركات في المهرجانات المحلية والعربية «تعزز من الإبداع لدى كل شاعر وثقافته، بحيث ترتقي بذائقته، فهي بيئة خصبة لتبادل الخبرات، كما أنها جسور محبة تربط بين الشعراء المشاركين».
الشاعرة نفسها كانت أصدرت ثلاثة دواوين، هي: «أنثى القوس والنار»، و»عزف الرباب»، و»شَهْدُ السُّلاف». وكانت تخرجت في الجامعة/ كلية الآداب في العام 1986، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها. عملت في أمانة عمان الكبرى منذ العام 1986، وهي عضو في عدة منتديات ثقافية، منها: ملتقى عمون للأدب والنقد، مجلس الكتاب والأدباء والمثقفين العرب/ فرع الأردن، منتدى البيت العربي. شاركت بالعديد من المهرجانات الثقافية، منها: مهرجان جمعية آيلة للثقافة والفنون الأول، مهرجان الحدث الثقافي الأول عام 2014، مهرجان بسمة أمل الثقافي الفني العاشر 2018، مهرجان صيف الأردن الثقافي الثاني 2019، مهرجان منازل الشعراء في عجلون 2019.
ولإلقاء المزيد من الضوء حول تجربة الشاعرة كان لنا معها الحوار الآتي:
* حدثيني عن بداياتك الأولى في عالم الإبداع وكتابة الشعر؟
- اهتممتُ بالكتابة منذ الطفولة، حيث كنتُ أقرأ لأمي ما تكتبه من قصص بلغة عربية متينة وجميلة، فشدني أسلوبها وجعلني أهتم بالقراءة والكتابة. أمي لم تكن أديبة أو كاتبة وإنما هي ربة أسرة، لكنها كانت تملك حسّاً أدبياً جميلاً.
كتبتُ في طفولتي، إلا أنني انقطعت فترة شبه طويلة عن الكتابة، وذلك لانشغالي في دراستي سواء في المدرسة أو الجامعة، ومن ثم الانخراط في الحياة العملية، وبعدها الزواج والذي أخذ وقتي كله في الاهتمام بالبيت والأولاد.
كنتُ أكتب في كل المراحل التي مررتُ بها في حياتي، وأضعت الكثير مما كتبت، وبعد الزواج كتبت لتوأم روحي زوجي، ولكن لم أنشر ما كتبت إلا بعد وفاته.
* كيف تختارين عتبات النص لأعمالك الأدبية؟
- ديواني «أنثى القوس والنار».. برجي هو القوس وهو برج ناري، وكلماتي فيه نارية فهي في الحب والغزل. من هنا وُلدَ اسم ديواني.
ديوان «عزف الرباب».. أمي اسمها رباب فجاء الديوان حاملاً اسمها، وخصوصا أنها كانت محبة للحياة معطاءة كريمة، كالرباب الذي يعزف لنا فتتراقص حبات المطر وتمنحنا الحياة.
أما ديواني الثالث «شهد السلاف».. فهو عنوان قصيدة، فجاء عنوان الديوان نسبة لها وخصوصاً أنها في الحكمة.
* الأم لها حضور مميز في شعرك!
- أكيد، فأمي كانت لي حياة، وبرحيلها صرتُ قيد حياة. أمي علمتني كيف يكون الحب، وعرّفتني أن الأمل هو الحياة، وكانت مثالاً في التواضع والكرم، أمي كانت صاحبة أجمل ابتسامة، تحب المرح والتفاؤل. ولأن أمي هي النور الذي أضاء طريقي، لذا فقد استحقت أن يكون لها حضوراً متميزاً في شعري.
في قصيدتي «من مثل أمي» أقول:
«وَجادَتْ بِغَيْثٍ، وَالرَّبابُ هَطولُ
وَبورِكَ نَجْمٌ في السَّماءِ يَصولُ
أَلا أَيُّها الْقَلْبُ الْمُحَمَّلُ بِالْهَوى
لَقَدْ مَرَّ دَهْرٌ وَالْفُؤادُ عَليلُ
أَلا كَيْفَ يَأْتي الصُّبْحُ مِنْ دونِ نورِها!
كَذاكَ اللَّيالي، لِلظَّلامِ سُدولُ
أَنا لا أُجيدُ الْحُزْنَ ، لَكِنَّ فَقْدَها
يُطَوِّعُ دَمْعاً في الْعُيونِ يَجولُ..».
* الوجد في شعرك لوحة فنية مدهشة هل هذا النبض المتدفق مرده إلى القراءة أم جاء عفوي الخاطر؟
- أنا إنسانة مرهفة الإحساس، رومانسية، أحب الحب والحياة، والوجد هو مزيج من الحنين والاشتياق أقوم بترجمته إلى الواقع من خلال حروفي وقصائدي، فهو نبض قلب دائما.
وأما القراءة فهي تمنحني اللغة والقوة والطريقة المثلى لأوصل إحساسي للناس من خلال الكتابة بلغة سليمة وجميلة.
* شاركت في العديد من المهرجانات والفعاليات والروابط الثقافية، هل هذه المشاركات تعزز من الإبداع والمبدعين؟
- لا بد لهذه المشاركات أن تعزز من الإبداع لدى كل شاعر وثقافته، بحيث ترتقي بذائقته، فهي بيئة خصبة لتبادل الخبرات، من خلال الحوار والنقد والقراءات الشعرية، كما أنها جسور محبة تربط بين الشعراء المشاركين.
* ما هو عملك الأدبي القادم؟
- ديواني « شهد السلاف» هو القادم بإذن الله. وهو في الغزل والرثاء والحكمة، كما أن الوطن له نصيب كبير فيه.
المصدر: الدستور