تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
محاضرة للناقد الدكتور الكوفحي بمناسبة مئوية الدولة

ضمن نشاطات وزارة الثقافة بإحياء (مئوية الدولة الأردنية) ألقى الناقد الأستاذ الدكتور إبراهيم الكوفحي نائب عميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية مساء يوم الأحد 5/9/2021 محاضرةً في المركز الثقافي الملكي بعنوان «الثقافة والأدب في بلاط الملك المؤسس»، مستهلاً حديثه بالدور المحوريّ لشخصية المغفور له بإذن الله جلالة الملك عبد الله الأول ابن الحسين في إرساء أسس الحضارة الشاملة في منطقة الأردن من جنوب بلاد الشام، موضحاً في إطار موضوع المحاضرة أهمية قيام إمارة شرق الأردن في النهضة الأدبية والثقافية تحديداً، وذلك بما حصل من تطور كبير في مجال التعليم وانتشار المدارس والمكتبات وتأليف المناهج التعليمية مما هيأ لمناخ صحيّ كان له دوره في تنمية المواهب الأدبية والفنية وصقلها ورعايتها، فقد كان الملك المؤسس واعيا بأهمية التعليم ودوره في النهضة الأدبية والثقافية التي تحتاجها كل دولة حديثة، فاهتمّ به اهتماما كبيراً وأولاه عناية فائقة، إذ كان وجود المواهب الأدبية والإبداعية لا يكفي لبروز أدباء ومبدعين كبار، بل لا بد من تطوير هذه المواهب بالعلم والتحصيل المعرفيّ والثقافي، لإغناء التجارب، وإرهاف الأدوات اللغوية والفنية اللازمة.

 

كما توقف الدكتور الكوفحي عند شخصية الملك المؤسس نفسها من حيث هو أديب ومثقف وشاعر كبير يصدر عن رؤية عربية وإسلامية أصيلة، فالتف حوله في ذلك الوقت نخبةٌ مهمة من الأدباء والمفكرين والسياسيين والعلماء من الأقطار العربية كافة، فضلا عن النخب الأردنية المثقفة، ليكون بلاطه أحد منارات الأدب والعلم والثقافة والوطنية الأصيلة، مما انعكس على الحياة الأدبية في شرق الأردن الذي لم يكن حظه من التطور قبل تأسيس الإمارة سوى حظ قليل بسبب عدم مركزيته الإدارية والسياسية وفق تقسيمات الدولة العثمانية.

 

وتوقف الناقد الكوفحي عند عامل الصحافة الذي تنبّه الملك المؤسس إلى أهميته في مرحلة مبكرة جدا، وذلك منذ حط عصا التسيار أول ما حط في مدينة معان قبل انتقاله إلى مدينة عمّان وإعلان تأسيس الإمارة، أي سنة 1920، وذلك حين أشرف بنفسه على إخراج جريدة «الحق يعلو»، التي تطورت لاحقا إلى جريدة «الشرق العربي» التي أصبحت الجريدة الرسمية للدولة الناشئة، ليتوالى بعد ذلك إصدار الصحف والمجلات المختلفة ، وتصبح مسرحا للحياة الأدبية والثقافية بما كانت تنشره على الجمهور من مقالات وقصائد ومساجلات ومطارحات شعرية وفكرية، وكل أولئك بحسب الكوفحي أسهم إسهاما واضحا في تنشيط الحركة الأدبية والثقافية في الأردن، لافتا من باب التمثيل في هذا الميدان إلى الدور المهمّ الذي أدّته جريدة «الجزيرة» لصاحبها تيسير ظبيان الذي كان قد نقلها من دمشق إلى عمّان بناء على طلب من الملك المؤسس.

 

 

وقد أدار اللقاء وفتح مجال الحوار والأسئلة الدكتور عماد الضمور من جامعة البلقاء، وقد رد الدكتور الكوفحي على أسئلة الحضور واستفساراتهم الثقافية عن تلك الحقبة.

 

 

 

المصدر: الدستور

08 سبتمبر, 2021 11:24:35 صباحا
0