تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
فنان سعودي يحوِّلُ قسوة الحديد إلى قطع فنية حالمة

حجاج سلامة


في معرضه الفني الأخير في الرياض، نجح الفنان التشكيلي السعودي، منصور فلاج المطيري، أن يحوِلَ كتل الحديد.. بكل قوتها وقسوتها وصلابتها، إلى قطع فنية تهمس بالأنغام.. وتحكي للأجيال قصة الفن والموسيقي على أرض المملكة.


وبحسب النقاد ومتابعي أعمال «المطيري» فإن المعرض الذي كان يحمل عنوان «همس الحديد» يعد تجربة فريدة ربما تكون الأولى سعوديا وعربيا.

 

فقد اعتبر الدكتور عبدالله رشاد، وفنانون وموسيقيون سعوديون، أن محتويات المعرض من القطع التي تجسد الآلات الموسيقية التراثية والمعاصرة، والمجسمات واللوحات الفنية التي تأتي وكأنها تؤرخ لمحطات في تاريخ الموسيقي والفنون السعودية، تستحق جميعها أن تكون متحفا متخصصا يوثق للأجيال تاريخ الحركة الفنية والموسيقية السعودية.

 

انقسم المعرض إلى قسمين، حيث احتوى القسم الأول على 20 مجسما للآلات الموسيقية، وهي في وضع العزف عليها، واحتوى القسم الثاني على لوحات لأبرز الشخصيات السعودية، التي تركت بصماتها على مسيرة الفنون بالمملكة، بما في ذلك الفنون التشكيلية السعودية.

 

مسيرة فنية غنية

 

والفنان منصور فلاج المطيري، صاحب مسيرة تشكيلية غنية، وقد بدأت تلك المسيرة بدارسته للفنون في جامعة الملك سعود، وحصل على دورة في إعداد مراسم الفنون التشكيلية، ثم انضم للجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت) بمحافظة الدوادمي.. واقام وشارك خلال مسيرته الفنية في قرابة 30 معرضا، ما بين فردى وثنائي وجماعي، بجانب مشاركته بجميع معارض جامعة الملك سعود للفن التشكيلي من عام 1987 إلى عام 1992 ميلادية.

كما شارك في معارض وملتقيات فنية في كل من: الكويت، والبحرين، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، وسلطنة عمان، والسودان، والجزائر، والأردن، وسوريا، والمملكة المغربية وغيرها من بلدان العالم العربي والإسلامي، بجانب حصوله على عشرات الجوائز والتكريمات وشهادات التقدير.

 

شهادات

وكانت تلك المسيرة الفنية الغنية، للفنان التشكيلي السعودي، منصور فلاج المطيري، محط اهتمام واشادة من قبل فنانين ونقاد في مجال الفنون التشكيلية، حيث قال عنه الفنان التشكيلي محمد شراحيلي: «ان الفنان التشكيلي منصور المطيري، هو أحد فناني المملكة، الذين لهم بصمة في المشهد التشكيلي السعودي، وصاحب مشاركات في معظم المعارض التشكيلية المحلية، بجانب تمثيله للمملكة في ملتقيات فنية خارجية.. وقد مر بعدة تجارب إبداعية، والذي ينظر في لوحاته التشكيلية، يجده متأثرا بالبيئة الصحراوية، وذلك من خلال زخارف السدو، والزخارف التي نجدها على الأبواب والشبابيك، وتوظيفها من خلال اللون والملمس في أعماله الحائطية، وعندما نشاهد مجسماته نجد تحويره للمادة الصلبة وتطويعها ليعزف لنا من خلالها أجمل الألحان بأسلوب مغاير، ومفهوم يفتح الباب واسعا للنقاش والحوار حول أعماله.

 

ويرى نقاد ومتابعون للمشهد التشكيلي السعودي، أن «المتذوق لأعمال الفنان منصور فلاج المطيري النحتية والمسندة يشعر بالدهشة، لكون تلك الأعمال تجمع بين معانٍ مختلفة، مستدعيا رمزية الزمن لموروث سمعي.. وأمكنة شتى، ليخرج من بين تلك الأزمنة والأمكنة المختلفة أغنية تداعب ذكريات قد مضت وانقضت».

 

وأن منصور فلاج المطيري، «ينقل للمتلقي صورة خيالية تزخر بحضور عاطفي جميل.. دون أن يتخلى عن أسلوبه الفلسفي وعالمه الخاص شديد الرمزية».. جامعا في أعماله من منحوتات ولوحات بين الأصالة والمعاصرة.

 

 

 

 

المصدر: القبس الثقافي 

11 سبتمبر, 2021 03:20:43 مساء
0