تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
مهرجان الشعر في مأدبا شعراء يستحضرون جلال الدين الرومي ويغازلون الضوء وينحازون للمهمشين

في إطار فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون، حطّ مهرجان الشعر/ برنامج المحافظات رحاله في مادبا، عبر أمسية استضافتها جمعية الشابات المسيحيات، يوم أمس الأول، وأدار مفرداتها الشاعر د. حربي المصري، وشارك فيها الشعراء: آمال صالحي/ المغرب، وشريف الشافعي/ مصر، وجميلة الماجري/ تونس، ومحمد ياسين، ود. بكر السواعدة، ورامي ياسين، وردينة آسيا من الأردن.

وفي مستهل الأمسية قدم الشاعر والروائي جلال برجس، وهو أحد مثقفي مادبا، كلمة ترحيبية بالضيوف.

أولى القراءات في الأمسية كانت للشاعر د. بكر السواعدة، الذي أزجى تحية شعرية لمادبا، ثم تغنى بالأنوثة، قبل أن يحلق في فضاء التصوف، عبر قصيدته «رسالة إلى جلال الدين الروميّ»، وفيها يقول:

«وَهْمُ المَسافةِ يَستبيحُ خُطانا/ ويُعيدُنا قَهْرًا إلى مَنْفانا/ يَجتثُّنا مِنّا ويُوقِظُ خَوفَنا/ لنُجيبَ صوتَ البُعْدِ إذْ نادانا/ ها أنّنا، نَجثو على جَمْرِ النَّوى/ ونَسدُّ دَرْبًا للِّقا قد كانا/ ماذا نَقولُ إذِ الأماني أقْفَرَتْ/ وغَدا الهَوى بعدَ الفِراقِ هَوانا؟/ يا سيّدَ العُشّاقِ، هذي حالُنا/ عبَثًا نُريقُ الوقتَ، يا مَولانا..».

القراءة التالية كانت للشاعرة جميلة الماجري من تونس، وبدأت بتحية للشعراء من خلال قصيدتها:

«نحن النخيل هنا/ بهذي الأرض يا وطني/ وماء عيونها/ والبحر/ والزيتون/ والأعناب/ ذاكرة التراب بها/ وبدء مدارها/ مفتاحها السري والأبواب».

وتتطوف تاليا في ردهات التاريخ، قبل أن تتأمل راهن الأمة العربية عبر قصيدتها:

«سلام على خيمة في اليباب/ سلام على الخيل والعيس والشعر والشعراء/ سلام على نار تلك القبائل قد أطفأتها الرياح/ سلام على سادة قد مضوا/ سلام على رمل صحرائهم/ سلام على زمن القول يا أمة ضيعت ماء وجه القصيد وباعت بلاغتها في مزاد اللغات».

وكانت القراءة التالية للشاعر شريف الشافعي، من مصر، والذي قرأ مجموعة من القصائد القصيرة والتي تحفر عميقا في الوجدان الإنساني، ومنها:

«بيتي.. هو أنكِ تسكنينني».

«ليست سحابة بيضاء/ هي ضحكة طائرة/ تبحث في الوجوه عم مدرج آمن للهبوط».

كان تمثالا طيبا/ يضحك معي في الصباح/ ويبكي معي في الليل/ وحين صرت تمثالا/ تصدع هو.. كإنسان».

لا أصدق قمرا ناقصا/ ولا قمرا لم تستحمي به».

حبيبتي/ أنا لست مثلهم/ وليست موسيقاي التي تسيل مني على الطريق/ موسيقاي هي التي تخطو إليك/ وأنا الذي أسيل منها على الطريق».

من جانبه افتتح الشاعر محمد ياسين قراءته بـ:» على حذَرٍ أعبرُ البحرَ/ أجمعُ بعضَ الكلامِ وأعجنهُ بدَمي/ ثمَّ أبني القصيدةَ سطراً.. فسطراً/ على شاطئ لا يُزارُ»، ومن ثم قرأ «على نصف حلم تطير»، و»ترتيلة على حد المحال»، فـ»قتيل الضوء»، وفيها يقول:

«لمّا أزَل مُذ كنتُ/ أستسقي الضّياءَ مُقطَّراً/ صبّيهِ في كأسِ المساءِ/ لكي تأتي القصيدةُ طائعَة/ لمّا أزَل أرتدُّ من قمرٍ إلى قمرٍ/ تُجَرِّحُني الحروفُ على مدارات الذُّهولِ/ مُضيَّعاً بينَ السُّطورِ الضّائعَة/ لمّا يزَل نجمي/ يُطِلُّ على حديقةِ ليلِها الغافي/ ويَرجِعُ مُترعاً بالطّيبِ دفّاقاً/ يمدُّ الشّعرَ لي جسراً من الأضواءِ براقاً/ فأعبرُ، والقوافي مشرعة».

وقرأت الشاعرة المغربية المقيمة في باريس آمال صالحي غير قصيدة، استحضرت خلالها رموزا أدبية واجتماعية، وكانت من ضمنها قصيدتها «في إشبيلية»، وفيها تقول:

« في إشبيلية/ أرى برق القصيدة/ يسير في السماء/ فوق الحارات القديمة../ وفي حصى (كْوَدَالْكِيفِيرْ)/ يزحف الوجع إلى جسدي/ على ما تبقّى من فتات الرحيل../ ينقر العصفور بقايا سنبلة في يدي/ ويعيدني إلى ظلّي/ خلف سياج الحرير..».

وقرأ الشاعر رامي ياسين مجموعة من القصائد التي انحاز خلالها للمهمشين والمتعبين، ومنها قصيدته « أريد الذي لا تريدون»، وفيها يقول:

«.. وأهذي باسمكِ كلّما مرّ طيفٌ من جهةِ العراق يشبهكِ!/ يا قلبُ: ألا يكفي هذا الترابُ/ وأنصافُ الأصابعَ لتكتملْ؟/ يا قلب اتسع قليلاً/ هي تفرد يديها حين تصحو فجراً/ ويكتمل اللون البري في عينيّ لحظةَ إغفاءةٍ/ واشتباكُ الأصابع حين الصحو والمطر../ يا قلبُ ارتحلْ../ ذاك درجٌ بسلمتينِ/ وجنديّا واحداً خلفَ البابِ/ لا تحذر من الأسلاك الشائكة قد عهدتها/ ولا من نسيانك/ فالذاكرة بلدْ../ آهٍ يا وجعي يشبه هذا الباب/ والمسافةُ تكبرُ بين روحي والجسد/ ويرجعُ الصّدى/لا أحدْ!..».

واختتمت الشاعرة ردينة آسيا القراءات، التي قرأت «أشواق»، و» ثغر القصيد»، و»أيا خمرا مذابا»، وفيها تقول:

«يقول الصّبّ يا سلمى اصدقيني/ أليس الحرف للوجدان بابا؟/ فقلنا: يا خليلي هيت صبراً/ فأنت الليل يهديني الشهابا/ وإني حينما أرنو لطرفٍ/ تبسّم إذ اكفكفهُ السحابا/ أتسألني فكيف البوح يحلو/ ودمع الخدّ إذ يبدو ضبابا؟/ وكيف العشق إذ ينمو جنيناً/ وبعد المهد ها يغدو شبابا؟/ فصبّ العشق في كأسٍ وزدني/ سأرشفه أيا خمراً مذابا».

وفي ختام الأمسية تم توزيع الدروع التكريمية على الشعراء.

 

 

 

 

المصدر: الدستور

 

27 سبتمبر, 2021 12:13:53 مساء
0