تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
"الشارقة الثقافية" تعاين العلاقة بين التاريخ الإسباني واللغة العربية

صدر أخيراً العدد (60) لشهر تشرين أول، من مجلة (الشارقة الثقافية) التي تصدر عن دائرة الثقافة بالشارقة، وجاء في الافتتاحية التي حملت عنوان (إسهامات الأدب العربي حضارياً)، أنّ إبداعات العرب الأدبية والفنية والعلمية، وإسهامات الأدباء في مسيرة الحضارة الإنسانية، ليست حدثاً عابراً أو أمراً هامشياً يمكن تجاوزه أو تجاهله، وإنما هي واحدة من مصادر قوتنا وحضورنا وتفوقنا وحضارتنا، إنها نتاج جهد وتعب وإبداع المئات من العباقرة والمبدعين الذين استطاعوا أن يصنعوا التاريخ بكل ثقة، ويسطروا صفحاته بأحرف من نور، ويصدروا إلى العالم ينابيع المجد والقيم، بقدرات وطاقات وإنجازات في مجال العلم والأدب والفكر والفلسفة. 

 

أما مدير التحرير نواف يونس؛ فتوقف في مقالته (حكايات عربية.. أشياء لا تباع ولا تشترى)  عند القيم العربية الأصيلة مستشهداً بحكايات تراثية عدة تجسد فضائل هذه القيم ومآثرها، موضحاً أننا وسط المتغيرات والتحولات التي تجتاح عالمنا المعاصر، بدأ البعض منا يتخلى تدريجياً عن القليل أو الكثير من منظومة القيم، التي كانت تتسم بها الشخصية العربية بخصوصية هويتها ووجودها الإنساني، ومن هذه القيم العربية الإسلامية الأصيلة والعديدة: الكرم والأنجاد والشجاعة والفروسية والأمانة و بلاغة اللغة وعبقرية الشعر، وغيرها من القيم التي زينت مسيرة إنسانية حضارية، أتاحت لنا شرف الوجود في حضرتها، وأن نفتخر بها ردحاً من الزمن ومازلنا.

 

وفي العدد، يواصل يقظان مصطفى الاحتفاء بإسهامات العلماء العرب،   وسلط وليد رمضان الضوء على انتشار اللغة العربية في شبه الجزيرة الإيبيرية مع فتح الأندلس، وبيّنت نوال يتيم اهتمام علماء الغرب بدراسة علوم العرب، وجالت سليمى حمدان في مدينة دير القمر اللبنانية التي تشتهر بغزارة وعذوبة مياهها، وروى عمر شريقي حكاية مدينة معلولا السورية التي حافظت عبر التاريخ على ملامحها وأسرارها ولغتها الآرامية.

 

أمّا في باب (أدب وأدباء)؛ فتابع خليل الجيزاوي فعاليات الدورة السادسة من (ملتقى الشارقة للتكريم الثقافي)، الذي احتفى بأربعة أدباء مصريين في القاهرة، وقدم علي البشلي إضاءة على مسيرة الأخطل الصغير الذي أولى النغم الموسيقي جل اهتمامه الشعري، وتناولت فاطمة سمير الأديب علي الدوعاجي رائد الأدب القصصي التونسي، وحلق حاتم عبدالهادي في آفاق الخيال العلمي وعلاقة العلم بالأدب والمستقبل، فيما حاور ممدوح عبدالستار الروائي محمد الأصفر، وكتبت عبير محمد عن الشاعر عمر أبوريشة، بينما التقت د. أميمة أحمد البروفيسور صالح بلعيد، وحاور وفيق صفوت مختار الأديبة سكينة فؤاد، وتناول د. رضا عطية مشروع جبور الدويهي، وقرأ د. يحيى عمارة  سيرة الشاعر المغربي محمد الطوبي، وتناولت د. بهيجة إدلبي الشاعر محمود حسن إسماعيل،  والتقت ساجدة الموسوي الشاعرة رشيدة محمدي، وكتب عبده وازن عن جائزة (نوبل للآداب) التي تحتفي بالذكرى (120) لتأسيسها، و سلط خلف محمود أبوزيد الضوء على المستعرب نوبوأكي نوتوهارا، وتناول حواس محمود الشاعر المصري علي محمود طه الذي جمع بين الأدب والهندسة، وكتب أحمد الماجد عن الكاتبة أليسا جانيفا التي تتربع على قائمة أكثر الكتب مبيعاً في روسيا، فيما تطرق عزت عمر إلى الرواية الخالدة ( دون كيشوت) التي نهضت على المفارقة، وأجرى عبدالعليم حريص استطلاعاً بمرور خمسة أعوام وستين عدداً على انطلاقة مجلة الشارقة الثقافية حاضنة الإبداع ونافذة الثقافة العربية.

 

وفي باب (فن. وتر. ريشة) نقرأ الموضوعات الآتية: ليلى طه.. أعطت العمارة المحلية طابعها العربي– بقلم أديب مخزوم، فيلم (الفارس الأخضر) أسطورة ملحمية لقصيدة عن الفروسية– بقلم أسامة عسل، بيرم التونسي شاعر الشعب– بقلم عمر إبراهيم محمد.

 

من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات الثابتة لعدد من المبدعين والمفكرين العرب

 

وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: (الشجرة).. رحلة بحث عن المعنى– بقلم سعاد سعيد نوح، دراسة تفصيلية مشوقة لتاريخ الأواني الحجرية في مصر– بقلم ناديا عمر، دراسة في (أدب الصورة القلمية)– بقلم أبرار الآغا، إيجابية الاختلاف في (الضفيرة والألوان)– بقلم مصطفى غنايم، النقد والنقاد المعاصرون– بقلم نجلاء مأمون، المنحى الفلسفي وتموجات التخاطب مع الآخر في (ليس لي سواي وأنت) لـ (فوزي صالح)– بقلم انتصار عباس.

 

وأفرد العدد مساحة للقصص القصيرة والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: ريم خيري شلبي (امرأة غير عادية) قصة قصيرة- (جدل الواقع والطموح في امرأة غير عادية)  نقد / بقلم عدنان كزارة– أحمد مصطفى حسين (قصص قصيرة جداً) قصة قصيرة– هشام أزكيض (يميناً.. على الهامش) قصة قصيرة- أميرة الوصيف (المرأة حاملة الأحزان) قصة مترجمة- إضافة إلى (أدبيات) من إعداد فواز الشعار تضمنت جماليات اللغة وقصائد مغناة وواحة الشعر وينابيع اللغة.

 

 

 

المصدر: الدستور

28 سبتمبر, 2021 10:41:39 صباحا
0