تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
حسن عليان يعاين «العقل العربي في الروايات العربية الفائزة بجائزة البوكر العربية»

صدر حديثا، عن دار أزمنة للنشر والتوزيع، وبدعم من وزارة الثقافة، كتاب «العقل العربي في الروايات العربية الفائزة بجائزة البوكر العربية».


وفي تقديمه للكتاب يقول د. عليان: «إن العقل مركزي في حياتنا، فعمل العقل الواعي واللاواعي والحرّ وغير الحرّ المرتبط بحرية التفكير في ماهية هذا الفكر، وفي قضاياه، وفي جميع أشكال وأنماط حياتنا المتعلقة بالإدراك والفعل والفكر والشعور والتأمل والذاكرة الحيوية والجوهرية، السياسية، أو الحزبية، أو الدينية، أو الفلسفية. وتتجسد الوسيلة، أو الأداة الوحيدة للتعبير عن ماهية العقل وبناه الفكرية وفلسفاته باللغة، فبدون اللغة لا مجال للتعبير عن بنى الفكر أو التفكير، أو عن فلسفة العقل وطبيعته ومركزيته.


إننا بحاجة إلى الإنتاج العلمي والعقل السياسي والاقتصادي والمعرفي والعلمي، وبحاجة إلى عقل جديد لعالم جديد لنغير طريقة تفكيرنا حتى نحمي واقعنا ومستقبلنا، ونبني أمة قادرة على الإنتاج؛ فالبشر اليوم يختلفون عن البشر في العالم القديم ولذا لا بدّ من الأخذ بآليات التعامل مع الكائن الإنساني الحي بما يتفق وآليات تقنياته لنتجاوز الحاضر العقلي وحاجز المستقبل بوعي عقلي بناء، بما يخدم الواقع الآني والمستقبلي على قاعدة أن يتوافر في عقلية المستقبل القدرة على التكيف مع المستقبل ببنى فكرية وفلسفية تعمل لأجل بناء بنية العقل العربي وأنماط سلوكه وأفعاله».


وأضاف المؤلف: «وفي ظل هذه الرؤية تناول الكتاب إشكالية التفكير في التفكير، فقد وضع المفكرون والباحثون العرب ثلاثة قضايا أو أوجه لبناء واقعنا ومجتمعاتنا لنمنح أنفسنا قواعد ومعطيات نتحرك بها وفي إطارها ومسارها لبناء بنى فكرنا؛ الدينية والثقافية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولذا علينا أن نمعن في التفكير في حقول العلم والمعرفة والتخلص مما لا يفيد واقعنا وبنانا الفكرية، على تعددية أوجهها وحقولها ومجالاتها وآفاقها وحاضرنا ومستقبلنا».


وأكد المؤلف أن العقل مركزي في حياتنا ومستقبلنا، ولذا على الفلاسفة العرب والمفكرين والمثقفين أن يولوا قضايا فكر الأمة جلّ اهتمامهم، وأن يميزوا بين العقل الفاعل والعقل السائد على الرغم من العلاقة السائدة بينهما، وعلينا أن نعي بقوة ضرورة ما ذهب إليه إدوارد سعيد من رؤية لماهية العقل العربي في بعض أعمال كتاب الغرب الروائية، وبخاصة ما سجله برؤيته لرؤية كونراد في حكاياته الممثلة للحركة الإمبريالية، وما ذهب إليه الكتاب العرب الفائزون بجائزة البوكر العربية، وغيرهم من رؤية لماهية عقل الإنسان العربي وقضاياه الاجتماعية وغيرها من قضايا على درجة عالية من الأهمية. إن التاريخ والطبيعة زوجان لا ينفصلان، وفق رؤية روجيه جارودي. ولم يخرج «كانت» في تشييده مذهباً عقلياً على أساس نقدي سليم عن هذا الإطار، وذلك بالانتقال من خطوة التجربة إلى الميتافيزيقيا التقليدية. فقد جمع بين عالم الطبيعة وبين عالم العقل، على قاعدة أن كلّ معرفة عقلية، إما أن تكون ماديّة، تتناول بالبحث موضوعاً ما، أو صورية، وتتناول صور فهم العقل وقواعده متعددة الأوجه والاتجاهات.

 


وخلص المؤلف إلى أن كتاب الرواية العربية الفائزين بجائزة البوكر العربية لم يخرجوا «عن ماهية العقل العربي بين الوعي الثقافي وصراع المصالح وقضايا الأمة، على تعددية ماهياتها وموضوعاتها وأوجهها المتباينة من صراع القبائل والسلطة، والبحث عن الذات في إطار العلاقة بين العرب والغرب وبنى العلاقة بينهما في القرنين الماضيين».

 

 

 

المصدر: الدستور

04 أكتوبر, 2021 02:38:14 مساء
0