قدمت هيئة الأدب والنشر والترجمة " الثقافة الرقمية " كأحد أهم المسارات المحورية التي انعكست على الجانب الثقافي عالمياً ، وفي النسخة الأخيرة بمعرض الرياض الدولي للكتاب 2021 أعطت الهيئة مساحة واسعة لـ"الثقافة الرقمية" في أول دورة تُشرف عليها ؛ لمواكبة التوجه العام للدولة في تسريع عملية التحولات الرقمية، وتعميق عناصر استقطاب وجذب الشباب والشابات من السعوديين نحو حقول الثقافة بما يتماهى مع تصوراتهم المعرفية.

وتتضمن خارطة "الثقافة الرقمية" التي حرصت الهيئة على إدراجها في معرض الرياض الدولي للكتاب نسقاً مختلفاً في دورته الجديدة، من خلال التوسع في التطبيقات والأدوات الرقمية التي تهدف إلى تغيير الصورة الذهنية للمتلقين عن النمط الثقافي التقليدي، والخروج من دائرة عمليات بيع وشراء الكتب.

ونقل معرض الرياض الدولي للكتاب الإشكال القديم الحديث، أيهما أكثر تأثيراً في المجتمعات الشبابية؟ الكتاب الورقي أم الكتاب الرقمي، إلى تمكين «الثقافة الرقمية» لتكون ضمن أولويات المؤسسات الثقافية وصناع النشر، خاصة أن السوق الثقافي ما زال متعطشاً لكل جديد ومتميز.
والأرضية التي عمل عليها منظمو المعرض هي الإسهام غير المباشر في خلق مساحة حوار بين رواد الإنتاج الأدبي التقليدي والرقمي، لفهم تجارب "الكتاب الرقمي" و"الكتاب الصوتي" و"البودكاست"، وانعكاسها ووصولها إلى الأوساط الشبابية.

ومن الملامح المباشرة على "رقمنة الثقافة" وجود إذاعة "ثمانية"، التي تحولت من مشروع قناة على اليوتيوب لتكون اليوم إحدى منصّات البودكاست الريادية على مستوى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما دفع المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG» إلى الاستحواذ عليها بنسبة 51%.

المراقبون للمشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية يؤكدون أن وزارة الثقافة نجحت من خلال معرض الرياض الدولي للكتاب في ترويج وتمكين المحتوى الثقافي الرقمي، وإتاحة خياراته أمام جميع الشرائح العمرية في المعرض، كونها خياراً مهماً لنشر المعرفة، والوعي الثقافي الجديد بين الشباب.

المصدر: وكالة الأنباء السعودية