تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
الهوية الثقافية في قطر رافد حضاري وثراء للفكر الإنساني

تحت شعار (ثقافتنا نور) تتواصل فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2021، والتي انطلقت من قلب متحف الفن الإسلامي، وتستمر على مدار العام بإشراف وزارة الثقافة والرياضة، وبالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة إيسيسكو، واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، والشركاء الاستراتيجيين وهم، وزارة التعليم والتعليم العالي، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومتاحف قطر، والمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، ومؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، والعديد من الجهات المشاركة بالدولة وبرعاية من صندوق دعم الأنشطة الاجتماعية والرياضية، وقطر الخيرية (كراعييْن ذهبييْن).


وتتميز فعاليات هذه الدورة بالتنوع والثراء حيث يتضمن برنامج الاستضافة أكثر من 70 فعالية متنوعة على مدار العام الجاري، لتعكس التصورات الكبرى للاستضافة وللدولة بصفة عامة، وتحمل في طياتها الكثير من التحديات في ظل ظروف صحية راهنة لم تمنع الدوحة، صاحبة التاريخ العريق في رفع شعار التحديات داخليًا وخارجيًا، من مواصلة العمل وإنجاز الوعد، والترويج للقيم الإسلامية الخالدة القائمة على العلم والكرامة الإنسانية، وتعزيز الموروث الثقافي الإسلامي.
وقد أكد سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة في انطلاقة الفعاليات على أهمية الثقافة وما تتميّز بهِ الأمَم منْ تصوراتٍ للحياةِ، فتحدد علاقة المجْتمعَاتِ بالوُجودِ وبِبعضِهَا بعضا، وتكون حَاجَة هذِهِ المجْتمَعاتِ إلَى الثَّقافة ِكَمثلِ حَاجَتهَا إلى مكونات هويتها، إذ الثقافة معين خصب لتشكيلِ هوية المجتمعِ، وهي في الآنِ نفسه تحقق تمايزه وترسم دَوره في الحَضارَة الإنسَانية بمَا يَزخَر بهِ منْ تقدِيرٍ للعلمِ وحِرصٍ عَلَى الإبداعِ والابتكارِ وإيمانٍ بالتفَاعلِ معَ الآخرِ، فتَكونَ الثقافة صَمَّامَ أمَانٍ للمجْتمعِ ورافدا من روافدِ الإسهامِ الحَضاري بفضْلِ مَا تَسعى إليْهِ جميع المشاربِ الثقافيّةِ منْ تعزيزٍ للكَرامَةِ الإنْسَانيّةِ

ونوه بالدور الحضاري لتاريخ ثقافتنا في العَالم الإسلامي، والذِي سَاهمَت فيهِ أجيال منَ العلَماء والمفكرينَ والأدباء والفنانينَ، حيث انتقلت كثيٌر منَ المؤلفات العلميةِ في مخْتلفِ العُلومِ والفُنون والآدَابِ إلى أُوروبا وترجِمتْ إلى اللغاتِ اللاتينية، حتى أَضحت مراجع أساسية في جامعاتها وَمَصْدرا لإثراء الفِكر الأوروبي وَالإنْسَاني عموما، إذْ لمْ تَخرج الحضارة الإسلامية منذ نشوئها وتكونها عَن التفاعل مع الحضارات الأخرى، أَخذا وعطاءً وتأثرا وتأثيرا.
وأشار سعادته إلى التنوع الثقافي والعلاقة مع الآخر والاستفادة من ثقافات الأمم الأخرَى، حَتَى أصبَحَ التَنوع ميزة لثقافَتِنَا وَقيمةً جَدِيرَة بالعِنَايةِ والتطوير، وملهماً لتجديد طاقَاتِنَا في جميعِ مجالات الثَّقافةِ واستئناف الإسهام الحضاري وتكون الدوحةُ لهذَا العَامِ، فَضاء ثقافيًّا زاخرًا بإمكاناتِ الفِعلِ الثَّقافي، وَمرآة للتنوعِ والحِوَارِ مَعَ الآخر، وَشَاهدا عَلَى ثَراء الثَّقافَةِ المحَليّة، ودور قطر في تعزيز الثَقافةِ في العَالمِ الإسلامِي، حتى تنعم الأجيال القَادمةُ بمزيدٍ منَ الكَرَامةِ الإنْسَانية، ومزيدٍ من اتِّساعِ سبُلِ الإبدَاعِ، ومزيدٍ منَ التعارفِ، لتَكونَ الثَّقافة أفُقًا للحِوارِ والعمَلِ المُشْترك في سبيلِ (إعمارِ العُقُول)، وبناء وعيٍ جديدٍ بمستقبلِ الإنسانيّةِ.


من جانبه ثمن الدكتور سالم بن محمد المالك -المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) جهود دولة قطر ممثلة بوزارة الثقافة والرياضة على هذا الاختيارِ الذي يجسد اعْتِرَافًا للدَوْحَةِ بما لها مِنْ عَراقة وتاريخ، آملًا من الله أن يتوّجَ هذا الاحتفاءَ بالفرادة والتَّمَيُّز ضمن برنامج عواصم الثقافة، دالا على الجهود الكبيرة التي قامت بها الحكومة القطرية من الإعداد وإقامة التجهيزات الثقافية وإطلاقِ طاقات الإبداع الثقافي لدى الشباب والمبدعين.. معرباً عن إعجابه بتنوع فعاليات برنامج الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2021، والذي يتضمن على مدار عام كامل فعاليات تضم جميع الفئات التعليمية المدرسية، والترويجية، والورش الفنية، والرحلات الثقافية والفنية، والندوات عبر الإنترنت، والمسابقات الفنية التي تهدف إلى التعريف والاحتفاء بالإرث الإسلامي.

 

 

المصدر: الشرق 

09 أكتوبر, 2021 03:43:19 مساء
0