تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
منتدى «يطا» الثقافي يستضيف مجموعة من الشعراء

نظم منتدى «يطا» الثقافي بالتعاون جمعية «يطا» الخيرية نهاية الأسبوع الماضي أمسية شعرية للشعراء: حسن البوريني، عمر أبو الهيجاء، ناصر النجار، عائشة الحطاب، وأحمد الدقس، وأدار مفرداتها وشارك فيها الأديب جروان المعاني وسط حضور من المثقفين والمهتمين.

القراء الأولى استهلها الشاعر حسن البوريني وقرأ غير قصيدة عاينت الواقع الذي نعيش مستذكرا ذكرى المولد النبوي الشريف، ونختار مما قرأ: «فَتشتُ عَن عينيكِ في أعـماقي/ كيفَ اختَفَتْ يا حلوةَ الأحـداقِ/ بَل كيفَ شاغلتي الفؤادَ بِنظـرةٍ/ ونسجتِ مِن خيطِ النّوى أطــواقي/ أبقيِتِ حبري باهتاً مِن لونـِهِ/ وقَتلتِ مِن فجرِ الأسـى ورّاقي/ أنا ما قَصدتُكِ طالباً أن تشفعي/ فأنت أولى الخَلقِ في إحـراقي/ لكن ليلَ العاشـقين قَد أنقضى/ وتَغيّبوا عن قهوتـي طُرّاقي/ فعلامَ موجُك لا يَرِقُّ لساحلي/ وإيـلامَ يطلبُ جـاهِـداً إغراقي/ لو كنتِ آنستِ الغِـيابَ فغرّبي/ من غيرِ هذا الموتِ والإزهَاقِ».

من جهته قرأ الشاعر عمر أبو الهيجاء أكثر من قصيدة أمعنت بالجرح الفلسطيني والفقد والشتات: «هذا دمٌ كنعاني/ يهرب من ظلي حين أنامْ/ وحين أُراهن أن منامي يوصلني للوطن الغالي/ هذا دم يعتسل على شفتي/ ويقارع سيفا لا يوصله إلى تابوت الأرضْ/ هذا دمٌ لا يهدأ فيه الموالْ/ وفيه صباح النبضْ/ هذا دم كنعاني/ يحلم بقطوف العنب الداني/ من صيّحات الخيّالْ».

من جهته قرأ الشاعر أكثر من قصيدة استذكر والدته بلغة موحية ومعبرة عن حالات الفقد والحنين. يقول في قصيدة له «أتذكرينَ/ حين حملنا الموسيقى في ضجيج الليل/ حين زحام الآخرين كان كامل النقصان/ حين توضأ الماء لصلاة الفجر/ وأغرينا النهر بالرقص/ حين أبصرنا الأقمار،البيوت، الحدائق المرايا/ الضوء المنبسط فوق الأباريق/ و صخب البحر/ أتذكرينَ/ مازالت أعواد القمح توزع الخواتم/ والريح تمسح جسد المقاعد بالمناديل/ ما زالت أجنحةُ الصخور تكتم صيحتها/ والأسماك تقفز فوق المياه القمحيةِ».

الشاعرة عائشة الحطاب قرأت أكثر من قصيدة بثت فيها شؤون وشجون المرأة وطقوس العشق. من قصيدة لها نختار : «رَحلْتُ رَحلْتُ لم أَنظرْ ورَائي/ فَلا أَرضي عُيُونُكَ أو سَمائي/ رَحلْتُ إليَّ كي أَلقَى أميراً/ يُفتِّشُ في المدينَةِ عَن حِذائي/ ولم أحفل بما قد قيلَ عني/ ولــن أبكي فما يُغني بكائي/ فأكبرُ من حنينكَ كسرُ قلبي/ وأكبرُ من حنيني كــبريائي/ فَلا تَعْتَبْ عليَّ الآنَ إِنّي/ إلى حَاءِ الحَبيبِ أَضَفْتُ بَائي».

أما الشاعر أحمد الدقس قرأ قصائد استذكر فيها المولد النبوي الشرف، وقصائد في العشق. من قصيدة له يقول فيها: «لعلَّ القصيدةَ بعدكِ تكفي/ سَأُمسِكُ قلبي وأُرسِلُ حرفي/ لدينا الغليلُ الجديرُ فهيّا/ نُداوي الغليلَ ببعضِ التَّشفِّي/ سأبدو شهياً أميطي لِثامي/ فلا شوقَ إلا سخيف التَّخفِّي/ فليسَ غُرورُكِ أو كبريائي/ سَيُرغَمُ أنفُكِ من بعدِ أنفي/ فكيفَ الدقيقةُ تصبِحُ أغلى/ لنرمي السنينَ على أيِّ رفِّ/ وكيف سَنشكُرُ فينا جنوناً/ يقول لِظرْفِكِ تَبْاً وظرفي».

وكان قد قرأ الأديب المعاني مجموعة من النصوص التي لا تخلو من القصّ والبناء عاين فيها الشأن العربي والوجع الإنساني. ومما قرأ: «من أزاح الستار عن الرياء/ من قطع الأشجار/ سرق أوراقهَا ليخفي سوءة الحياة/ من اتهم الآيات زورا/ من اعتلى المنابر مبشرا/ بالقيامة/ بدل الفصول كأنه إله/ قال الثائر المتخفي بعمامة القديس/ اجبني/ أخبرك من أزاح الستر عن الرياء/ قالت مسافرة في الباص/ الزمن يمضي/ لا ادري إلى أين؟هو وطنٌ لنساء كثيرات».

 

 

 

المصدر: الدستور 

24 أكتوبر, 2021 11:45:33 صباحا
0