تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
د.إبراهيم خليل «لغويات» كتاب جديد

عن دار الخليج للنشر والتوزيع بعمان صدر كتاب جديد للناقد الأدبي د. إبراهيم خليل أستاذ اللغة والأدب في الأردنية بعنوان «لغويات». يقع الكتاب في 176 ص من القطع الوسط تتضمن ثلاثة عشر بحثا ومقالا كلها في اللغة واللغويات. فقد تناول المؤلف علاقة الصوت بالمعنى عند رومان ياكوبسون ، والتفكير الدلالي في الدرس اللساني لدى عدد من اللغوين المعاصرين، كإبراهيم أنيس وعبد الرحمن أيوب وتمام حسان. وفي مقالة إضافية تناول مدرسة جنيف اللسانية، وتأثيرها في المدارس الأخرى، كحلقة براغ ومدرسة كوبنهاجن. ووتوقف في مقال عن الاتجاهات الأساسية في اللسانيات مشيرا لعلاقتها بالعلوم الأخرى كالأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع وعلم النفس. وفي موضوع ذي صلة توقف المؤلف إزاء البنيوية بصفتها الحاضنة المبكرة لتيارات لسانية أخرى مما أسفر عن تراجع البنيوية وظهور التفكيكية والبراغماتية والسيميائية على أنقاضها، وذلك مما يتطلب الحديث عن ما بعد البنيوية.

 

وفي الكتاب مقالات تقف بالقارئ إزاء بعض المحاولات لإعادة النظر في علم اللسان العربي، ولا سيما محاولات تجديد النظر النحوي، واستبدال النحو الوصفي المستحدث بالنحو المعياري التقليدي الذي هيمن على الدراسات النحوية عند النحاة في القديم، مشيرا لمحاولات إبراهيم مصطفى، ومهدي المخزومي، وإبراهيم السامرائي، وعبده الراجحي، وأحمد عبد الستار، وعبد القادر الفاسي الفهري، وويوسف صيداوي، و أحمد مختار عمر، وكمال بشر، وطه عبد الرحمن، وأحمد المتوكل، متوقفا عند دراسة لجنان التميمي عن النحو العربي في ضوء اللسانيات الحديثة.

 

علاوة على هذا يتضمن الكتاب مقالا مطولا عن التداولية، وعن آراء جون أوستن وسيلير ونظرية أفعال الكلام المنجزة، والمنطوقات الأدائية، والأفعال الغرضية، وعلاقة الملفوظات الكلامية بالمتلقي، وبالموقف المحيط بعمليات التواصل الكلامي. ومقال آخر عن مفهوم الخطاب بين فوكو والنقد اللساني، مبينا الاختلافات الجمة في تحديد مفهوم الخطاب، والفرق بين الخطاب بصفة عامة والخطاب الأدبي شعرا أو نثرا، بصفته خطابا مزدوجا يقوم على التبليغ، وتمرير خطاب آخر هو الذي يحاول التفلت من قيود السلطة، ورقابتها التي تستهدف الاستبعاد والمحو، مبتعدا عن المباشرة والتقرير ليحافظ على أدبيته فلا يسقط في التسطيح.

 

وقد جاء في مقدمة الكتاب قول المؤلف: هذه المقالات يلقي بعضها الضوء على تباين المواقف إزاء التفريق بين اللغة والكلام، أو بين الدال والمدلول، أو بين التوليدي والتحويلي، وهل للتركيب النحوي في معزل عن المعجمي تأثيره في المعنى أم أنه ناتج عن الاثنين، وعن تضافر التركيب، ومعطيات المعجم، فضلا عن السياق. أو توضيح المفهوم الشائع للخطاب والمقارنة بين هذا المفهوم لدى الفلسفة – ميشيل فوكو- والنقد اللساني، وهذا كله مما يجيب عن تساؤلات تساور ذوي العقول النيرة من المهتمين بالعربية، وبعلم اللغة الحديث. لذا نأمل أن يجد القراء في هذا الكتاب بعض الإجابات عن أسئلة لطالما جرى عنها الحديث، واحتد فيها الجدال واللغط.

 

 

 

المصدر: الدستور

 

 

25 أكتوبر, 2021 12:39:23 مساء
0