تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
هنا السجيني أعمال معرض 1985 تهدف إلى التحرر من ثقل الذكريات

العديد من الأعمال المركبة والصور المرسومة، والتى تقوم بالتركيز على مزيج فنى بين معانى البساطة فى ألعاب الأطفال، وكيفية تطويع ذلك لحل المشكلات من منظور الكبار، هى تيمة معرض الفنانة التشكيلية هنا السجينى الجديد الذى يأتى تحت عنوان «1985»، المقام فى جاليرى الزمالك للفن، ومن المقرر أن يستمر حتى 29 نوفمبر الجارى. وقالت هنا السجينى إن معرضها الجديد يعتمد بشكل أساسى على تكوينات فنية ملونة، ترمز إلى ألعاب الأطفال بأحجام ومقاسات مختلفة، وكيفية تطويعها للتعامل مع ذكرياتنا القاسية، وتجاوز الأزمات فى حياتنا، استقاء من طريقة تعامل الأطفال بسلاسة فطرية مع مشكلاتهم.

 

وأضافت الفنانة التشكيلية: سيكون هناك حالة من الاختلاف المقصودة، فى طرق وآليات العرض، والمتمثلة فى إشراك المشاهد والمتفرج فى العملية الفنية، من خلال إمكانية تحريكه للقطع الموجودة، وهو ما قصدت أن أذهب به للمعرض إلى منطقة غير تقليدية، تعتمد على التعامل البدنى للشخص المتفرج المتفاعل مع العمل الفنى.


وذكرت السجينى، أنه هناك غرفة تحتوى على جميع المجسمات ولكن فى أحجام أصغر يمكن للوافدين الحصول عليها، ككراسات للرسم بألوان معينة، وتجسيد لما رأوه ولكن فى مقاسات مختلفة، وأن الحالة العامة فى المعرض تستهدف التعامل مع الذكريات الصعبة، بشكل أخف ويحمل روحا للمرح.


«معارضى الفنية الثلاثة، وإن لم يكونوا متصلين بشكل مباشر، إلا أن سمة ما يجمع بينهم فلسفيا»، هكذا عبرت السجينى عن العلاقة بين معرضها الأول والثانى، وبين المعطيات الموجودة فى معرضها الثالث حاليا؛ حيث أكدت أن فقدان والدها فى توقيت صعب بالنسبة إليها، دفعها إلى التعرف على ملامح العالم من حولها فى معرضها الأول فى هيئة إعادة اكتشاف الأمور من خلال صور فوتوغرافية تحمل دلالات معينة.


وأكملت: ثانى المعارض يتعلق بمعنى التعرف على الأماكن بعد فقدان أهلها، والتغيرات التى تطرأ عليها والإحساس بمكونات فنية معينة تظهر حالة الفقدان للأشخاص الرحلين، وصولا إلى المعرض الحالى، الذى أحاول فيه التجاوز ومساعدة الأشخاص على تحويل أحزانهم إلى نقاط انطلاق جديدة، عبر مكونات فنية وعناصر تبعث على غرس السعادة.


وبخصوص المعالجة الفنية لتيمات كالموت، وذكريات الأسى، أوضحت أن التعامل فنيا مع الموت تحديدا يكون حساس للغاية، حتى إن المعرض الحالى يشتمل على فكرة ملخصها الثناء على شجاعة الأشخاص الذين قاموا بنشر صور أحبائهم ومن افتقدوها عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وأرادوا بلورة ذكرى من رحلوا عن عالمهم، وهؤلاء سيروا صورا ولوحات تمزج بين الصور ومشاعرهم المتدفقة فى هيئة لعبة يمكن تحويلها إلى عمل فنى.


الفنانة التشكيلية هنا السجينى، أكدت أنها حصلت على الإذن المسبق من أصحاب الحالات التى سيتم عرض أحبائهم وذويهم الراحلين عنهم، ومن سيتم من خلالهم تعريفنا على فلسفة المعرض الجديد، والذى أشارت إلى أنه حتى فى ظل استخدامه للعديد من ألوان الفلوماستر، واعتماده على مسألة تناول الأطفال للحياة عبر ألعابهم البسطية، إلا أن المضمون والمعنى الكامن وراءه فى منتهى الجدية.


واختتمت بإيضاح أن معارضها السابقة قد زارها الأطفال واستوعبوا ما أرادت الذهاب إليه، وأنه تتوقع الأمر ذاته فى المعرض الحالى، وأنها فى النهاية تريد العودة لمنظور الطفولة للتحرر من ثقل الذكرى بالنسبة للكبار.


جدير بالذكر أن آخر المعارض الفنية لهنا السجينى كانت «42 بهجت على»، وقدمت من خلاله أبعادا جديدة فى آليات العروض التشكيلية؛ حيث تنتمى أعمالها إلى مجال التجهيز فى الفراغ.


هنا السجينى فنانة تشكيلية مصرية، بدأت مجال العمل الفنى التشكيلى منذ عام 2014، وسافرت إلى برشلونة لتتعلم الفن المعاصر ثم عادت إلى مصر لتنشئ مدرسة لتعليم أساسيات وروح الفن للصغار، وقد حازت على جائزة اليشا كيز فى يوليو عام 2018.

 

 

المصدر: الشروق

13 نوفمبر, 2021 01:14:36 مساء
0