تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
جوخة الحارثي الروائية العُمانية تفوز بجائزة الأدب العربي الفرنسية

فازت الروائية العُمانية جوخة الحارثي بالنسخة الـ9 من جائزة الأدب العربي التي يمنحها "معهد العالم العربي في باريس" ومؤسسة "جان لوك لاغاردير"، وذلك عن الترجمة الفرنسية لروايتها "سيدات القمر" (Les Corps Célestes) الصادرة عن دار "ستيفان مارسان". 

وبحسب بيان وزّعه المعهد، ستتسلّم الكاتبة جائزتها السبت، في مركز المعهد بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث سيكون لها مشاركة ضمن البرنامج الحواري الثقافي الدوري "ساعة مع..".

وقالت الحارثي: "يُسعدني أن تُسهم روايتي في التعريف بالأدب العربي وخاصة العُماني (الذي لا يُقدم عادة في صدارة الأدب العربي) باللغة الفرنسية".

وأضافت: "آمل أن يشجع ذلك القراء، سواء كانوا على دراية بالكتاب العُمانيين والعرب أم لا، على الغوص في عالم الأدب العربي الآسر والفاتن". 

إشادة بترجمة خالد عثمان 

لجنة التحكيم بقيادة مدير "لاغاردير" بيار لوروا والتي تضم أيضاً شخصيات معروفة من عالم الفنون والثقافة ومتخصصين من العالم العربي، أشادت بـرواية "سيدات القمر" على اعتبارها "آسرة وشاعرية تسمح باكتشاف مجتمع عُماني في تغير كامل، كما تلقي الضوء على الظروف المعيشية والتغيرات السوسيولوجية وتغيّرات القيم وتطلعات شعبها".

واعتبرت اللجنة بحسب البيان الذي تلقت "الشرق" نسخة منه أنه "على الرغم من أن هذا الكتاب يتمحور ويركز على الواقع العُماني، إلا أنه يتحدث عن البشرية جمعاء ويخاطب الكون". 

كما أشادت اللجنة بالجودة الأدبية لترجمة خالد عثمان والذي "تمكن ببراعة من نقل روح العمل".

الكاتبة العمانية جوخة الحارثي - Twitter

صدى صوت الكتّاب

رئيس معهد العالم العربي في باريس ووزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ، لفت إلى "الطابع الفريد لجائزة الأدب العربي ودورها الأساسي، على اعتبارها صدى لصوت الكتاب الذين يشهدون على الحيوية غير العادية للأدب العربي المعاصر". 

ويذكر أن جوخة الحارثي المولودة عام 1978 هي أول عُمانية تُترجم روايتها إلى الإنكليزية، وأول كاتبة عربية تفوز بجائزة "مان بوكر العالمية" في العام 2019، حيث احتفت بها صفحات المجلات الثقافية والصحف الأجنبية على اختلاف مشاربها.

وتشغل الحارثي منصب بروفيسورة في قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس بالعاصمة العمانية مسقط، وهي حاصلة على دكتوراه في الأدب العربي الكلاسيكي من جامعة أدنبرة البريطانية. 

"سيدات القمر"

أما العمل الفائز "سيدات القمر"، يُعد ثاني رواية تكتبها امرأة في عُمان، وقد صدرت بالعربية عام 2010 بعد رواية "منامات" في 2004، إضافة إلى 3 مجموعات قصصية وكتاب واحد للأطفال. كما أصدرت الحارثي بعدها رواية "نارنجة" عام 2016.

وترتكز "سيدات القمر" التي تُرجمت أيضاً في 2018 إلى الإنجليزية، على بنية معقّدة وتتناول حياة بشر من قرية "العوافي" في سلطة عُمان خلال ثمانينات القرن التاسع عشر في فترة شهدت عمان تحولات هائلة بعد اكتشاف النفط.

ويواجه أهل القرية أسئلة وجودية واجتماعية وفلسفية حول التغيرات في القيم، وسؤال الحب والعبودية والتغيرات الاجتماعية.

ويأتي فوز الحارثي في هذه الجائزة، بعد الكاتب السوداني عبد العزيز بركة ساكن، الذي فاز العام الماضي عن رواية "دجانغو" التي ترجمها إلى العربية رئيس جامعة بروكسيل كزافييه لوفان.

غلاف رواية "سيدات القمر" للكاتبة العمانية جوخة الحارثي - "الشرق"

7 روايات الى النهائيات

7 روايات كانت قد وصلت إلى التصفيات النهائية لجائزة الأدبي العربي في فرنسا، وهي إضافة إلى رواية جوخة الحارثي، "الحالة الحرجة للمدعو ك" للسعودي عزيز محمد وترجمها عن العربية سيمون كوتاي، و"السيّد نون" للبنانية نجوى بركات وترجمها عن العربية فيليب فيغرو، و"Dernière Oasis " (الواحة الأخيرة) الصادرة بالفرنسية عن دار آكت سود للبناني شريف مجدلاني، و"Le Silence des horizons" (صمت الآفاق) الصادرة بالفرنسية عن دار "إليزاد" للكاتب الموريتاني الفرنكوفوني بيروك، و"La Théorie des aubergines " (نظرية الباذنجان) الصادرة عن دار "ألبان ميشال" للمغربية الفرنكوفونية ليلى باحساين، و"يوم رائع للموت" للجزائري سمير قسيمي وترجمها إلى العربية لطفي نيا، و"تفصيل ثانوي" للفلسطينية عدنية شبلي وترجمها عن العربية ستيفاني دوجول.

وتُمنح جائزة الأدب العربي المرموقة التي أطلقها معهد العالم العربي في باريس بالتعاون مع مؤسسة "جان لوك- لاغاردير" عام 2013، للأعمال التي ينتجها أدباء ينتمون إلى إحدى الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، سواء كُتبت باللغة الفرنسية أو كانت مترجمة إليها، وهي الجائزة الفرنسية الوحيدة التي تحتفي بالأدب العربي وقيمتها 10 آلاف يورو.

 

 

 

المصدر: الشرق  للأخبار

28 نوفمبر, 2021 02:17:04 مساء
0