مجدولين أبو الرُّب لمحة عن كتاب «التفكير العلمي عند علماء العرب والمسلمين»
انتهى قبل أيام برنامج مكتبة الأسرة الأردنية الذي أعتادت وزارة الثقافة الأردنية إقامته، بهدف توفير طبعة شعبية بسعر يتناسب وجيب المواطن الأردني، وحتى تكون مجموعة من العناوين بين يدي المواطن وفي متناول الجميع، ومن أجل تعميم الثقافة والمعرفة بين الجميع.
ومن الكتب التي تم أعادة طباعتها وتقديمها للقارىء كتاب (التفكير العلمي عند علماء العرب والمسلمين/ علماء الكيماء أنموذجاً) للكاتبة والأديبة مجدولين أبو الرُّب، وقد صدر هذا الكتاب في عام 2017، وأعيدت طباعته في 2021، ويقع الكتاب في مائة وست وعشرين صفحة من القطع الكبير، وقد قسّمت الكاتبة كتابها إلى أربعة أبواب : خصائص التفكير العلمي عند العرب والمسلمين / جهود العلماء والمسلمين في إرساء قواعد المنهج التجريبي في الكيمياء / منهج العلماء العرب والمسلمين في الترجمة / معيقات التفكير العلمي في المجتمعات العربية والإسلامية /، وتحت كل باب من هذه الأبواب جاءت مجموعة من العناوين توضح الفكرة التي أرادتها الكاتبة بأسلوب علمي يعتمد على البحث والاستقصاء وذكر المراجع والمصادر التي استقت منها الكاتبة والأديبة معلومتها، وقد قدّمت الكاتبة والأديبة مجدولين أبو الرُّب كتابها بمقدمة لخّصت فيها دور العلماء العرب والمسلمين في اثراء وبناء الحضارة الإنسانية، ونوّهت بوجود مجموعة من علماء الغرب تغنوا بما قدّم العلماء العرب والمسلمين للحضارة العالمية والإنسانية مثل ( جورج سارتون )، أما عن اختيار الكاتبة لعلماء الكيمياء أنموذجاً، فتقول إن «هذا الحقل من المعرفة يُعطي صورةً أوسع وأشمل لطبيعة التفكير العلمي والمنهج العلمي التجريبي الذي اتبعه علماء العرب والمسلمين، فتكون عناصرهما في هذا الحقل أوضح من تلك التي تتعلق بحقول المعرفة الأخرى» الكتاب ص 8.
ففي باب خصائص التفكير العلمي عند علماء العرب والمسلمين تذكر الكاتبة مجموعة من الخصائص اتسم بها التفكير العلمي عند العرب والمسلمين منها : الموضوعية، التنظيم، الدقّة والضّبط، الحتميّة أو السببيّة، وقد تناولت الكاتبة كل عنوان من هذه العناوين بالبحث والاستقصاء والتفصيل الذي أغنى الموضوع، وبيّنه من جوانب عدة.
وفي حديث الكاتبة عن علم الكيمياء، بدأت حديثها في مقدمة طويلة عن علم الكيمياء، ومما اشتقت كلمة كيمياء، وتاريخ هذه الكلمة، ثم توقفت عند أبرز علماء العرب والمسلمين الذين عملوا في المنهج التجريبي في علم الكيمياء مثل : جابر بن حيان، أبو بكر محمد بن زكريا الرازي، الكندي، أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني، المجريطي، البيروني،الجلدكي، أبو قاسم العراقي، وختمت هذا الباب بأهمية النهج التجريبي في الكيمياء وكيف قدّم خدمات جليلة في صناعة الدواء، وفي البحث عن مركبات كيميائية جديدة.
هذه فكرة مبسطة جدا عن هذه الوثيقة العلمية التي لها عظيم الأهمية في معرفة ولو القليل عن علم الكيمياء، وتاريخ علم الكيمياء، وأهم من عمل في هذا العلم من العرب والمسلمين، والمقارنة بين ما توّصل إليه العلماء العرب والمسلمين في هذا العلم وما توّصل إليه علماء الغرب.
نبارك للكاتبة والأديبة مجدولين أبو الرب هذه الوثيقة العلمية التي سوف تجد مكانها بين الكتب العلمية على رفوف المكتبات العربية، وتكون عوناً ومرجعاً لمن أراد البحث في علم الكيمياء.
المصدر: الدستور