تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
قصائد تحتفي بجماليات اللغة العربية خلال أمسية في بيت الشعر بالشارقة

احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، احتفى بيت الشعر في دائرة الثقافة بالشارقة، بتنظيم أمسية شعرية للشعراء: د. عائشة الشامسي من دولة "الإمارات"، حسن المطروشي من "سلطنة عُمان"، ود. بهيجة إدلبي من "سوريا"، بحضور الشاعر محمد البريكي مدير البيت وعدد من محبي الشعر والثقافة، قدمها الشاعر الإعلامي الأردني علي العامري.

في هذه الأمسية المتميزة كان للغة العربية حضورها البهي والذي تجلّى بغنى القصائد التي قدمها فرسان هذه الأمسية، حيث استطاع الشعراء إبراز جماليات اللغة من خلال التراكيب والصور الفنية المدهشة، كل هذا يتأتى من عشقهم ومحبتهم للغة الضاد لغتهم.

القراءة الأولى استهلتها الشاعرة عائشة الشامسي بقصيدة التي أبهرتنا  بلغتها العالية حيث استطاعت أن تأخذنا إلى مساحة كبيرة من مد خيوط الوصل في محاولة لمعرفة ماهية السر الذي يسكن القلب الطائر في ملكوت الكشف.

ونختار لها من فيض قريحتها حيث تقول: "ألف تميلُ، و ميلها إقواءُ/أقوَتْ فلا باءٌ لها أو ياءُ/قد جئتُ من سري لكُنْهِ وصالها/فوصلتُ لا همزٌ ولا استعلاءُ/فكأنّ قلبي طائرٌ قد حط في/سر الكلام  ظلامُهُ أضواءُ/وسألتُ عن نفسي أشاهدُ محوها/فوجدت ذاتي والبقاءُ فناءُ/كل البلاد قصائدٌ في مقلتي/هل للعيون ضمائرٌ وسماءُ!".

و ذهبت بنا الشاعرة على جناح قصائدها إلى فضاء الطفولة الرحب مستذكرة جماليات الطفولة والعاب الطفولة، معرجة إلى مدينة العين شوارعها وحاراتها وشغب الطفولة الجميل.

تقول في قصيدة لها بعنوان "طفلة اليوريد": "يوريد والأحلام تأخذنا لها/غصنا من الزيتون ينتظر/عيناي مغمضتان ..قلبي واحة/ولها ظباء العين تعتمرُ/تحت النخيل أريق صوت طفولتي/أنشودةٌ أخرى سنَبْتكرُ/شالي حمامٌ أبيضٌ أطلقْتُهُ/ليظل غيثُ الحب ينهمرُ".   

وكما استحضرت في قصائدها جماليات المكان، راسمة لنا لوحة للطبيعة بلغة برائحة وعبق المكان 

ومن قصيدتها المعنونة "نيلوفر" نقرأ: "عيناكَ أرضٌ لا انتماءَ لغيرها/وأنا القديمةُ في زوايا الطُّهْرِ/خذني هنا أسرابُ أسئلةٍ وبي/من مسِّها إثمٌ يطوِّقُ صدري/خذني إليكَ أخافُ أن يتسللَ/الليلُ الطويلُ إلى نوافذ فجري".

الشاعر العُماني الشاعر حسن المطروشي حلّق بنا بالمتلقي في سماء أكثر بعدا، ساردا لنا ذكرياته مع والده، مستحضرا بعض القصص والحكايات والتفاصيل التي علمته فن التغريد والغناء المدهش.  

من قصيدة له اسماها "أنثى الضياء" نختار منها :" هي أمُّنا الأولى وتُنْجِبُ إخْوَةً/ لي، كلَّ يومٍ يعبُرون هوائي/مِنْ قِمَّةِ الأوراسِ تَفْتَحُ قلْبَها/ وتمدُّه حضْناً إلى صنعاءِ/عذراءُ، سيدةُ اللغاتِ، تُعِدُّني/ كيما أفسِّرَ للطلولِ بكائي/أُحْصي مفاتنَها لأكْمِلَ سيرتي/ وأُتِمَّ مثل العاشقين غنائي/أحببْتُها وطنًا وأمًّا، وحْدَها/ مَنْ تجْمعُ التاريخَ تحت ردائي".

وكان لمعنى الغياب حضوره من قصائد المطروشي، ومن فيوضات قلبه ورؤاه يقول في قصيدة له :" تأمَّلوا غابةً نامت على شفتي/ حتى وطأتُ حدودَ الموتِ فاشتعلتْ/حمَلْتُها باتجاهِ الماءِ كامرأةٍ/ باتت تَعُبُّ فراغَ الليلِ فانتقلتْ/وحينما ورِثَتْ ما قاله جسدي/ تَوَسَّدَتْ جثتي في الريحِ وابتهلتْ!".

وكما استحضر الشاعر المطروشي الصحراء بلغته التي طاف بها بمقامات روحه المتأملة لكل ما هو جميل

من قصيدة "بيت" يقول: "قد كنتُ طفلاً، بالفراشةِ وحْدها/ أسْـتَدْرِجُ الدنيا إلى غفواتي/والآن تَحْتَ السقفِ/ سقفِ حنينِهِ/ رَجُلٌ يشذِّبُ سحْنةَ السنواتِ".

القراءات ِاختتمتها الشاعرة السورية بهيجة إدلبي، التي تغنت باللغة العربية حيث أخذها التأمل إلى نون البداية، من "فيض النون" نختار مما قرأت : "عتيقةٌ شافهت بدء الوجود رؤى/كأنها فوق أسرار الوجود فمُ/إذا بصرتُ فمن مرآتها بصري/كينونتي لغتي في الروح ترتسمُ/موشومة في ظلالي وشمها صفتي/هويتي أنني بالحرف أعتصمُ". 

ومن قصيدة لها بعنوان "كينونة":" كينونتي أن أستجيبَ لها/لا يستجيبُ بدونها الوقتُ/هي مصطفاةُ بذاتها فُتنتْ/مذْ أيقنتْ بالحرف أيقنتُ/هي أن نقول: وجودُنا لغةٌ/هي أن يؤوّلَ  سرَّه الصمتُ".

وفي نهاية الأمسية كرّم الشاعر محمد البريكي الشعراء ومقدم الأمسية.

 

 

 

المصدر: الدستور

22 ديسمبر, 2021 04:15:10 مساء
0