تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
قصائد تنحاز للورد وتعاين جراح المدن العربية في ديوان الهريس الثقافي

بين التحليق في فضاءات الأنوثة، وبين الوقوف على جراحات المدن العربية، جاءت قصائد الشعراء، الذين استضافهم ديوان الهريس الثقافي، يوم الاثنين الماضي، في لقاء عبر منصة (زووم).


القراءة الأولى كانت للشاعر د. غزاي درع الطائي، وجاءت بعنوان «أنا صديقُ الوردِ والآسِ والعصافيرِ»، وفيها يقول: «أَنا مع النّاسِ في قولي وإحساسي/ فإنَّني واحدٌ مِنْ سائرِ النّاسِ/ فأُكتبْ بأَنّي صديقُ الوردِ والآسِ/ وأَنَّني صَلِدٌ في الصَّبرِ كالماسِ/ أُكتبْ بأَنَّ سماءَ الحبِّ مبهِرَةٌ/ كليلةٍ قد نفاها وهجُ نِبراسِ/ والنَّهرَ وهو مع الأَشجارِ منحدِرٌ/ هلاهلٌ أُطلِقَتْ ما بينَ أعراسِ/ أُكتب بأَنَّ العصافيرَ التي انعطفَتْ/ نحوَ البيادرِ كانتْ فوقَ أغراسي/ أُكتبْ بأَنّي أَرى حقّي وأَعرفُهُ/ وأَدفعُ الشَّرَّ عنهُ خَلْفَ متراسِ/ أَقيسُ عمري بخيرٍ كنتُ أَنشرُهُ/ والخيرُ في العُمْرِ يبقى خيرَ مقياسِ..».


وقرأ الشاعر د. عادل جودة قصيدتين، الأولى بعنوان «هُنَا أَرْضِي»، والثانية بعنوان «لِي حَبِيبٌ»، وفيها يقول: «لِي حَبِيبٌ هَهُنَا فِي فُؤَادِي/ لَهْفَ قَلْبِي لَمْ يَزَلْ فِي سُهَادِ/ كَمْ مِنَ الْأَعْوَامِ مَرَّتْ وَكَرَّتْ/ كَمْ مِنَ الْأَوْجَاعِ أَذْكَتْ عِنَادِي/ يَا فِلَسْطِينَ الجَوَى لَنْ تُهَانِي/ أَنْتِ شِرْيَانُ الْأَنَا فِي ابْتِعَادِي/ لَنْ تَذَلِّي لَا وَلَنْ تُسْلَبِي/ قَدْ وُعِدْنَا فَلْيُنَادِ الْمُنَادِي/ لَنْ تُهَاني لَا وَلَنْ تُهْزَمِي/ ذَاكَ أَمْرٌ مِنْ إِلَهِ الْعِبَادِ/ يَا فِلَسْطِينَ الْإِبَا لَا تُبَالِي/ رُغْمَ جُرْحِكْ لَمْ نَزَلْ فِي ازْدِيَادِ..».


وقرأ الشاعر نايف الهريس قصيدتين، الأولى بعنوان «حصحص الليل»، ويقول في مطلعها: «لألأ الخد تحت الخد مسهود/ في هوى عاشق سمّاره غيد/ أوقد الحسن بين الحس مشدوها/ يتغنى بدفء الوجد مفؤود». أما الثانية فكانت بعنوان «رقص السماح»، وفيها يقول: «كغصن البان هيفا في وشاح/ تناجي الود في شدو الأقاح/ كطير رقرق التغريد عشقا/ غضى في غصنها روح الرياح/ فلذت في تدانيها رغابا/ طوت نفس الغِوى للانشراح..».


أما الشاعر د. أحمد عبد المنعم عقيلي فقرأ قصيدتين في الغزل، الأولى يقول في مطلعها: « تبسّم الحبُّ في قلبي فأسعدهُ/ ذكرُ الحبيب منيراً في بساتيني»، أما الثانية فكانت بعنوان «تهوى التلاعب بالقلوب»، ومما جاء فيها: «الحب نبضُ مودةٍ/ تسمو به تحيا القلوب/ الحب زهرُ حديقةٍ/ تزهو به تحلو الدروب/ الحب وجدٌ غامر/ همسٌ وألحاظ تذوب/ الحب قمريٌّ يداعب زهرة/ أنغام عصفور طروب/ الحب همسُ مشاعرٍ/ ومحبة تمحو الخطوب/ الحب شمسُ كرامةٍ/ ومحال يفنيها الغروب..».


كما شارك في الأمسية الشاعر عبد الرحمن مبيضين بقصيدة قال فيها: «يا موتُ قدْ أوْجعْتنا/ وخطَفْتَ منَّا الطَّيبينْ/ وسرقْتَ مُهْجة قلْبنا/ وملأتنا شوْقاً حَنينْ/ خَوْفاً على أكْبادِنا/ حزْناً على أمّ البنينْ/ يا موْتُ ماذا نَرْتَجي/ ماذا نَقولُ لمُستَعينْ/ فَقَدَ المُعيلَ لِتَوِّه/ ويَخافُ من مَرضٍ لَعينْ».


وتحت عنوان «هجير» جاءت مشاركة الشاعر خليل اطرير، عبر قصيدة يقول فيها: «يرعى الهوى كلَّ الأحبةِ باسما/ يشدو إلى روح التعلُّقِ هائما/ نسماتُه تُهدي العليلَ شفاءَه/ ينسلُّ هودجُها المخضَّبُ ناعما/ اللهُ...! يا دنيا البعادِ كم الجفا/ حرق الفؤادَ وقد تشمَّر غارما/ يا غربةً تُبكي الأحبَّةَ في الجوى/ وتعانقُ الدمعَ المدمّى دائما/ قد مزّقَ النأيُ الحشا بمرارةٍ/ إنّ التنائي كان سوطاً حازما/ يا حسرةً تُدمي أعنَّةَ دربِنا/ وتحزُّ أوتارَ الأنينِ فتَكْلُما/ دالَ الهجيرُ و ما يُرى إلّا البِلى/ يُجري السياطَ وقد تجبَّر آثما..».


وقرأ الشاعر حسين الجمرة، قصيدة بعنوان «ما مفاد الحب»، ومما جاء فيها: «أحبك قدر ما في الحب من هجر ومن وجعِ/ وأرشف طيفك الدافي وأندم بعدُ كالكسعي/ شرابك يا نقاء الحب قد أظماك أنت معي *** نظرت إليك فانسكرت عيون أدمنت رؤياكَ/ وقد جاوزت أهل الشرب لكن كان شرب هواك/ فإدماني أغر وقد تسابقنا على لقياكْ..».


وقرأت الأديبة شيرين العشي قصيدة من كلمات الشاعر نايف الهريس. كما شارك في اللقاء الناقد الدكتور رائد الحاج، والناقد الدكتور إياد الحمداني، الذي قدم إضاءات نقدية تأملت جماليات قصائد اللقاء، بخاصة ما تعلق بالثراء الموسيقي والتنوع في القافية، متوقفا عند الشكل الجديد الذي اتخذته القصيدة العربية في الرثاء، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق برثاء المدن، حيث يتقدم البعد الفكر على البعد العاطفي.

 

 

 

 

المصدر: الدستور

 

30 ديسمبر, 2021 10:59:34 صباحا
0