تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
حقائق وخفايا محمد أبو الحسن

كتاب جديد صدر للدبلوماسي والوزير الأسبق والمستشار بالديوان الأميري محمد عبدالله أبو الحسن، يوثق دور وفد دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في الفترة ما بين 1981 - 2003، والتي شهدت أهم حدثين في تاريخ الكويت ومسيرتها، ومسّا بشكل مباشر أمنها واستقرارها، بل وحتى مصيرها.. وهما الحرب العراقية - الإيرانية، والغزو العراقي الغاشم..


يأخذنا الكاتب والدبلوماسي العريق في أروقة وزوايا مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ليكشف لنا الحقائق والخفايا مباشرة من قلب الحدث، ومن أناس صنعوها وكانوا الجنود المجهولين الذين ذادوا عن مصالح الكويت ودافعوا عنها في أشدّ لحظاتها عسرًا وأقساها وأصعبها، من جميع النواحي تقريباً، الاستراتيجية والأمنية لغاية وصولها إلى محك البقاء في محنة الغزو.

 

ولا يخفى على أحد تلك الجهود الدبلوماسية والسياسية التي توّجتها بعثة الكويت الدائمة، ومن ورائها السياسة الخارجية الحكيمة التي أثمرت جميعها في صدّ العدوان سياسيًا بتسجيل الانتصار الدبلوماسي تلو الآخر في المنظمة الأممية، تمهيدًا لتحرير كامل التراب الكويتي على الأرض، بدعم ومساندة المجتمع الدولي، الذي لولا جهود هؤلاء الرجال والنساء في بعثة الكويت، لما كانت في المستوى العالي من الدقة في الإنجاز، والعميق في طرح الحجج الكويتية ونشرها وعرض الحقائق التي كانت غافلة عن البعض، في أجواء كان الإعلام المضاد للنظام العراقي السابق وأنصاره يسوّقون الأكاذيب والتضليل محاولين لمس المشاعر بعيدًا عن الحقّ.

 

يستعرض الدبلوماسي المخضرم والمثقف سليمان ماجد الشاهين في تقديمه للكتاب، سيرة محمد أبو الحسن وبداياته حينما كان من أوائل الطلبة الذين أثبتوا جدارتهم العلمية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة عام 1960، التي استقطبت النخب المميزة من الطلبة.. حيث تخرّج فيها بتفوق عام 1965.

ويشير الشاهين الى أن «من أعقد جوانب كتابة التاريخ حين يكون القلم عادلاً ومنصفاً، يتمثل في كيفية تعامل صاحبه مع الحدث التاريخي بتجرد حين التعرض له بالتحليل والتعليق والعرض معًا».

 

وفي معرض تمهيده للكتاب يسرد الكاتب مسيرته الدبلوماسية الحافلة والمحطات المهمة من أعماله في وزارة الخارجية، بداية من حرب يونيو 1967 وكيف تعامل مع قرار مجلس الأمن، وانتبه إلى استخدام كلمة الانسحاب من «أراضٍ» بدل «الأراضي».. تلك الملاحظة التي ما زالت إلى اليوم مثار جدل سياسي وقانوني في كل المفاوضات التي حصلت في غضون نصف القرن الأخير.

يؤكد الكاتب في النهاية أن كل الذي كتبه كان كشاهد عيان، ومشارك مع زملائه أعضاء الوفد الدائم في غالبية الأحداث التي طرحها في الكتاب المثير والمشوق، والأثر التاريخي المهم الذي وثّق واحدة من أصعب المراحل في تاريخ البلاد.

 

 

 

المصدر:القبس الثقافي.

16 يناير, 2022 01:22:21 مساء
0