تجاوز إلى المحتوى الرئيسي
لاروسي.. موسيقى «الفيوجن» إيقاع على خارطة اقتصاد دبي الإبداعي

«تتجرد الموسيقى من الهوية والانتماء، عندما تقترن بالإبداع والابتكار، الذي يحفظ إرثها الإنساني، وإيقاع ثقافاتها على مر العصور، وهو ما أوجد مفهوم موسيقى «الفيوجن»، كفكرة استثنائية لدمج الألحان والكلمات الغربية والشرقية، أسست تجاربها لمسار مزهر، يتجدد ضمن خارطة استراتيجيات اقتصاد دبي الإبداعي الداعم لمواهب الفنون الإبداعية».

هكذا عبرت الفنانة الهولندية العالمية لاروسي، خلال حوارها مع الـ«البيان»، عن إيمانها بمخرجات الاقتصاد الإبداعي، الذي ترعاه إمارة دبي، كونها عاصمة الاقتصاد الإبداعي العالمي، بما تمتلكه من مبادرات ثقافية وفنية شاملة، تدعم مسيرة الفنانين والمبدعين، بل قد تشكل مساراتها مصدر إلهام وعطاء لا ينضب.

وفي السياق، أكدت لاروسي، التي تعد اليوم رمزاً لموسيقى «الفيوجن» متعددة الثقافات: ثروات الشعوب المعاصرة، لم تعد مرتبطة فقط بالاستثمارات المالية التقليدية، بل بالقدرة الإبداعية الإنسانية والموهبة القادرة على صناعة التغيير عبر إيجاد أفكار وعناصر جاذبة، وبذلك تتحول الثقافة إلى منتج، بمعنى تحويل التجارب والخبرات الثقافية وتوظيفها من قبل المبدعين في جميع المجالات ومنتجاتهم الإبداعية.

image (6)_6.jpg

لاروسي.. موسيقى «الفيوجن» إيقاع على خارطة اقتصاد دبي الإبداعي
 

طريق الإبداع

وأكدت لاروسي التي أصدرت ألبومها الأول في عام 2005، أنه لطالما كانت دبي دائماً سباقة في توفير منصات لا تنافس في مجال التبادل الثقافي والإبداعي، وتستمر في ترسيخ مكانتها كعاصمة إقليمية لريادة الأعمال في قطاع الفنون على مستوى العالم، الذي من شأنه أن يمهد الطريق أمام صعود الاقتصاد الإبداعي في كل أرجاء المنطقة العربية، هو ما أنظر له بكثير من الاهتمام والتقدير لبدء مشروعاتي الفنية انطلاقاً من دبي، التي هي محل إقامتي، وهي المكان الذي أنتمي له، بعد أن قضيت السنوات الخمس الماضية في مدينة لوس آنجلس.

تمازج الإيقاعات

وتشير لاروسي، التي تعد من أشهر مطربات موسيقي «ريتم اند بلوز» في هولندا، إلى أن علاقتها بالموسيقي بدأت منذ الصغر، رغم أن بدايتها كانت في مجال الرياضة، حيث «مارست رياضة الركض برفقة أبي منذ الصغر، وأصبحت بطلة تصنف في المراكز الأولى بالمسابقات المختلفة. ولكن عندما جاء وقت الاختيار بين الغناء والركض، ينتصر الغناء، وحققت نجاحاً كبيراً في هولندا، وهناك أتقنت في السادسة عشرة من عمري، موسيقى «الفيوجن»، من خلال دمج البوب بالإيقاعات العربية، ما منحني القدرة على إنتاج نوعية مميزة من الموسيقى. وحصلت على عدد كبير من الجوائز، أهمها جائزة القرص الذهبي الأول في مشواري الفني عن ألبومي «منتصف الطريق إلى البيت»، الصادر سنة 2005.

مسار إكسبو

وفي ما يتعلق بمشاركتها في «إكسبو 2020 دبي»، تقول لاروسي، شاركت في مسابقة «الأوروفزون» العريقة، التي تحظى بدعم ومتابعة الشركة العالمية في إنتاج الموسيقى: أعتبر مشاركتي محطة مهمة وتاريخية في حياتي، منحتني الكثير من الإلهام والتفكير في بداية مسار جديد، ينطلق من دولة الإمارات، بعد أن حظي الحفل الذي أحييته باهتمام جمهور «إكسبو 2020 دبي»، بمناسبة اليوم الوطني الهولندي، بمشاركة أوركسترا «روتردام الفيلهارمونية»، وذلك بحضور ملك هولندا، فيليم ألكساندر، وزوجته الملكة ماكسيما، ولا أستطيع أن أصف مشاعري حينها، وأنا أقف على أرض جناح بلدي هولندا، في بلدي الثاني الإمارات، حيث تمتزج أحاسيس السعادة بالفخر، كونها المرة الأولى التي أحيي فيها حفلاً فنياً من هذا النوع على أرض الإمارات، وأغني باللغة العربية، التي أوليها أهمية واسعة، وأصر على تعلمها في كل الأوقات، وأتمنى أن أكون قد نجحت في بث الفرح والمتعة في قلوب الناس.

جذور ثقافية

وحول أهم العوامل التي ساهت في انتشارها عالمياً، حيث حظت بأكثر من 200 ألف متابع، وأكثر من 2 مليون مشاهدة على اليوتيوب لأعمالها، تقول لاروسي: كان لانتمائي للثقافة الغربية، عبر هويتي الهولندية والعربية ذات الجذور المغربية، أكبر الأثر في صياغتي لمضمون موسيقي قادر على جذب الاهتمام، والتعمق في النمط والإيقاع الذي أنتمي له، ما ساهم في نجاح ألبوم «صيف متجدد»، والجولات الفنية العالمية التي تبعته، كما حظي ألبوم «منتصف الطريق إلى البيت»، بنسبة متابعة ومشاهدة، أشعرتني بالفخر والامتنان لجمهور المتابعين، الذين حافظوا على هذا الاهتمام من أغنية «سلام سلام»، التي تطرقت خلالها إلى قيم الإسلام والتسامح في العالم.

 

 

 

 

المصدر: البيان

المصدر: البيان

17 يناير, 2022 12:33:47 مساء
0