ذكرى ميلاد صاحب قنديل أم هاشم.. يحيى حقي أهم رواد القصة القصيرة
تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والروائي يحيى حقي، الذي رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم 9 ديسمبر من عام 1992م، ويعد من كبار الأدباء في الوطن العربي الذين ساهموا مساهمة واضحة في حركة الفكر والآداب والثقافة في مصر، وأحد رواد القصة القصيرة.
• البداية والنشأة
ولد يحيى حقي في 17 يناير 1905 في حي السيدة زينب بالقاهرة، لأسرة تركية مسلمة متوسطة الحال غنية بثقافتها ومعارفها.
التحق في أكتوبر 1921 م بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وكانت وقتئذٍ لا تقبل سوى المتفوقين، وتدقق في اختيارهم. وقد رافقه فيها أقران وزملاء مثل: توفيق الحكيم، وحلمي بهجت بدوي، والدكتور عبد الحكيم الرفاعي؛ وقد حصل منها على درجة (الليسانس) في الحقوق عام 1925، وجاء ترتيبه الرابع عشر.
شغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية وقد ظل يشغله حتى عام 1949م، وتحول بعد ذلك إلى السلك السياسي إذ عمل سكرتيرًا أول للسفارة المصرية في باريس، ثم مستشارًا في سفارة مصر بأنقرة من عام 1952 وبقى بها عامين، فوزيرًا مفوضًا في ليبيا عام 1953.
أُقِيلَ من العمل الديبلوماسي عام 1954 عندما تزوج من أجنبية وهي رسَّامة ومثَّالة فرنسية تدعى (جان ميري جيهو)، وعاد إلى مصر ليستقر بها، فعين مديرًا عامًا لمصلحة التجارة الداخلية بوزارة التجارة؛ ثم أنشئت مصلحة الفنون سنة 1955 فكان أول وآخر مدير لها، لكنه ما لبث أن عاد في أبريل عام 1962 رئيسا لتحرير مجلة المجلة المصرية التي ظل يتولى مسئوليتها حتى ديسمبر سنة 1970.
تولى يحيى حقي رئاسة التحرير من مايو 1962 وحتى نهاية عام 1970، وهي أطول فترة يقضيها رئيس تحرير للمجلة في تاريخها لذا ارتبط اسم "المجلة" باسم يحيى حقي، حتى لقد كان شائعاً أن يقول الناس: "مجلة يحيى حقى" واستطاع خلال مدة رئاسته أن يحافظ على شخصيتها كمنبر للمعرفة، والعقل وأن يفتح صفحاتها للأجيال الشابة من المبدعين، في القصة والشعر والنقد والفكر.
• الجوائز
حصل يحيى حقي في يناير عام 1969 على جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وهي أرفع الجوائز التي تقدمها الحكومة المصرية للعلماء والمفكرين والأدباء المصريين؛ تقديرًا لما بذله من دور ثقافي عام.
كما منحته الحكومة الفرنسية عام 1983، وسام الفارس من الطبقة الأولى، ومنحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ اعترافا من الجامعة بريادته وقيمته الفنية الكبيرة.
وكان واحدًا ممن حصلوا على جائزة الملك فيصل العالمية ـ فرع الأدب العربي ـ لكونه رائدًا من رواد القصة العربية الحديثة، عام 1990..
• مسيرة أدبية ثرية
قدم يحيى حقي خلال مشواره عددا من الأعمال الإبداعية الهامة أبرزها: "قنديل أم هاشم، والبوسطجي، وفكرة فابتسامة، وسارق الكحل، وأنشودة للبساطة، وتعال معي إلى الكونسير، ودمعة فابتسامة، وصح النوم، وفي محراب الفن، وكناسة الدكان، ومدرسة المسرح، ومن فيض الكريم، وناس في الظل، هذا الشعر، ويا ليل يا عين، وخليها على الله، وتراب الميري، وحقيبة في يد مسافر، وخطوات في النقد، ودماء وطين، صفحات من تاريخ مصر، عشق الكلمة، وعطر الأحباب، فجر القصة المصرية، وفي السينما، ومن باب العشم، وهموم ثقافية، وأترك لك اختيار العنوان، والدعابة في المجتمع المصري، وأم العواجز، وامرأة مسكينة".
وترجمت عدد من قصصه إلى الفرنسية ومنحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب، بالإضافة إلى تقلده العديد من الجوائز في أوروبا والبلدان العربية.
المصدر: الشروق