أكد كتاب وخبراء أكاديميون أمريكيون على أهمية معرض الدوحة الدولي للكتاب وما يحظى به من اهتماك كبير من دور النشر الأجنبية والعالمية لاسيما الجناح الخاص بالولايات المتحدة الأمريكية كواحدة من أبرز الدول المشاركة في إطار فعاليات العام الثقافي، عبر حضور رئيسي لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية في قطر وعدد من السفارات والمؤسسات الدولية.

كما ضمت قائمة الكتب في الجناح الأمريكي مجموعة من المطبوعات المهمة والدراسات البحثية الأكاديمية الخاصة بالثقافة العربية الأمريكية المشتركة بما في ذلك الحركة الأدبية التي دشنها الأدباء والمؤلفون الأمريكيون من أصول عربية، والذين أنشؤوا حركة ثقافية لها خصوصيتها، وتحرص على نقل إبداعاتها إلى معرض الدوحة الدولي في إطار إقبال الجمهور القطري والمقيمين العرب بقطر على تصفح الكتب الجديدة لاسيما في ظل فعاليات العام الثقافي القطري- الأمريكي التي تهدف إلى تحقيق التلاقي الثقافي بين الثقافة الأمريكية والثقافة القطرية والعربية بروافدها التراثية الثرية وإبداعاتها الجمالية المتعددة.

يقول د. سامر عيسى، الروائي الأمريكي من أصل سوري: إن فعاليات العام الثقافي القطري - الأمريكي وجهت اهتماماً خاصاً بالحركة الأدبية العربية ودعمت إبداعات كتاب من المجتمع العربي الأمريكي، وكان من المهم وجود مثل هذه المبادرات الثقافية المهمة من أجل تكثيف الاهتمام بنشر الأعمال الروائية لكتاب ينتمون للمجتمع العربي الأمريكي عبر العديد من دور النشر الأمريكية، ومساعدة كثير من الكتاب الذين كانوا يجدون معاناة في نشر أعمالهم التي تتعلق بجذور من الثقافة العربية وتتخذ اتجاها يعبر عنهم كمواطنين أمريكيين وتجاربهم في الاندماج داخل المجتمع الأمريكي، وجدير بالذكر أنه في الثمانينات والتسعينات لم يكن الاهتمام بالثقافة العربية والشرق أوسطية حاضراً بالقدر الذي كانت عليه الأمور بعد حرب العراق وأيضاً مستجدات الأحداث في أفغانستان، فكثير من الأمريكيين باتوا بحاجة للتعرف على الثقافة الإسلامية وقراءة كتب عن منطقة الشرق الأوسط وعن المنطقة العربية بشكل عام، ويعد معرض الدوحة للكتاب وفعاليات العام الثقافي القطري - الأمريكي فرصة إيجابية لإتاحة تلك الكتب والنماذج من أجل التقارب الثقافي والتلاقي المجتمعي عبر الإبداع الفكري والمطبوعات الأدبية.

تنوع ثقافي

وأكد مارفين كارسون الخبير الأكاديمي والناقد الأدبي المتخصص في الثقافة الشرقية أن الكتب الأمريكية التي كتبها أمريكيون من أصل عربي والمشاركة في معرض الدوحة للكتاب، تعمل على بناء خط مقابل في الثقافة يكون من دوره ترجمة أصداء مفهوم الصدمة الحضارية والذي كان مكثفاً في الكتب العربية في تناول تجربة الأدباء العرب في الغرب، إلى مفهوم التواصل الإنساني والثقافي بين الشعوب وتقريب الفجوات في المعتقدات التقليدية الخاطئة والتي لا تقترب من الحقيقة في الواقع، فأرى إن كتب مثل «من البداية» و»تاريخ نصنعه» و»روح نابضة حائرة» تتبنى نفس خط الكتابات الأدبية العربية الكلاسيكية والتي ترصد التلاقي الثقافي بين الشرق والغرب.

حركة ثقافية
وأكدت أمينة سليمان، الكاتبة الأمريكية من أصل فلسطيني أن دور المرأة في الحركة الثقافية الأمريكية العربية يبرز عبر طبيعة الكتب الثقافية للمجتمع العربي الأمريكي كمكون ثقافي جديد له روافده الثقافية التي تتمتع بثراء إنساني واضح، وباستعراض الأدوات التي يتم تقييم بها الروايات والكتب الجديدة تجد أغلب الكاتبات الأمريكيات من أصل عربي يقدمن تطورا أدبيا جيدا نحو الكتابة التي تقترب من المسرح المعاصر خاصة فيما يتعلق بمناقشة قضايا مسرحية بالأساس ولكن بتأثيرات تتعلق بالهوية السياسية، ومن خلال متابعتي لروايات أكثر من كاتبة من جيلي ينتمين لهذا التيار الثقافي وجدت مكانة قوية تتمتع بها المرأة في المسرح الأمريكي العربي لأنها لا ترتبط فقط باستعراض تجربتهن ولكن بتجربة تحمل في شخصياتها وأحداثها معلومات هامة عن الشعوب والدول التي تنتمي كل كاتبة لها وترصد صورة مختلفة عن تجربتها، وتشكل جزءا مقدسا من خلق هوية العرب الأمريكيين وأيضا في التعبير عن هوية جمهورهم على نحو أكبر، وفيما قد يبدو أن تلك الحركة الأدبية ما زالت جديدة وشابة ولكنها بدأت قوية وتستعين بأدوات متنوعة في استعراض الشخصيات أو بناء نماذج السرد الدرامي وتعدد استخدام الأدوات المسرحية بداخل تجربة كل كاتبة.

وتتابع أمينة سليمان تصريحاتها موضحة: إن معرض الدوحة الدولي للكتاب يمنح فرصة مهمة لتقديم تلك الإبداعات الأدبية، واستكشاف تلك التوجهات الأدبية الروائية لتقديم نظرة إيجابية تساهم في تقارب الشعوب.

المصدر: الشروق