«إرثٌ يخلّد باللون» جماليات وتراث وعمارة
يوثق معرض الفنان الإماراتي فريد الريس «إرثٌ يخلّد باللون»، في «مطر بن لاحج جاليري» بدبي، جماليات التراث والعمارة الإماراتية وتفاصيلها الغارقة في التأثيرات الواقعية لذاكرة المكان وعراقة الماضي المتجدد عبر الفنون البصرية، والتي سلطت الضوء عبر 17 لوحه فنية على تقنيات الألوان المائية التي اعتبرها بمثابة التحدي السهل الممتنع بعد عزلته الفنية، التي امتدت لسنوات.
شفافية الألوان
وفى السياق يؤكد الفنان فريد الريس أن فترة العزلة الفنية أعادته لاكتشاف أبعاد وتقنيات الألوان المائية وإجادة استخدامها للتعبير عن رؤيته الفنية كونها تعتمد على شفافية الألوان وانسجامها.
وأشار إلى أن الألوان المائية تتطلب مستوى عالياً من المهارة وضربات واثقة للفرشاة، فأنت لا تستطيع تجميل أخطاءك على عكس الإكريليك وألوان الزيت، وفي المقابل كما تعطي الألوان المائية تأثيراً قوياً على المشاهد.
تقاسيم التكوين
وفيما يتعلق بمفهوم الواقعية التي تجسدها أعماله عبر 17 لوحة يقول فريد الريس الذي بدأ مسيرته الفنية في عام 2008 عبر مشاركته في معرض جماعي: «أرى نفسي في محاكاة البيئة والبر وكذلك البحر والطبيعة بشكل عام، فأنا مدرك أن المشاعر تكمن في اختيار وإتقان التفاصيل وكيفية ترجمتها إلى إيقاعات اللون وتقاسيم التكوين إلى جانب اختيار المكان والزاوية وبلا شك اللحظة المناسبة للوقت وإسقاطات الضوء والظلال».
وأضاف: «لا يمكن للفنان الوصول إلى التفرد والنوعية إلا بعد إتقانه للأساسيات الواقعية بحيث يكون التمكن من الأدوات وإتقان المهارات هي وسيلته الأولى لنقل مخزونه الثقافي والمعرفي وكذلك الروحاني إلى تفاصيل جمالية وبصرية تحكي قصة العمل في لوحه، فالتجارب والجدية في الممارسة كفيلتان بتطوير الفنان لأدواته وفنه».
وفيما تعلق بمجموعة «نور على نور» التي كان لها نصيب الأسد من المعرض والتي رسمها لمسجد الشيخ زايد يقول فريد الريس: قمت بالعديد من التجارب لدرجات الألوان التي سأستخدمها إلى جانب دراسة متعمقة لاختيار زاوية المنظور المناسبة وأساسيات الأبعاد التي تحقق جمالية التكوين. أما المرحلة التي تلي رسم النقوش والزخارف، فتتطلب مني الكثير من الجهد والانضباط للسيطرة على كل لمسة من الفرشاة واللون. ويتجلى التحدي في العديد من المستويات ابتداءً بتنوع الزخارف بين النباتي والهندسي من جهة وبين القدرة على استخدام الألوان التي تظهر بمقاربة فنية روح خامات العمارة كالرخام والزخارف النباتية الدقيقة التي تزين الأعمدة الداخلية.
المصدر: البيان