دار عين تصدر «الهائم في البرية» للشاعر أحمد عبد المنعم رمضان
صدر حديثا ديوان «الهائم في البرية» للشاعر أحمد عبد المنعم رمضان، والذي وقع عقده مع دار عين للنشر والتوزيع في مارس الماضى.
ويتضمن الديوان عددا من القصائد التي كتبها الشاعر قبل عام 2011، ومنها قصيدة نشيد وطني، والتي تقول كلماتها:
كيف أرفعُ رأسي
وأخفضُ ساقي وساريتي
وأسيرُ بغيرِ يدينِ
وأصبحُ في وطنٍ ليس يشبُهُ أمي
هوائي الخفيفُ الذي كان يمشي معي
لم يعد قادرًا
والسماءُ تكادُ تكونُ فراغًا وحيدًا
ملائكتي نائمونَ على الأرضِ
أوَّلهم صار أقصرَ من قامتي
عندما كنتُ طفلًا
وآخرُهم يتأمّلُ ثوبي وأسيجتي وظلالي
اضطربتُ
وقفتُ إلى جانبِ الليلِ
حتى استطعتُ الإقامةَ في بعضِ أحلامِه
آنذاكَ انتبهتُ
وها أنذا أتربّصُ بالوقتِ
أرمقُهُ
فإذا ما استدارَ النهارُ استدرتُ
وقبل وصولي إلى مستقرٍّ
جلستُ وغمغمتُ دون فمٍ
كيف أرفعُ رأسي
وأخفضُ ساقي وساريتي
وأسيرُ بغيرِ يدينِ
ومازال آخرُ حُلمٍ يراودُني
أن أكونَ المسافرَ وحدي
إلى وطنٍ
كان يشبه أمي.
قالت الناقدة الأدبية خالدة سعيدة عن مؤلف الديوان "ها هو الشاعر يخلق ومضاتٍ تترجرج بين عوالم المحسوس والخيال السينمائي والحكائي، عوالم تترجرج بين الضفاف ولا تستقر لها حدود. فعبد المنعم رمضان يُقحِم الكاميرا في الحُلم، حيث تتنكر الصور الهاربة وتتبادل وجوهها، كتابته أشبه بكتابة سرية، والحضور الجسدي المرئي، مهما كان سريع الزوغان، لا يُسلمها إلى التجريد، يدخل القارئ منزلق اللعب والحلم والهلاس، حيث الشاعر يرتجل الغرابات، يخترق العالم المرئي اليومي ويصطاده في شبكته.
ووصفه الكاتب الكبير إدوار الخراط بـ "عبد المنعم رمضان شاعر يقف باستمرار على حافة حرجة – مقلقة ومثيرة كما هو شأن الشعر الحق – حافة بين مناطق شعرية– ومن ثَمّ أو بالضرورة وفي الآن نفسه، مناطق رؤيوية. متفارقة ومتماسة.. وكلها مناطق في قلب الشعر. وليست على حافته".
ورأى الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق أن "نقطة الانطلاق في شعر عبد المنعم رمضان ليس ما يُقال إنما كيف يُقال، وذلك عبر أبنية تتميز بتفردها وألقها وغواياتها المخايلة للقارئ، خصوصًا ذلك الذي يقع في غوايتها وتجذبه فتنتها التي تثير الفضول والشوق والسؤال الذي لا يكف عن توليد غيره. ولذلك فشعر عبد المنعم رمضان كتابة حداثية بامتياز.