صدر حديثا كتاب جديد للشاعر السوري على سفر بعنوان: "الفهرس السوري"
صدر حديثًا عن منشورات المتوسط – بإيطاليا، كتاب جديد للشاعر السوري على سفر بعنوان: "الفهرس السوري". وفيه يواصل على سفر كتابةً نص الفجيعة، برؤية توثِّق بالشعر، ما لا يترك مجالًا لإغفال التفاصيل؛ الواقع اليومي تحت سقف سماءٍ تمطرُ قنابل وتوابيت طائرة لا تحتاج إلى قبور على الأرض، وحيثما تستمر الحرب، تستمر الكتابة التي لا تتوقف عن مساءلة صمت العالم وتعنيفه باسم الثورة والحرية. وطرح سؤال الحقيقة والواقع والتوثيق الحقيقي لفظاعة ما يحدث كلَّ يوم، بل كل دقيقة وثانية، ومداهمته بالكلمات، نعم، الكلمات التي تكتبها "محض جثة تشرق عليها الشمس". ليُمسي النص هنا خلفية سوداء، تفضح القاذفات والصواريخ وطلقات الرصاص، وكلَّ ما يضيء هو الدَّم الذي يرسمُ طريق الجحيم بين احتمالاتٍ لا تنتهي.
ليس خداعًا أن نبني عالمًا من بقايا حياةٍ تُقصف كلَّ يوم، ولعلَّ الكتابة الحادة، الجارحة، لعلي سفر، وهو يكتب من عمق التجربة؛ تمضي كسكينٍ تداعبُ أعماقنا، علَّها تعثر على ضميرٍ إنسانيّ حيّ لم يعد فيه من الصفات إلا الاسم.
يتبدَّد خوف الكاتب من الموت، مع كلِّ نصٍّ ومحرقة ومجزرة، وقد بات له أصدقاء كثر هناك، "حيث يسكن الموتى". وبتتبِّع محتويات الفهرس السّوري، نلتقي بكافكا وهيتشكوك والنّفري وشعراء موتى ورفاقٍ وقتلة وشهداء وإله صامت يتفرّج. نحاولُ مع كلِّ نصٍّ، كٌتبَ بلغةٍ أنيقة، صارخةٍ رغم هدوئها؛ الاستمرار في استنشاق الهواء، ولو بأنفاس متقطِّعة. لنُكمل شريط الحياة الممزَّق بين الوطن والمنفى، بين الجرحِ السوري والحلم السوري أيضًا. وقد نحتاجُ ونحن نمسك بهذا الكتاب الذي يصعب إفلاته؛ إلى "قليلٍ من الشمس لنعرف الطريق"، طبعًا الطريق "إليها"، طالما كل الطرق والفهارس تؤدّي إلى سوريا.
"الفهرس السوي" لعلي سفر مجموعة نصوص صدرت في 224 صفحة من القطع الوسط،، ضمن مجموعة "براءات" التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.
على سفر شاعر ومخرج سوري، مواليد 1969، وهو خريج كلية الآداب والدراسات المسرحية، صدر له: "بلاغة المكان" (1994) و"صمت" (1999) و"يستودع الإياب" (2000) و"اصطياد الجملة الضالة" (2004) "طفل المدينة" في عام (2012). "يوميات ميكانيكية" (2014). وله العديد من المؤلفات الأخرى والمقالات في شتى المجالات من صحافة وإعلام وسينما ومسرح ودراما، بالإضافة لعدد من الأفلام والبرامج التليفزيونية.