تحتضن مدينة سيدي بوسعيد السياحية الدورة الخامسة للمهرجان الدولي للشعر تحت شعار «الموسيقى والشعر والسلام»، بمشاركة نحو 25 شاعرا قادمين إلى تونس من 15 دولة، ومن بين الشعراء العرب المشاركين السعودي غسان الخنيزي والعراقي صلاح فائق والمغربي محمد بن طلحة وفيوليت أبو جلد من لبنان، علاوة على ثمانية شعراء من تونس البلد المنظم.

وتشهد الدورة الجديدة التي انطلقت يوم 22 يونيو (حزيران) الحالي وتتواصل إلى غاية الرابع والعشرين من نفس الشهر، حضور ثلاثة شعراء من تايوان علاوة على الإيطالي ديفيد روندوني والإسباني إدواردو موجا والصربي جوفنوفيتش دانيلوف، وايفون لمان من فرنسا.
ويأمل الشاعر التونسي معز ماجد مدير المهرجان في مهرجان مختلف للشعر عن بقية المهرجانات الأخرى من خلال دعوته المشاركين إلى الظفر بالحرية التي يمكن للشعراء فقط أن يهبوها إلى الإنسانية برمتها على حد تعبيره.

وقال أيضا إن أمل مؤسسي هذا المهرجان الدولي للشعر في مدينة معروفة بطابعها السياحي المميز، هو افتكاك مجال للحرية التي احتكرتها دول الغرب ودول الضفة الشمالية للمتوسط على حد قوله. وبشأن قائمة الأسماء التونسية المشاركة في هذا المهرجان، قال معز ماجد إنها تشمل الشاعرة فضيلة الشابي وخديجة قظوم وأسماء الغيلوفي وعبد العزيز قاسم وأمل خليف وسمير المرزوقي والناصر المولهي وصبري الرحموني، وهي أصوات شعرية تمثل مختلف الأجيال والتيارات الشعرية التونسية. وخلال مختلف دورات هذا المهرجان لا توجد حدود لقول الشعر، فالمشاركون يقرؤون نصوصهم الإبداعية بعدد كبير من لغات العالم وتتم العملية في المقاهي وفي الساحات العامة أمام جمهور مكون من مواطنين عاديين قد يكون الكثير منهم غير متعود على سماع الشعر واستعذابه، وغرباء عن مدينة سيدي بوسعيد السياحية الذين قد يكونون مروا صدفة بالمنطقة أو فرضتها عليهم خريطة المسالك السياحية، وهو جمهور على حد تعبير رئيس المهرجان «صعب لا يجامل وغير مهيأ في معظمه لاستقبال الشعر». ويستدرك منظمو هذا المهرجان من خلال الإشارة إلى أن جودة الأسماء الشعرية المختارة وتفاعلها العفوي مع رواد مختلف المقاهي ومن بينها القهوة العالية الشهيرة، ودار العنابي وغيرهما من أمكنة القراءات الشعرية، أثبتت أن الشعر لا يزال في مقدروه أن يحول «الهامش إلى جوهر» وهي أهم رسالة يسعى الشعر إلى تحقيقها.