Skip to main content
رقاقة الذكاء الاصطناعي و«ماي إيه»

الأرجح أن شركة «هواوي» الصينيّة العملاقة (مقرها مدينة «شينزين») تستند إلى تقدّم بلادها في الذكاء الاصطناعي كي ترفع من المستوى التقني لما تصنعه من الهواتف الخليويّة. كذلك تعتبر الصين البلد الأول في تقدّم الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence، خصوصاً في الحواسيب الخارقة وكميات البرامج والبيانات المتصلة به.


وحاضراً، يتزايد انخراط ثورة المعلوماتية والاتصالات المتطوّرة في تقنية «حوسبة السحاب» Cloud Computing التي تعتبر أيضاً الرافعة الأساسيّة في توسّع ظاهرة «المدن الذكيّة» Smart Cities التي تتبنّاها مجموعة من الدول العربيّة. وربطت «هواوي» المعطيات السابقة سويّة في رقاقة «كيرين 970» Kirin 970 الإلكترونيّة المخصّصة للهـواتف الذكيّة. وفي معرض تقديمها تلك الرقاقة في أحد المعارض التقنية الألمانية، ذكرت «هواوي» أنها تعتبر «كيرين 970» نقلة نوعيّة في علاقة الهواتف الذكيّة مع الذكاء الاصطناعي، واعدة بإحداث تغيير عميق في طريقة التفاعل بين الجمهور والخليوي. إذ تصل كثافة الترانزستورات فيها إلى 5.5 مليون في كل سنتيمتر. ويعمل «عقلها» الإلكتروني بثماني أنوية، ما يرفع أداءها في الحوسبة إلى مستوى متقدّم نوعيّاً. وفي مثل واضح عن ذلك، اجتازت رقاقة «كيرين 970» اختباراً في التعرّف إلى الصور، مسجّلة سرعة 2000 صورة في الدقيقة، وهي سرعة تعزّ على معظم الرقاقات المنافسة لها. وعلى رغم تلك القوى المتطوّرة، لا تستهلك الرقاقة إلا كميّات قليلة نسبيّاً من الكهرباء، وهو أمر مهم بالنسبة للجمهور أيضاً الذي يهجس بمسألة مدة استعمال البطارية وعدد مرّات إعادة شحنها.

لم يكن غريباً أن تصف «هواوي» الرقاقة بأنها أول منصة للحوسبة المتصلة بالخليوي تعمل بالتقنيّات الأكثر تقدّماً في الذكاء الاصطناعي. وتتوفر منتجات «هواوي» في 170 بلداً، ويستخدمها قرابة ثلث سكان الكرة الأرضيّة. وفي العام 2015، احتلت المرتبة الثالثة في عدد شحنات الخليوي عالميّاً.

الاتّصالات سبقت «مجموعة شنغهاي»

في الصين أيضاً، يجدر التفكير في أن الزمن صار بعيداً من زمن «التناحر» بين الصين وحزبها الشيوعي وأدواتها في المعلوماتيّة والاتّصالات المتطوّرة من جهة، وبين «غوغل» محرك البحث الأكثر انتشاراً عالميّاً من الجهة الثانية. كان ذلك زمناً حاول فيه «غوغل» أن ينتشر في بلاد «العم ماو» من دون الخضوع للرقابة الصارمة التي تفرضها حكومة بكين على كوابل الانترنت وفضاءاتها الإلكترونيّة. وآنذاك، ساندت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «غوغل» (وكذلك فعل البنتاغون)، من دون أن ينجح ذلك في زحزحة موقف الصين. ويوحي الهاتف الذكي «ماي إيه 1» Mi A1 (صنع شركة «شاومي» Xiaomi الصينية) بحلول زمن مختلف. إذ صنعت الشركة التي تأسّست في 2010 ورأسمالها قرابة 12.5 بليون دولار، ذلك الخليوي بالتعاون مع «غوغل»، تحديداً مبادرة نظام «آندرويد» الشهير. ولفتت الشركة إلى أنّه الأول عالميّاً الذي يعمل بنظام التشغيل «آندرويد- وان» المفتوح المصدر. وتأكيداً لوجود زمن مختلف، أطلقت «شاومي» ذلك الخليوي من الهند، واضعة خلف ظهرها التاريخ الطويل من التوتر بين البلدين. ويتوافق ذلك مع تقارب مستجد بينهما، بل دخوله مرحلة جديدة من التعاون بعد قمة «مجموعة شنغهاي» 2018 في الصين. ولوحظ أن «ماي إيه 1» لم يراهن على ميزة السعر الاقتصادي. إذ بيع في الهند بسعر يقارب 235 دولاراً، مع ملاحظة أنّ «شاومي» تحوز قرابة 17 في المئة من سوق الخليوي في الهند، وهي الثانية بعد «سامسونغ» (24 في المئة) فيها. ويتضمّن «ماي إيه 1» مجموعة ميزات تقنية منها إمكان تخزين الصور مباشرة على موقع «صور غوغل»، وكاميرا ثنائية بعدسة بانورامية واسعة الزوايا، إضافة إلى تقريب بصري يجعل الصور البعيدة واضحة وغيرها. ويشتغل «ماي إيه 1» استناداً إلى رقاقة إلكترونيّة متقدّمة من نوع «كوالكوم سناب دراغون 625». ويضم تقنية «بيوتيفاي» التي تعمل على تحسين صور الـ»سيلفي» بسهولة. ويتألّق بشاشة بقياس 5.5 إنش، وذاكرة داخلية بسعة 64 غيغابايت تتيح إمكان استخدام بطاقات ذاكرة منفصلة بسعة 128 غيغابايت. وتعتزم شركة «شاومي» نشر «ماي إيه 1» في 40 بلداً خلال السنة الجارية.

02 Jul, 2018 10:48:37 AM
0

لمشاركة الخبر