Skip to main content
حريق متحف ريو دي جانيرو «يلتهم» 200 سنة من المعرفة

اجتاح حريق ضخم الأحد متحف ريو دي جانيرو الوطني، أحد أقدم متاحف البرازيل، من دون أن يسفر عن وقوع ضحايا.


الحريق الذي لم تُعرف أسبابه اندلع فيما كان المتحف الذي يُعتبر نسخة برازيلية من متحف الطبيعة في نيويورك، مغلقاً أمام الزوار، كما ذكرت وسائل إعلام برازيلية. وقال ناطق باسم فرق الإطفاء في ريو دي جانيرو: «حتى الآن لم ترد أي تقارير عن وجود ضحايا. انتشر الحريق بسرعة، فثمة الكثير من المواد القابلة للاشتعال» فيه، مضيفاً: «بقينا 90 دقيقة نعمل على إطفاء الحريق قبل أن يتهاوى السقف كلياً».

وتظهر مشاهد بثتها محطة «تي في غلوبو» المبنى المهيب البالغة مساحته 13 ألف متر مربع في الجزء الشمالي من المدينة، فيما النيران مستعرة فيه على مدى ساعات. وعلى رغم حضور فرق الإطفاء بسرعة، امتد الحريق إلى مئات القاعات في المتحف آتياً على كل شيء. وبعد أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة من بدء مكافحته، لم يكن الإطفائيون قد نجحوا في احتوائه.

المتحف الذي أسسه الملك جواو السادس سنة 1818 إبان الانتداب البرتغالي، من أقدم المتاحف وأعرقها في البرازيل، وتضم هذه المؤسسة الثقافية والعلمية أكثر من 20 مليون قطعة قيمة.

ويفصّل موقع المتحف الوطني الإلكتروني الأعمال الموجودة في المبنى، ومنها مجموعة مصرية وأخرى يونانية - رومانية ومجموعات إحاثة تضم خصوصاً هيكلاً عظمياً لديناصور، فضلاً عن أقدم متحجرة بشرية وُجدت في البرازيل معروفة باسم «لوزيا».

وقال الرئيس البرازيلي ميشال تامر في بيان صحافي: «إنه يوم مأسوي للبرازيل. لقد خسرنا مئتي عام من العمل والبحث والمعرفة». وقال المدير المساعد للمتحف لويس فرناندو دياس دوارته، إنه يشعر «بإحباط عميق» و»غضب شديد»، مشيراً إلى أن «كل المحفوظات التاريخية التي كانت مخزنة في منطقة وسيطة في المبنى دُمرت. لقد اختفت 200 سنة من التاريخ». أما المحامي ماركوس أنطونيو بيريرا الذي يعيش قرب المتحف، فعبّر عن حزنه الكبير قائلاً: «لا أظن أن هناك أملاً باسترجاع أي شيء».

واتهم دياس دوارته السلطات البرازيلية «بالإهمال»، لافتاً إلى عدم توفير «أي دعم فعال وعاجل» لتكييف هذا القصر الذي كان سابقاً مقراً رسمياً للعائلة المالكة. وعانى المتحف المرتبط بجامعة ريو دي جانيرو الفيديرالية منذ سنة 1940 من اقتطاع في ميزانيته، ما أدى إلى إهماله، الأمر الذي سبّب بتراجع عدد الزوار. وعلى سبيل المقارنة، فإن المتحف البرازيلي استقطب العام الماضي 200 ألف شخص، بينما زار متحف نيويورك للفن المعاصر 2.5 مليون شخص.

حريق متحف ريو دي جانيرو ليس عادياً، فهو أتى بعد سلسلة من الفضائح السياسية والمالية والرياضية في ريو دي جانيرو التي كانت خلال فترة معينة، خصوصاً بعد اكتشاف النفط فيها، من أبرز المدن البرازيلية، والتي اعتبرها السكان نقطة انطلاق لتحسين أوضاعهم على كل الأصعدة.

04 Sep, 2018 08:40:11 AM
0

لمشاركة الخبر