Skip to main content
القيادة في أوقات مضطربة... المرء لا يخلق زعيما

لطالما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حملته الانتخابية بأنه سيكون رئيسًا مختلفًا عن الرؤساء السابقين. وبعد تسلمه السلطة لاحظ الجميع أنه رئيس مختلف بالفعل، وبشكل يعجب مؤيديه، لكنه يزعج منتقديه بالتأكيد.

من الملاحظ أن عددًا كبيرًا من الكتاب والمؤرخين، وبمجرد دخول ترمب إلى البيت الأبيض، راح ينشر كتبًا متلاحقة يتطرق فيها إلى شخصية الرئيس ومفاهيمه وأفكاره، مع التنبيه إلى أن ما يحدث الآن يعتبر سابقة في تاريخ الولايات المتحدة.

لكن ذلك لا يعني بالضرورة النظر بشكل سيء إلى هذه التجربة أو السابقة، بل محاولة النظر إليها من زاوية إيجابية، والاستفادة منها لصنع مستقبل أفضل، واستنباط دروس جديدة، لا سيما عندما يتعامل قائد البلاد مع صعاب من نوع جديد، ويواجه تحديات غير مسبوقة.

روح أميركا
أحد هؤلاء الكتاب الذين عكفوا على شرح دروس الماضي هو ديفيد ميكالو، الذي كتب سيرة حياة هاري ترومان وجون آدمز في كتابه "روح أميركا"، الذي يضم مجموعة خطابات، يعتقد الكاتب أنها تثبت بأن الأميركيين قادرون على تعلم الجديد وإيجاد الوسيلة الناجعة للتعامل مع أزمان صعبة ومضطربة ابتداء بتوماس جيفرسن مرورًا بتيودور روزفلت وجورج واشنطن وآخرين.  

نشر جون ميتشم كتابًا مشابهًا يحمل العنوان نفسه، ضمنّه نتائج مسح أنجزه عن وجهات نظر إبراهام لنكولن ولندن جونسون وفرانكلن روزفلت عن الزعامة. 

دروس لزعماء اليوم
اليوم تأتي مؤرخة أخرى هي دوريس كيرنز غودوين، وهي التي نشرت سابقًا كتبًا عن لنكولن وتيودور روزفلت وعن لندن جونسون وفرانكلين روزفلت، لتساهم بكتاب جديد في هذا المجال عنوانه "القيادة في أوقات مضطربة"، شرحت فيه كيف تعامل هؤلاء الرؤساء الأربعة مع أوقات مضطربة مروا بها، واستخلصت من ذلك بعض العبر والمبادئ التي قد تفيد زعماء اليوم.

تشرح غودوين التي كانت ضمن فريق عمل الرئيس لندن جونسون كيف توصل لنكولن إلى إصدار قانون تحرير العبيد، قائلة إنه واجه أزمة في مرحلة انتقالية صعبة وعصيبة. ثم تشرح أيضًا كيف واجه تيودور روزفلت الإضراب الكبير لعمال الفحم في عام 1902، وكيف تمكن من إدارة تلك الأزمة بطريقة ذكية، رغم أن المشكلة وقعت قبل إنهائه الأيام المائة الأولى في البيت الأبيض.

تنتقل الكاتبة إلى لندن جونسون، الذي اعتمد التشريع الخاص بالحقوق المدنية، معتبرة أن هذه المبادرة عبّرت عن بعد نظر وبصيرة ممتازة، كان جونسون يتمتع بها. مع ذلك تشير الكاتبة إلى ارتكابه خطأ في الحسابات قدر تعلق الأمر بحرب فيتنام، وهو ما يضعه في المرتبة الثانية مقارنة بالرؤساء الثلاثة الآخرين الذين ضمنت كتابها تجربتهم.

بوصلة إنسانية
تنبّه الكاتبة إلى أن تجارب هؤلاء الرؤساء كما تراها لا تعتبر مصدر إلهام للرؤساء الجدد فحسب، بل للشعب بشكل عام، لأنها تحولت إلى أشبه ما تكون ببوصلة معنوية تقود الآخرين، وتضع أمامهم مبادئ التعامل الإنساني، ووجوب تحديد هدف، ثم التفكير بطريقة حكيمة. 
    
غطت الكاتب الحاصلة على جائزة بولتزر فترة خمسة عقود، وخلصت إلى القول إن المرء لا يولد زعيمًا، لكنه يملك بعض الصفات التي تتحول إلى قدرات قيادية عند مواجهة ظروف عصيبة وصعبة تؤثر على حياتهم وتنسف كيانهم وتبدد رجاءاتهم، ولكن الزعيم الحقيقي ينجح دائمًا في النهاية في الخروج من الأزمات قويًا، ويترك بصماته واضحة على التاريخ.

هذا التقرير نقلًا عن موقع "csmonitor".

09 Oct, 2018 08:07:13 AM
0

لمشاركة الخبر